لو أستعملنا موازين الجودة كما تفعل أجهزة المقايسة وكشف مواصفات البضاعة لعرفنا أن الفساد الموجود عمدا ومع سبق ألآصرار في القوائم الفائزة كبيرها وصغيرها لايجعلها مقبولة لدى الزبون والمشتري وهذا عرف تجاري تمارسه كل الدول وكل ألآسواق التجارية ألآ في العراق , فمثلما أغرقت أسواقنا بالبضائع الفاسدة , كذلك أغرقت حياتنا السياسية بالفاسدين حتى أصبحت أحزابنا تعج بالفاسدين والمحدودين وأصبح برلماننا محطة لعرض الفاسد والردئ من بضاعة ألآحزاب وأصبحت حكوماتنا مثالا لذلك الفشل الذي يجعل من الوزير والوكيل والمدير العام هواة أمتيازات شخصية وعنوانا من عناوين الفساد الذي طغى على كل أنواع الفساد في العالم .
أن الذي يرتضي لنفسه أن يكون في قائمته فاسدا كالمزور والمرتشي لايمكن له أن يدعي الوطنية ولايمكن له أن يدعي ألآنتماء لآي شريعة سماوية .
والذين يحلو لهم التباهي بكثرة عدد الفائزين هؤلاء نسوا أنهم يحملون فوق ظهورهم بضاعة فاسدة , والفساد مرفوض عقلا وشرعا , والوطن والمصلحة العامة لايمكن النظر اليهما ألا من خلال العقل الذي خوله الشرع القبول والرفض أختيارا .
أن الفساد لاينظر اليه بالقلة والكثرة , ولكن ينظر اليه بلحاظ وجوده , فمجرد وجود الفساد يفتح بابا للخراب الذي يأكل كل شيئ وبعدها لاينفع الندم , والعقلاء وحدهم يعرفون ذلك ويحسبون له حسابا , وغيرهم هم الذين يتساهلون مع الفساد حتى يأتي عليهم ويفقدهم حاضرهم ومستقبلهم , حدث ذلك مع فرعون مصر , ونمرود بابل , وكسرى فارس , وأمبراطور روما , وحدث مع أقزام الفساد في العصر الحديث والعبر كثيرة والمعتبرون قلة دائما .
لقد شهدت السنوات الماضية التي تلت 2003 مزيدا من نماذج الفساد حتى أصبح المحافظون مثالا للفساد الذي عم المحافظات وكل ألآحزاب الفائزة اليوم شاركت بذلك الفساد ولازال بعض المحافظين لايوفرون أعتبارا لا لآحزابهم ولا لوطنهم حتى أهين المنصب , وماجرى لمنصب المحافظ جرى لمنصب الوزير ولمنصب المدير العام , وهذه شهادات تدين الجميع ممن شاركوا في الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة التي أصبحت بلا غطاء وطني لآفتقادها ثقة المواطن الذي جنى على نفسه عندما كان سببا في أنتخاب هذه القوائم التي يطفح منها الفساد وتفوح رائحة الرداءة في كل مفاصلها من مكتب الحزب والقائمة الى مكتب الوزير والنائب من الذين لم يحسنوا الدعاية ألآنتخابية الطافحة بألآسراف المالي المفضوح والبعيدة عن اللياقة حتى قال أحدهم مفتخرا : لقد أنتخبني ” العربنجية والمطيرجية ” بينما تباهى ألآخر بكونه مهرب خمر وسمسير نساء , بينما تجاهر أخر بوقاحة عندما قال : أفتخر أني لم أفعل أثنين هما : الصلاة والحج ؟ وتبجح رابع بغباء عندما سألوه عن شهادته فقال : أنه يحمل دكتوراه بحب الحسين ؟ هل لكم أن تتصوروا شناعة ماينتظرنا مع مثل هذه النماذج التي تعاني من هبوط روحي وأخلاقي مفجع كيف سيكون حال البرلمان والحكومة ومؤسساتها مع هذه النماذج التي لايفتخر بها من يحترم نفسه ووطنه؟