عانى العراق لسنوات طويلة من الإرهاب، الذي ضرب معظم إنحائه، كان إخوته من العرب بين غائب عن الساحة، وبين داعم للإرهاب، بسبب الممارسات الطائفية للحكومة العراقية! وفق المعلومات التي تصل للحكومات العربية، من مصادر المعارضة للعملية السياسية منذ انطلاقها، ولم تكلف هذه الحكومات نفسها، بالانفتاح على الحكومة العراقية، لمعرفة الحقيقة من الطرفين، ولم يكن لمعظمها سفارات، يمكن أن تنقل لها الأحداث من الواقع، ، رغم وجود أخطاء من الحكومة بحق العراق بأجمعه.
كانت نتيجتها أن قضمت داعش خلال يومين؛ بحدود ثلثي مساحة العراق، صدرت عندها فتوى المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي، ودعت كل أبناء الشعب العراقي للمشاركة في الدفاع عن البلد أمام هذه الهجمة، حيث تمكن المتطوعين من إيقاف زحف داعش باتجاه مدن ومحافظات العراق الأخرى، حيث لم يكن للقوات الحكومية أي وجود.
تحت هذه الظروف تشكلت حكومة جديدة، نالت رضا ودعم المجتمع الدولي والعالم العربي، وكانت أولى خطواتها الانفتاح على دول الجوار والعالم، خاصة وان الحكومة الفتيه وجدت خزينة فارغة، عاجلها هبوط أسعار النفط، إلى أكثر من النصف، لذا تحتاج إلى الدعم، كونها في حالة حرب شرسة مفتوحة في أكثر من جبهة.
وجهت الحكومة نداء إلى العالم الغربي والعربي ودول الجوار بمد يد العون لها، كون الحرب التي تشنها هي نيابة عن العالم بأسرة، العالم الغربي استجاب من خلال تشكيل تحالف دولي لمواجهة داعش، أما دول الجوار العربي فقد اكتفت بالإدانة والتصريحات، إيران بالمقابل جندت كل ما لديها من إمكانات لمساعدة الحكومة والشعب العراقي، حيث تم إرسال مواد غذائية وأسلحة وقادة ميدانيين لمساعدة الحكومة العراقية في تنظيم وتدريب متطوعي الحشد الشعبي، حيث يمتلك الإيرانيون خبرة في هذا المجال، حيث سبق لهم أن خاضوا تجربة التحشيد الشعبي (البسيج)، الأمر الذي جعل قوات الحشد الشعبي قوات منظمة في فترة قياسية، تمكنت أن تحقق انتصارات عجز عنها الأمريكان حينما كانوا في العراق.
تم تحرير جرف الصخر والشاخات في أللطيفية، الذي لم تدخلهما أي قوات أمنية منذ عام 2003، وكانت معسكرات أمنة للقاعدة ومن بعدها داعش، كذلك تحرير مناطق في محافظة صلاح الدين؛ هي الأخرى من معاقل القاعدة وبعدها داعش منذ عام 2003.
الجوار العربي يتفرج، حتى جاءت معركة تكريت؛ الذي أذهلت التحالف الدولي، وزرعت الرعب والخوف لدى الإرهاب وداعميه والمعولين على قدراته، عندها تذكر الجوار العربي، وعلى لسان وزير خارجية السعودية؛ أن إيران تستولي على العراق، وكأنه كان ينتظر من داعش؛ أن تجتاح العراق، وتدمر الحشد الشعبي، هذه التصريح ينطبق عليه المثل العراقي؛ (لا اخليك ولا اخلي رحمة الله تجيك).
العراق الذي يئن أبناء شعبه في عدد من المحافظات تحت احتلال داعش، الذي دمرت الحياة، ويعاني من أزمة اقتصادية خانقة، كان الجوار سبب في بعض تفاصيلها، ماذا كان ينتظر من العراق؟ هل يرفض المعاونة الإيرانية؟ وهو الذي طلبها من الجميع، ولم يستجيب سواها، بموقف شريف لا يمكن لإنسان عاقل؛ أن يتنكر له، سوى عدد من الأصوات النشاز، والأقلام المأجورة وكلاهما غير ذات قيمة…