23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

أيها الخطباء ” كفاكم تسطيحاً لثورة الحسين “ع”

أيها الخطباء ” كفاكم تسطيحاً لثورة الحسين “ع”

ما ان بزغ فجر الاول من المحرم حتى بدأ بعض الخطباء من على منابرهم بتسطيح لا مبرر له لثورة ونهضة سيد الشهداء الامام الحسين “ع” ولا يفهم المتلقي غير الشيعي أومن هم في الديانات الأخرى ” غير انها مجرد قصة “تراجيديا مبكية فقط حدثت لشخصية ما مع عظيم شأنها عبر التاريخ ، كونهم يظهرون شخص الامام الحسين بن علي بن ابي طالب “ع” سبط الرسول “ص” ذليلاً مكسوراً وقد غدر فيه ولم يكن ليعلم بهذا الفخ كل ذلك من اجل ذرف الدموع وايهام المتلقي بأن البكاء هو التعبير الحي لهذه الذكرى فقط دون غيرة ؟حتى تغدق عليهم الاموال , حيث يهتمون بجزئية من هذه الثورة الجبارة وان كانت عظيمة لكنها ليست كل شيء وكأنهم يتحدثون عن حسين اخر ؟ وهو القائل (إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما).

فهم يبتعدون عن الهدف الاسمى في نهضة الإمام. ع. التي أخذ منها المسيحي والصابئي والنصراني وحتى البوذي الذي لا يؤمن بكتاب سماوي مقدس الدروس والعبر وأرقى معانى التضحية والإيثار حتى أصبحت ثورته أيقونة التحرر وشعارا طالما يرفعه المظلومين في كل أصقاع المعمورة فهي أصدق معاني الحرية والعدالة والإنسانية رغم أن عمرها تجاوز 1400 عام ومازالت تتجدد كونها ليست حدثاً عابراً في أحداث التاريخ فهي أكبر من أن تحدٌد بتلك الرقعة الجغرافية المقدسة كأرض كربلاء ولا ذلك التاريخ في 10 عاشوراء حتى قيل” كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء” لقد شكلت الثورة انعطافه مهمة في تاريخ البشرية جمعا متمثلة برفض أنواع الاستبداد ورفض الخنوع بعد أن ظن الجبابرة كل الظن بأن يد الظلم ستدوم طويلا لأن الناس تخشى المواجهة وقد أيقظت هذه الثورة الشعور بالمسؤولية وضرورة مواجهة الظلم و ما كانت هذه الثورة لتأخذ هذه المكانة العالمية والسمو إلا لكونها جاءت من أجل محاربة الظلم والطغيان الذي استشراء في المجتمع وكان لابد من وجود شخص “مصلح” يتصدى له وان كان ذلك يكلفه التضحية بكل ما يمتلكه هذا “المصلح” وهو القائل “لم أخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً بل خرجت لطلب الإصلاح لأمة جدي أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وتلك هي اروع القيم والأهداف النبيلة في هذه النهضة الحسينية التي ستبقى خالدة على مر الدهور اننا في الوقت الذي نحيي بهذه هذه الثورة يجب علينا الابتعاد عن تسطيح فكرة واهداف الثورة واختزالها بجزئية معينة فهي ثورة كأملة كل جزء يكمل الجزء الآخر وهي ليست مخصصة لطائفة معينة كما يتصورها مخطا البعض انها رسالة لكل الإنسانية التي تتعرض إلى اغتصاب حقوقها وسلب إرادتها وتسلط الظَلام على مقدراتها وتبديد خيراتها تحت أسماء وعناوين براقة وهي ابعد من الحقيقة علينا أن نقف بحزم ضد من يقزم هذه الثورة بشعارات طائفية او عرقية أو من خلال موكب ما وقد صورها البعض كما قال الشهيد الصدر الثاني” حبيبي هي ليست تمن وقيمة”

ولو كانت كذلك ما خلدت كل هذا التاريخ ! فعلى الخطباء توضيح أهداف الثورة وما النتائج التي تحققت والتي لم تتحقق أو أنها مؤجلة وعليهم التعريف بأسماء من وقف مع الإمام الحسين .ع. وكيف استطاعت وسائل الإعلام الصفراء عن طريق الإشاعة والحرب النفسية من تثبيط المعنويات وخلق شرخ كبير بين من كانوا مناصرون للإمام والوسائل الخبيثة التي يستخدمها الجبابرة في ايهام وتظليل الرأي العام وبطبيعة الحال هذا ناتج عن جهل وتخلف كبير في أوساط المناصرون آنذاك علينا أن نتحدث كيف نواجه الحاكم الظالم وماهي حدود ذلك وإن لانخدع بشعارات مزيفة وهنالك العديد من الامور المستجدة لابد من التطرق لها ونحتاج لمعرفتها اليوم اكثر من ذي قبل وتقع على الخطباء رفع كل الشبهات التي حاول البعض الصاقها بهذه الثورة وعلينا ان نستفيد من ثورة الاتصالات هذه لتصل معانى هذه الثورة الى كل اصقاع المعمورة الذين شبهوا حتى قالوا” ان سيدنا الحسين قتلة سيدنا يزيد !!