عزرا ساسون دبش: عراقي يهودي، كان مديراً لميناء البصرة، وكان يتولى بمفرده إدارة أعمال الميناء، بما في ذلك صرف أجور عمال الميناء، هاجر من العراق قاصداً إسرائيل، وتسنم إدارة ميناء حيفا حتى وفاته عام 1962؛ بعد هجرته أصبح عمال ميناء البصرة يسألون عن أجورهم، ومن سيصرف لهم معاشاتهم؟ وكان الجواب..” أقبض من دبش”! لأن دبش رحل ولم يعدْ.
الشعب العراقي الآن، بكل طوائفه ينشد الأمن والسلام والإستقرار، ويُطالب ممثليه في السلطة التشريعية، ومن إنتخبهم لتحقيق هذه الأمنيات، التي أصبحت حلماً يراود الشيعة قبل السنة، والأرمن قبل الصابئة، وحتى الكورد لم يسلموا في إمبراطوريتهم العتيدة.
مضى أكثر من عام، على إجراء الإنتخابات العامة في العراق، دون تحقيق منجزات ملموسة من كلا السلطتين: التنفيذية والتشريعية؛ فعدد من رشح نفسه للإنتخابات بلغ 9039 مرشحاً، ينتمون لـ 277 حزباً وتيارًا سياسياً، تنافس المرشحون على “328 “مقعداً في البرلمان العراقي، والمفروض أن يكون الـ “328” هم خيرة السياسيين والقادة الذين سيستطيعون إدارة البلد إلى بَرْ الأمان، فما الذي حصل؟
نَرَ إن الأوضاع في العراق، تزداد سواءاً كلما تقدم بنا الوقت، وأغلب من إختارهم الشعب ممثلاً لهم، لا يتواجدون في مؤسساتهم الرسمية لخدمة المواطن، بل في مصر، الأردن، إيران، لندن، دبي،……الخ.
من يُلبي إحتياجات المواطنين..؟ فمعظم ممثليهم داخل المؤسسة التشريعية، أصواتهم ضائعة؛ بسبب الخِلافات الدائمة التي أريقت بسببها دماء الأبرياء، وتعنت الإرهاب، وتعظيم قوته، إن المَطالب المشروعة للمواطنين عليها أن تُلبى عاجلاً؛ ويؤسفنا القول للمواطنين.. الذين وضعوا ثقتهم بسياسيين هاجروا، بمحض إرادتهم وتركوا المسؤوليات المناطة على عاتقهم، ويتاجرون بآلام المواطن، لتحقيق مآرب سياسية نفعية، نقول للمواطن: أقبض من دبش..!