أضربوا الرأي ببعضه يتولد لكم الصواب – ألآمام علي بن أبي طالب –
درجت حكومات مابعد 2003 على أستسهال ألآخطاء وتعمدها حتى أتخمت الكابينة الحكومية والبرلمانية بوجوه تعرف العناوين ولا تعرف التفاصيل , وتجيد الصراخ والولولة , مثلما تجيد جمع المال والى خارج الحدود تنقله , ولاتعرف مداخل التفكير ومبادئه وطرائقه , ولاتعرف أهل الفكر , بل تهرب منهم وتقصيهم .
الدكتور حيدر العبادي يريد التغيير وألآصلاح , ولكنه خارج من كابينة كثر فاسدها , وقل نزيهها , وأبعد المصلح عنها , فأستحالت وكرا للخفافيش التي تخاف ضوء الصباح وتهرب من أشعة الشمس , والعبادي الخارج من تلك الكابينة الظلامية يواجه محيطا بيئته فاسدة , القاضي فيها والضابط والطبيب والمهندس والمحامي والمدرس والتاجر والموظف والعامل والفلاح , والرجل والمرأة أغلبهم مصاب بعدوى مرض سبات العقول , وهو مرض عضال , يستجمع النفاق والحماقة والطمع والجشع والجبن والبخل , والجفاء , والسفاهة , والعي والفهاهة , وهذه ألآمراض تورث المشاغبة والغوغاء والذل والهوان والخذلان وبذاءة الكلام التي نجدها شائعة في ألآسواق وكراجات السيارات وتعليقات الفيسبوك وكتابات , حتى ضاع المعروف , وتفرقت الصفوف , وتسيدت المليشيات , وأنتخبت الملايات , وأعطيت الرتب للدمج , فلم يعرف القائد من الوافد , والعبادي في هذه المعمة هو في محنة يحتاج الناصح , والمؤازر العفيف لا المتزلف المتصنع الذي لايجلب ألآ العار كما فعل أدعياء السلطة في فضيحة الموصل , وبعض أذناب وأتباع أصحاب فضيحة الموصل العار وفضائح الفساد لازالوا يختبؤن في مواقع السلطة , وبعضهم يجد في العبادي وسيلة للتسلق مرة ثانية , ولآن الشعب العراقي ذاق مرارة المتزلفين والمتسلقين والمزورين والسراق والمنافقين فنكب في دولته وفي ماله وعرضه وسيادته وكرامته , لذلك ليس ممكنا بعد اليوم السكوت على تمرير ألآخطاء بحجج واهية , وليس جائزا بعد اليوم التفرج على مشهد أنهيار الدولة ومؤسساتها وأستباحة الفاسدين للمواقع الحكومية حتى يعيدوا مأساة معاناة المواطن وهو يقف مهملا أمام دوائر الجوازات والجنسية ودوائر العقار والمحاكم ودوائر الصحة والتربية والبلديات والضريبة والمصارف .
أننا لانلوم العبادي على وجود الوزراء غير المناسبين لآ ن المحاصصة تفرض ذلك , ولكننا نلوم العبادي أذا سكت وقبل بغير الكفوء , ونلوم العبادي ونحاسبه على تعييناته غير المناسبة ومنها : تعيين وكيل وزارة الداخلية للشؤون ألآدارية , وأبقاء تعيين محافظ البنك المركزي وهو غير كفوء , وتعيين ضابط برتبة لواء في مكتبه بعنوان سكرتيره كما يقول هو لمن يعرفه , وتعيين قائد لآحدى الفرق العسكرية وهو ممن عرف بالخيانة لواجبه العسكري وممن يتعالى بغطرسه على الضباط والمنتسبين , وتعيين بعض المستشارين غير المناسبين وأبقاء الناطق بأسم وزارة الداخلية وهو من الذين منحوا الرتب بدون أستحقاق , وبقاء الجهاز ألآعلامي في قناة العراقية على ماهو عليه من الضعف وعدم الخبرة مما يعطي صورة غير مناسبة عن ألآداء العراقي , وتعيين خلية ألازمة التي تعتبر بحد ذاتها أزمة بأستثناء المستشار ألآقتصادي الذي نطالبه بالمزيد من الشجاعة والحسم , فالمعرفة ألآقتصادية لوحدها لاتكفي أن لم يكن معها أرادة وطنية وحسم , أن العبادي محاط بجهاز ضخم من الفاسدين وغير المناسبين موزعين على كل مؤسسات الدولة من المحافظين الى أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس المحافظات والمدراء العامين وقادة ألآجهزة ألآمنية والسفراء وبدون تغيير هؤلاء لايمكن تحقيق ألآصلاح والبناء , فأذا كانت تعيينات العبادي غير مناسبة فكيف يؤمل منه تغيير الفاسدين في أجهزة الدولة , لذلك نعلنها بصراحة للعبادي الذي نعرف وطنيته ونعرف أنه يستحق المصارحة ونقول له عجل في تغيير تعييناتك الخطأ , فالوقت ليس لصالحنا , ونحن نحتاج القرار الصائب وهذه مسؤولية تاريخية يعرفها من أمتحن الله قلبه بألآيمان.