13 أبريل، 2024 7:49 ص
Search
Close this search box.

أيها المنتفضون أيها الرفحاويون ، لا مقام لكم في العراق ولا في خارجه

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس بين العراقيين من ذوي الاستحقاق واللياقة للتكريم والتعويض مَنْ نال استحقاقه أو مكانته , جرّاء ما قدمه للعراق من تضحية وخدمة , فعلى الرغم من أن العراقيين كلهم ومن دون أي استثناء يستحقون التكريم والتعويض عن سنين الاضطهاد والحرمان والاقصاء , الا أن بعض سياسات الحكومة التعويضية لعدد محدود من الفئات دون غيرها ( خاصة الدعاة الى استخدام الدُمبُك ) صارت تغيض الاخرين وتستثيرهم ضدها . ويبدو ان ثوار انتفاضة آذار ( ما أسميها شعبان لو تنكلب الدنيه ) الحقيقيين وليس المدّعين والمزيفين ومرتكبي الجرائم من قتل واحراق وسرقة , قد نالهم الغبن والحيف أكثر من غيرهم حتى الان . ومن هؤلاء الثوار لاجئو رفحاء الذين شمروا عن سواعدهم وراحوا يرفعون أصواتهم هذه الايام  بشكل لافت مطالبين بحقوقهم المغبونة .. ولمن لا يعرف لاجئي رفحاء أقول لهم بصفتي أحدهم ! في آذار 1991 ثرنا ضد نظام صدام حسين أثر انتصار جيشنا العراقي ( في أم معاركه ) بالكويت , فما كان من الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الأب ( لا رحمه الله في الدنيا والآخرة بجاه النبي حزقيل وأشعيا ) الاّ أن يوعز لصدام بقمع الانتفاضة .. وطبعا لم يقصر أبو عدّاي الورده , فطحننا طحنا وجعلنا شذرا مذرا , ودفن ربع مليون انسان بريء في مقابر جماعية , ثم صار يلاحقنا من مدينة الى مدينة ويطاردنا , حتى استقر بنا الحال نحن العشرين ألفا من الثوار في مخيم رفحاء الواقع قرب مدينة رفحاء ( 50 كم ) شمال المملكة العربية السعودية عند الحدود العراقية , يبعد عن نقرة السلمان العراقية ( 120 كم ) والمايزور السلمان عمره خسارة ! لا أريد أن أنقل قصتنا في هذا المخيم كاملة من خلال هذا المقال .. فتلك قد دوّناها في كتاب مخطوط بعنوان ( لاجئون الى الصحراء ) ولو أردت أن أروي للقاريء ولو باختصار بعض الاسماء والمسميات لوجدها ألغازا وأحاجي سيطلب من شهيد البانيو أحدب آلوس حلها . فمن المخيم الحجري الى مخيم نقرة السلمان ثم مخيم رفحاء الطيني وأخيرا الى مخيم رفحاء الجديد قصص وحكايات . ومن الوتد الى الجلكان مرورا بالحبل والجاكوج والمكوار والرواك والوجاغ والحياية والعكارب سيتطلب شرحا وتوضيحا . ومن الشيخ الراحل كاظم الريسان ( رحمه الله ) الى الشخ ( وليس الشيخ ) الحي الذي لم يكرفه الله بعد عباس الكوفي , مرورا بمهدي عبد الحسن الحسون وجليل آل جبارة وحسين آل رباط وحسين آل علي الشعلان والسيد صالح الشرع وحسن السلامي ومحمد رضا شبيب الساعدي , وان كنت أنسى فلا أنسى عباس طناك وماجد عباية واحسان صبي والقائمة تطول . لكل نكهته وتصنيفه .. لقد مرّ علينا قادة وجنرالات عام 1991 أميركان وبريطانيون وفرنسيون وعرب , أمراء وقادة , وزارتنا وفود دول وأمم متحدة وصليب أحمر دولي . عقدنا فواتح ومجالس , وأقمنا أفراحا وأتراحا . زرعنا وحصدنا , أسسنا أسواقا ومطاعم , ومارسنا التجارة . قاسينا الجوع والعطش والغربة والحرمان . طلبنا اللجوء الى بلدان العالم , فغادرنا تباعا مبكرين ومتأخرين , كل لغايته ولتحقيق أُمنيته , فانتشرنا في بلدان العالم مغتربين مشردين عن بلدنا الأم .. بدأنا بعشرين ألفا من اللاجئين في رفحاء وانتهينا بثلاثين ألفا في المخيم نفسه , حيث لم يصمد من الثلاثين ألفا في النهاية الاّ عُشرهم , ثلاثة آلاف فقط بقوا في المخيم حتى سقوط صدام , ولم تكتمل عودتهم الى العراق الاّ قبل سنتين كآخر وجبة عادت من هناك . أما الأغلبية منهم التي انتشرت في بلدان العالم , فتكاثرت على مدى العقدين الماضيين وأصبح تعدادها نحو مائة ألف من العراقيين الرفحاويين ! حينما كنا في المخيم افترستنا الاحزاب والتنظيمات العراقية , وصارت تتلقف رجالنا ونساءنا , من دون أن نحافظ نحن من جانبنا على وحدتنا وألفتنا والهدف الذي خرجنا من أجله . وحين غادرنا المخيم الى بلدان العالم لم يستطع الرفحاويون , أو حتى المنتفضون أن يؤسسوا حزبا خاصا بهم يجمعهم , بل توزعوا على الاحزاب والتنظيمات الموجودة من قبل , ظنا منهم انها عراقية أصيلة وشريفة . من جهتها عملت هذه الاحزاب المأجورة على تمزيق الرفحاويين والمنتفضين شر تمزيق , ولم تدع لأحدهم الفسحة كي يعمل ويشتغل . لم ينجُ من هذه السياسة التآمرية والحال المزرية , الاّ نفر قليل أبوا على أنفسهم وتاريخهم أن يكونوا نفرا في عداد تنظيمات تافهة وعميلة . لقد استطاع هذا النفر أن يواصل نضاله ضد الطغيان , ويرفع رؤوس العراقيين عاليا الى السماء . أما الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا تُبعا وأذيالا للآخرين هم يعضون على أصابعهم اليوم بالنواجذ ( موت الكرفكم ) . أيها المنتفضون أيها الرفحاويون الشرفاء الابطال : لقد أصبحتم أضحوكة تتقاذفكم رياح السياسيين النتنة , وكنتُ من جانبي أنظر اليكم بعين العطف والمحبة طوال 21 واحدا وعشرين عاما . اليوم أخاطبكم علنا وليسمع العالم كله لا طريق أمامكم الاّ بالانتماء الى حزب الشعب والانضواء تحت خيمته .. نعم لا تتفاجأون , فهو الحزب الوحيد بالعراق الذي سيحقق لكم مطاليبكم , وسيرد اليكم حقوقكم واستحقاقاتكم , لانه حزب منكم واليكم , لان قياداته منتفضة في آذار ولاجئة الى رفحاء وجهرم وثورنكليف هوتل .. لقد جربتم حظوظكم العاثرة مع الآخرين , واكتشفتم انهم عبارة عن تفاهة في زمن الوضاعة .. استخدموكم ورموكم كما ترمى العظام الى الكلاب ,  أخذتكم العزة بأنفسكم وبقراراتكم الارتجالية والمصلحية فغبتم وغيبتم . أما اليوم فبلدنا وشعبنا لنا وليس لهم . خطابي هذا ليس ملامة ولا اهانة , فمن يهين منتفضا أو رفحاويا , انما يهين نفسه , هو فقط تذكير . كما انه ليس موجها الى المنتفض أو الرفحاوي المنتمي أصلا الى أحد الاحزاب أو التنظيمات , من تلك التي قبل أن نثور على الطغيان ونصبح لاجئين في رفحاء , ومن ثم مشتتين في بلدان العالم , خطابي موجه لاولئك المستقلين الذين احتاروا بعد خروجنا , فانتموا الى جهة ما , ولاولئك الذين بقوا محتارين الى اليوم لا يعرفون أين ترسو بهم سفنهم ليضعوا حمائلهم .. أيها العراقيون أيها المنتفضون أيها الرفحاويون لا طريق أمامكم الا أن نتكاتف معا في طريق استرداد حقوقنا واستحقاقاتنا .. والسلام . 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب