23 أبريل، 2024 4:47 ص
Search
Close this search box.

أيها السياسيون الفاسدون !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ربما يكون عنوان مقالي هذا أكثرُ صَرخةً فيما كتبت , لأن الموت و الحزن عندما يعتصر القلب و نتجرع مرارته القاسية فأننا نكتب بكل قوة وشراسة مُتحدين أقسى أنواع الظلم الذي يمارس ضد حرياتنا وحياتنا اليومية .. نعم لقد كان ذلك اليوم تعس بمعنى الكلمة , يوم دخلت القوات الأمريكية المحتلة البلاد لتُزيل حُكماً دكتاتورياً وتأتي بحكمٍ فوضوي لا قيم و لا مبادئ ولا عدالة فيه , حُكمَ صراعاتٍ قائمٌ على أحزاب بدت اليوم بائسة و فاسدة .. كنا نرجوا و نأمل منها خيراً لكنها أصبحت بالنسبة للعراقيين لا تختلف عن أي حزب شمولي ديكتاتوري يُقاتل و يتقاتل من أجل السلطة و المناصب حتى وأن أُبيدَ شعبٍ كامل بسببها ..

ما نعيشهُ اليوم ليس أفضل حالاً من سنوات الحرب مع إيران ( الثمانية ) التي أكلت شبابنا و رجالنا حتى فُقدت فيها مواليد خاصةٍ بعينها و زادت نسبة النساء على الرجال , و ليس أحسن وضعا من سنوات الحصار الظالم الذي كنا نبحث فيه عن رغيف خُبزٍ من النخالة أو الشعير , وليس أقل ظلماً من سنوات المقابر الجماعية و المجازر البشعة .. فالحرب مستمرة من يوم التحرير !! 9/4 / 2003م وحتى اللحظة , والفساد قد أكل حقوقنا تحت يافطة الأحزاب المُتأسلمة و أكثرَ من الجياع و الفقراء , و المقابر الجماعية ومجازرها منتشرة على مساحة أرض الوطن بسبب الصراعات على السلطة و المناصب وتقاسمها ..

لقد صدقتَ يا أبي عندما قُلت لكَ في ذلك اليوم وكنت عندها صغيرا يوم سقط صنم صدام : هل سيستقر العراق يا أبتي ويكون بمصاف دول الخليج القابعة تحت الوصاية الأمريكية . فأجبتني بتأسفٍ : سوف لن تقوم لهذا البلد قائمة يا ولدي ..لا زالت تلك الإجابة راسخةٌ في عقلي و ضميري ..

فـ الانفجارات الإرهابية في كل مكان و زمان .. الموت منتشر ومستمر برائحته ولونه .. الموصل و الانبار ومدنٌ أخرى باتت معاقل لداعش .. الحياة تعيش الحرب بضراوتها .. الفساد ينخر جسد الدولة .. الأحزاب الإسلامية و العلمانية تتخاصم على أخر ما تبقى من تشكيل حكومة ملائكية !! بوصف وزير خارجيتها وهي الهيئات المستقلة !! .. (جو بايدن ) ماضٍ بمشروعه في العراق .. حمايات الرئاسات الثلاث أكثرُ من المقاتلين و المتطوعين في جبهات الحرب ..

هل هذا هو العراق الذي جئتمونا به أيتها الأحزاب الإسلامية و أيها السياسيون الفاسدون ؟ ..

لن أجد سواكِ أيتها الجرح الأخير (الكرادة) يستحق الكلام لأُعاتبهُ … لماذا تُجبرين في كل مرةٍ على وأد شبابك ورجالك بسبب صراعات تلك الأحزاب الفاسدة .. لماذا تُقتل الحياة فيك بين الفينة و الأخرى .. لماذا تركتي عمار غالب و احمد حمود السلطاني وآخرين يموتون ولم تنقذيهم من جرمِ أهل الزنا و الحرام و الحرب.. لماذا و لماذا و لماذا …

يقينا سوف لن تُجيبينَ عليَّ أبداً .. لأنك فيك سيموت آخرون.. فأنت حمامة سلامٍ وسط سرب غربان لا تجيدين الحرب و النزالَ معهم أبداً .. فهم فاسدون وأنت مقدسة …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب