قال الشاعر :-
وأن الذي أصبحتم تحلبونه … دم غير أن اللون ليس بأحمرا ؟
لم نبخل عليك بالنصيحة , فلم تبخل علينا بالفضيحة , ولم نبخل عليك بالموعظة , فكنت كريما بالجهالة والفوضى , حملناك على سبعين محملا , فلم تحملنا على حسن الظن مرة واحدة , بل طالعتنا بسوء ما بعده من سوء وتركتنا مكشوفي العورة نساءنا تسبى وتغتصب عند الدواعش , وأطفالنا تموت جوعا وتشريدا ورجالنا تذبح كالخراف لآنهم أخذوا غدرا نتيجة خيانة وتخاذل من قربتهم وأعتمدت عليهم وهم دون مستوى ألآمانة وليسوا أهلا للثقة .
ماهي حجتك للبقاء وألآستمرار سوى نزوة شخصية ونعرة سلطوية أستولت عليك فلم تعرف غيرها , لم تدر أن كهربائنا شحيحة لاتكاد تطرد الظلمة لولا المولدات رغم أزعاجها وجشع أصحابها الذين لايقلون جشعا عن المقربين منك من ضباط ومدنيين تطاولوا حتى ظنوا أنفسهم ملكوا الدنيا وهم أوهن من بيت العنكبوت ؟
لم تعد تتعرف على بؤس الناس وضنكهم ولم تعرف فقيرهم الذي يسكن بيوت التنك ولا مريضهم الذي أفتقد رحمة الطب وألآطباء نتيجة من عينته مفتشا عاما لوزارة الصحة حتى خانك وخان العراق أسكرتك كثرة ألآصوات وزيفها ولم تسمع نصيحتنا عندما قلنا لك : لم يكن مسيلمة الكذاب بلا أتباع ؟
أصبحت المسؤولية عندك توزع كما توزع أقداح الماء في المحافل والمجالس ومثلما يوزع ألآكل المسلفن في مجالس فواتح أقربائك , فالمضمد يصبح وزيرا للداخلية ومن لايملك مؤهلا دراسيا يصبح برتبة لواء , وأبن العشرينات يصبح برتبة عميد , وسارق رواتب المنتسبين يصبح مديرا لمكتب وزارة أمنية , وتاجر الخمر وسمسير النساء وسارق نفط الشعب يصبح مرشحا في قائمتك ألآنتخابية رافضا ألآستماع الى نصيحة الناصحين حتى تجعل منهم نوابا في البرلمان كل ذلك فعلته وبسبق أصرار والناس تعرف الى أي هاوية أنت تسير , وأنت تصم أذنيك عن نداءات المرجعية وتحذيرات أهل الخير ومحبي العراق , السياسة خبرة وتجربة ومواقفك ألآخيرة لاتنم عن أنك قد أستفدت من ذلك شيئا , لذلك الصمت أجدر بك , والرحيل بهدوء ودون ضجة وشغب أنسب وأليق بمن يريد الخير لشعبه ويسعى لخلاص الوطن من ألآرهاب التكفيري والفساد بكل أنواعه , أترك حزب الدعوة ألآسلامية ولا تتمترس بعناوينه فأنك ممن أساء للآسلام ومافيه من عناوين حركية ومرجعية , وأسأت للعراق عندما كنت سببا في دخول داعش للموصل وكركوك وتكريت وألآنبار لآنك كنت سببا في وصول الضباط الفاسدين , وأصبحت سببا في فساد المؤسسة التربوية والتعليمية والصحية والعسكرية وألآمنية وكل فساد أداري ومالي وخلقي وسياسي وثقافي وأعلامي أنت مسؤول عنه أمام الله , كفاك تبجحا ومماطلة وتذكر أن من كمل عقله قل كلامه