23 ديسمبر، 2024 11:34 م

أيها المترفون إذكروا الحشد ولو بدعاء …

أيها المترفون إذكروا الحشد ولو بدعاء …

تحرر الدول بإرادة شعوبها سواء محاربة الطاغوت أو المرض أو قتال الاعداء، ونحمد الباري اننا أُبتُلينا بالإرهاب الذي صدرته لنا الدول المجاورة العربية الصديقة !…
المشاهدة ليست كما يرويها لك أحد رأى شيئاً بعينه، ولا يمكنه أن يوصل لك الفكرة أو الحالة كما هي، بل ينقل لك وأنت تتصور وترسم صورة مقاربة للمشهد، لكنها ليست كما في الحقيقة، وما رأيته اليوم شيئا يفوق التصور ويستحق أن يقال عنه الجهاد بمعناه الحقيقي .

الحشد وما أدراك ما الحشد أؤلائك الرجال الرجال، الذين تركوا الأهل والمال والعيال مُلبين النداء نداء المرجعية الرشيدة، التي حفظت ماء وجوهنا وأموالنا وعرضنا وأملاكنا وكل ما نملك من شيء عزيز، وهم الذين يتحملون حرارة الصيف اللاّهب مع النقص في ما يملكه أبسط مواطن “الماء البارد”، وهم يتحسرون عليه وبرودة الشتاء ممزوجاً بالمطر بينما هم لا يأبهون بهذه الأشياء البسيطة، بقدر ما يهمهم سلامة الوطن وتحرير الأرض من تدنيس جراثيم داعش، ولكن هنالك شيء إسمهُ تقصير من قبل المواطن! وهو الدعم المالي ولو بـ (ألف دينار) من كل موظف أو عامل، وإن كانت الدولة يقع عليها التقصير الأكبر وهي منشغلة بالعقود! والسرقات والأماكن والبيوت والعقارات والسفرات والإيفادات والمميزات والإصطياف، إضافة لذلك الإستطباب في المستشفيات البريطانية والأردنية وغيرها من دول أوربا، وما رأيته بأم عيني لا يسع أن اكتبه إلاّ بصفحات لان كل مشد يراد له أكثر من مقال، وليس بكلمات يمكن أن يسردها أيّ مبتدئٍ في الكتابة .

ذَهَبْتُ مَعَ رَتْلٍ لفصيلٍ من المقاتلين من الحشد الشعبي، الذين جمعوا ما إستطاعوا أن يساهموا ولو بقدر يسير من الأغذية الجافة المتنوعة، الذي يساهم بشكل وآخر بديمومة الإنتصارات التي نشهدها يومياً وطرد الإرهابيين من أراضينا، التي إغتصبوها في السنة السابقة! ولكن قل لي بربك لكم يوم تصمد هذه المساهمات، التي يتم رفد المقاتلين بها ويفتقدونها هم تحت أزيز الرصاص وقنابر الهاون ومختلف الأسلحة المتاحة، ويعطون الشهداء والجرحى ثمناً ونحن نعلم أن أمريكا هي التي تقف خلف الإرهاب .

هل صعب على الميسورين المساهمة بالأموال أو الأغذية ورفدهم بها ليكونوا قادرين على خوض المعارك، وبالطبع هذا يعطيهم الدافع ليقول المقاتل في نفسه أن اخواننا لم ينسونا لأننا ندافع عنهم،  ولولاهم لما كنا اليوم ننعم بالأمان الذي صنعوه بدمائهم، وما رأيته في خط المواجهة صعوبة العيش والقتال في آن واحد، لان المطر دخل الى الملاجئ وغمرها بالمياه والنوم ممنوع، لأن الفرش قد نالتها مياه الأمطار فهل يوجد أصعب من ذلك .

البيوت التي غمرتها المياه في بغداد وباقي المدن أمرها هين، فالمياه يمكن إزالتها بواسطة وأخرى لأنه يوجد لديك بيت وجيران واقرباء واصدقاء، ويمكن غسل الملابس من جديد ووضعها تحت اشعة الشمس، ويمكنك التمتع بحمام في أي مكان سواء عند أحد اقربائك أو جيرانك أو في السوق، لكن المقاتلين كيف يتدبرون أمرهم؟ فهل يوجد أصعب من حالتهم! لذا هم يحتاجون رفدهم بالأغذية والأموال من خلال التبرعات، ومن لا يملك أيّ من الذي ذكرته إدعوا العزيز الجبار لهم بالنصر والثبات .