23 ديسمبر، 2024 6:29 ص

أيها الساسة: أحذروا فالغضب قادم!

أيها الساسة: أحذروا فالغضب قادم!

التنافس غير الشريف، بدى ظاهراً للعيان، وتسقيط لا ينتمي للمروءة، والنخوة، والمهنية، يسلكه الساسة فيما بينهم، متناسين أن العراق واقف على هاوية الإنهيار، وسيوف التقسيم تنتظر الفرصة، لتنال من بلدنا ليصبح وطناً ثلاثي الأبعاد، ضعيف لا يمتلك مقومات دولة، كما كان له ثقله في الشرق الأوسط.
إن ما يمر به الساسة في البلد، منذ أكثر من عشر سنين، هي حالة بعيدة كل البعد، عن السياسة برمتها، فهم يتسابقون بتحطيم الوطن، دون التفكير في وحدة العراق، وأمنه وإقتصاده، الذي أصبح عالة بسببهم على المواطن، فالسرقات أكبر من أن تتحملها خزينة الدولة، والثقل كبير على الشعب، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فلنقرأ السلام على الحكومة، وستكون الشرارة التي تحرق الأخضر واليابس، والسؤال المهم! الى متى يبقى المواطن، يدفع ثمن أخطاء حكومة مترهلة، أغلب ساستها سراق؟
المرجعية الرشيدة لم تعجز، والإعلام ما زال يكتب، ويشخص الأخطاء، ولكن مَنْ هو المصلح؟ وماذا سيصلح؟! والمتصدرون للمشهد السياسي، أناس نصفهم سارق ومرتشٍ، والنصف الآخر ينقسم الى قسمين: الربع الأول إذا تكلم لا يُسمع منه، أو يُستجاب له، لهذا تجدهم صامتين، خوفاً على مناصبهم، والساكت عن الحق شيطان أخرس، والربع الثاني إذا تكلم يتم تسقيطه، وتعريته، وإتهامه باطلاً.
الناس في الماضي البعيد، أكثر هدوء وإستقراراً، ولكن قصة قابيل وهابيل، أشعلت المشهد البشري منذ البداية، وبدى وكأن التأريخ يرفض تدوين نفسه، وقد خضع لنوازع الشر والعنف، وباتت تلاحقه وتداعبه، بإسم البقاء للأقوى لنشر الجريمة، التي تفتح ذراعيها، لقتل كل شيء جميل، وبقي المؤرخ معتمداً، على ذاكرة الوجود الإنساني، دون العودة للصدق، فأمست الحقيقة عوراء.
مجتمعنا العراقي عانى ما عاناه، من تكرار الحروب والصراعات، ونهب الخيرات، وسلب الحقوق، وإستهانة بكرامة الشعب الجريح، وهو الآن يبحث عن حلول لمشاكل خطيرة، وضعهم بها ساسة الصدفة، وأهمها إنتشار التطرف والطائفية، والإقتصاد الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى، من الإنهيار التام، وبشكل مثير للدهشة، لأن العراق منذ الأزل، كان وسيظل واحداً موحداً، وغنياً بثرواته، وتلوح كلمة التوحيد في سمائه، وفي باطن أرضه الذهب الأسود.
أبرز مظاهر الفساد، هو اللجوء الى الأكاذيب والخرافات، وإتخاذها ركيزة للإستناد عليها، بدلاً من الحقائق، وبمجرد دخول الهواء النقي، الى غرفهم المظلمة، تجدهم يفزعون، كأن الموت قد طرق بابهم، وتبدأ نوازع الشر بالخروج، لتتلاعب بزمن الأبرياء، وتدفعهم للهاوية ليؤمنوا بها، وبتكتيكات حديثة مسمومة وخطيرة، وهذا ما أسس له دواعش السياسة، وبالتالي حصد الفساد، الأخضر واليابس في آن واحد.
ختاماً: عندما إجتمع قابيل مع شيطانه، في غرفة مملوءة بالهواء الفاسد، مثل سياسينا، فقد بث في نفسه الرغبة لقتل أخيه، الذي دخل التأريخ، من أقدس أبوابه رغم موته، وإحتل أكرم صفحاته، لأنه مات مظلوماً، من غيرة الأخ الحاقد، وباع للبشرية بضاعة فاسدة، وطريق يملئه الشر، وتوقع أن إبطال المبادئ يكون بإعدام الحياة، ومنعها من النجاح ولكن نقولها بصوت الثقة الحسينية: هيهات منا الذلة.