رأينا كيف أن السلوك الأخرق لبعض المتعصبين، فتك بالوجدان المقيَّد إنتساباً وإنتماءاً مع يذبل الأمة بكل مغار الفتل، للكثير من السادة السياسيين الحريصين! والأفاضل من المواطنين الصالحين، وانتهك ضميرهم القومي الصادع بالحق، وخرق ثوابتهم الوطنية العريقة التي تأبى الهوان، عندما أقدم أولئك المتعصبون على رفع العلم الإسرائيلي في بعض مدن إقليم كوردستان أو في المهجر قبل أشهر، دون ان يكون هناك دليل واحد على وجود أي قبول جماهيري أو دعم رسمي او حتى حزبي لتلك الأعمال المشبوهة التي لا يمكن أن تصدر الا ممن خانهم التوفيق ولم يتحلّوا بما يكفي من الحصافة وافتقروا الى الرؤية السليمة لمعرفة مصالح بني قومهم أولاً وأمتهم الإسلامية ثانياً، وانقادوا لمشاعر الغضب المعتلجة في صدورهم ونوازع التحدي الطفولية في رؤوسهم، خصوصاً أنها جاءت في أوج أزمة عصفت بالبلاد وكادت ان تأكل الأخصر واليابس لولا ان الله سبحانه وتعالى سلّم، رغم انها، أي الأزمة، في النهاية، فعلت فعلها وعصفت بالكثير من العوامل المشتركة بين مختلف الأطراف ودهستها بمداس التعصب والكراهية وتسببت في شروخ يصعب ردمها في قابل الأيام، بينما كان يمكن، لو صدقت النوايا تبرير الكثير من السلوكيات المستهجنة والتعامل معها بموضوعية وتغليب مقومات العيش المشترك وموجبات السلم الأهلي بين أبناء البلد الواحد.
تمنّي، هنا، برسم أولئك السادة والأفاضل أن يكلفوا أنفسهم هذه الأيام مشقة متابعة يوميات الوطن وأخباره وكيف ان الإسرائيليين بدأوا بتخطيط محكم ودعم من الحليف “الأكبر” الأمريكي وصمت حكومي وحزبي وجماهيري مُلفت، وربما بمباركة واستغفال خبيث من الحليف “الأصغر” الإيراني كنوع من المساومة، بدأوا مشروعهم الخطير لإعادة تشكيل المجتمع العراقي وفق مصالح الصهيونية العالمية عن طريق شراء الممتلكات بالوكالة ومن ثم تسجيلها بأسماء مواطنين يهود يقيمون في اسرائيل ، وتقديم دعم مالي سخي للعديد من مؤسسات المجتمع المدني بغية نشر ثقافة الإغتراب وقيم العلمانية لسلخ الشباب عن انتمائهم القومي والديني اللذين يشكلان العقبة الكأداء امام تقدم وهيمنة المشروع الصهيوني.
تمني والتماس الى السادة والأفاضل، إن هم علموا ذلك ان يقارنوا بين الموقفين، موقف بعض شراذم الكورد المتعصبين وموقف دهاقنة المشروع الصهيوني، ومن ثم، لعلهم وعساهم، يهبون بنفس تلك الحماسة ويتصدون ويدعون إلى محاسبة أنفسهم جميعا لسماحهم، قصدا أو بدون قصد، بهذا الفعل المشين والخطير، مثلما انقضوا وقتها على الكورد جميعا ووضعوهم في دائرة الإتهام والعمالة، ومنهم للأسف اخوان اعزاء قريبون من قلوبنا ولا زالوا ولا زلنا نكن لهم كل المودة والتقدير رغم مرارة الظلم.
ففي مجرى الأخبار هذا الأسبوع كشف مصدر مطلع، الخميس ٨ آذار الجاري، عن وجود اعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين داخل أحدى القواعد العسكرية في التاجي شمالي العاصمة بغداد.
وقال المصدر في تصريح صحفي ، إن معسكر التاجي يضم عدداً من العسكريين الإسرائيليين تترواح أعدادهم من 250 إلى 300 جندي.
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ، أن ‘تلك الشخصيات تمارس عملاً ذو شقين,الاول هو استرجاع الممتلكات التي ترجع للديانة اليهودية في بغداد وشرائها بإسعار خيالية ومن ثم تسجيلها بإسماء شخصيات موجودة في إسرائيل في خطوة عدها المصدر لتهويد المناطق البغدادية من جديد’.
واشار إلى ، أن ‘شق العمل الثاني لهؤلاء الجنود هو دعم منظمات المجتمع المدني وإقامة مؤسسات بإسماء مختلفة لتحقيق أهداف مشبوهة بين صفوف الشباب والبنات بالعراق’.
وختم المصدر قوله ، أن هؤلاء الجنود وعند خروجهم من معسكر التاجي إلى تنفيذ المهام الخبيثة المناطة بهم تكون محمية من عراقيين عاملين لاحدى الشركات الأمنية الأميركية الخاصة التي لم يعلن عن إسمها).
في هذا السياق ايضا كان أحد الخبراء الأمنيين والمحللين السياسيين، قد كشف الاثنين الفائت، عن تواجد عناصر اسرائيلية بأسماء وهمية من خلال مؤسسات إعلامية ومنظمات لدعم الشباب ودورات تطويرية تقودها في الخفاء أيادي إسرائيلية لبث أفكار داخل اوساط المجتمع العراقي تتنافى مع العادات والتقاليد المجتمعية، مشيرا الى ان أولى بذراته بث مايسمى بالإلحاد وحث الشباب عليه.
بل انه قال ان: “اسرائيل تحركت على تثبيت وجود لها في البرلمان القادم من خلال كتل ونواب معينين يعملون لصالح القوانين التي تريد تمريرها وتشريعها”.