رغم ارتكابهم لجرائم كبرى بحقنا ، جرائم لا تقل بأسا وشرّا وحجما عن الأرهاب الذي ليس له خطوط حمراء في الوحشية ، بل هم من روّض الأرهاب لصالحهم ، فترعرعوا معه كأنهم توأمهم وأداروا مع(بزنس) جهنمي !، فبدونه اين ستذهب الأبّهة وجيوش الحمايات وأرتال السيارات المصفحة بزجاجها المظلل الذي أعماهم (أو تعاموا هُم ) عن رؤية الواقع المزري للمواطن ، أين ستذهب بدلات السموكن والنظارات السوداء وقلة الأدب على المواطنين والحواجز والأسوار ؟، ورغم كوني أحد الملايين من ضحاياهم ، ورغم كونهم جلادين في نظري ، الا أني أشعر بالأشفاق الشديد عليهم ، من ناحية سمعتهم وشرفهم الذي تمرّغ في الأوحال ، فما قيمة الأنسان بلا سمعة ولا شرف ، خصوصا بالنسبة لسياسي ، لكن ، والأغرب من الخيال ، لا يأبهون ، يسمعون كل يوم الوان السب والشتم والتقريع ، والتخوين ، يرون انفسهم مادة للتندّر والنكتة السمجة السوداء ، وأخبار جعلت منهم أضحوكة مبكية تدعو للرثاء لحالهم حقا ، هم مادة (التحشيش) وهو اسلوب هجائي تهكمي برع به العراقيون على صفحات التواصل الأجتماعي ، تجعلني استغرق في الضحك رغما عني ، وفي نفسي أن لا يقع حتى عدوّي في فك (التحشيش) هذا ! .
هذا فضلا عن فعاليات التظاهرات وان جاءت متأخرة ، وما يرافقها من صور وشعارات وهتافات واتهامات مباشرة ، ووثائق مخزية تشعرني بالرثاء لحالهم قبل الأدانة ، وفضائح من العيار الثقيل الذي لا يحتمله بشر ، فلوا كانوا بشرا حقا ، لأحتفروا الأرض ليتواروا فيها !، يجعلني ذلك أحمدُ الله الف مرّة ، اني لستُ منهم ولا من ذيولهم وأمّعاتهم ! لا من قريب ولا من بعيد ، لكني وجدت الجواب عن فلك تساؤلاتي ، أنهم ببساطة ، ليسوا أحرارا !.b