18 ديسمبر، 2024 8:14 م

أيها التوليتاريون المدمسون ..نحن الكشريين الطماطقراطيين !

أيها التوليتاريون المدمسون ..نحن الكشريين الطماطقراطيين !

لطالما شبهت الانظمة التوليتارية ” الشمولية ” بطبق الفول المدمس حيث الحزب الواحد الذي يحكمه دكتاتور واحد يلقب بالاخ الاكبر على توصيف ، الروائي البريطاني جورج اورويل، في روايته الشهيرة 1984، نظام مركزي يسيطر على جميع مناحي الحياة وأخطرها الاعلام المرئي والمقروء والمسموع ، أجهزة اﻷمن بكل صنوفها (جيش ، مخابرات ، استخبارات ، امن عام وخاص وسري وفتوة وطلائع وجيش شعبي ووو ) ، الاقتصاد برمته ، بالمقابل فلطالما شبهت الانظمة – الطز فشية – التي تعقب الفاشية بطبق الكشري حيث العدس البني والشعرية والحمص والسباكيتي والرز والمعكرونة والبصل والصلصة والثوم والكمون، كلها مخلوطة في صحن واحد – ماتعرف حماها من رجلها – .
لقد انتقل العراق فجأة وفقا لقاموس ” المطبخ السياسي” من طبق الصنف الواحد الى طبق الاصناف المتعددة متبعا سياسة – علك المخبل ترس حلكه – ، من الحزب الحاكم الواحد والزعيم الاوحد والقائد المفدى الى 224 حزبا تمثل مجموع الاحزاب التي تم تسجيلها في المفوضية العليا – اللامستقلة – استعدادا لأنتخابات 2018 النيابية ، وقبلها او معها المحلية ، هذا من غير الاحزاب المعارضة للعملية السياسية في الخارج والتي عادة ما تجتمع في ذات المدن والفنادق والدول التي اجتمع فيها غرماؤهم سابقا قبل 2003 وبنفس اللغة الثورية والخطاب النضالي والدووووول الراعية والممولة والداعمة وبالاستناد الى تقارير ذات المنظمات والمحطات والصحف ( واشنطن بوست ، نيويورك تايمز ، التايمز ، لو فيغارو ، دير شبيغل ، بي بي سي ، مونت كارلو ، سي ان ان ،رويترز ، هيومن رايتس ووتش ، مراسلون بلا حدود ،مؤشر ميرسر ، اليونيسيف ..) ولكن بالمقلوب .
الحقيقة لم أقرأ في التأريخ الحديث وﻻ القديم ولم اطلع على حالة تشبه الحالة العراقية الفريدة كما هي عليه اليوم على الاطلاق ، فالهند وعدد نفوسها مليار و300 مليون نسمة وهي من اقدم الديمقراطيات في آسيا والعالم ، عدد احزابها ﻻيتعدى 13 حزبا فقط ﻻغير ..بريطانيا العظمى وعدد نفوسها 65 مليون مجموع احزابها 9 فقط ..فرنسا وعدد نفوسها ٦٦ مليون تضم 25 حزبا ..المانيا وعدد نفوسها 81مليون نسمة ، عدد احزابها 14 حزبا ..اميركا وعدد نفوسها ٣٢١ مليون نسمة تضم 13 حزبا – شنو قصة العراق دومه مخالف الدول ويمشي رونك سايد ..تالي وياك ، كلنه بلد هاروت وماروت بس مو هل الثخن ؟ !- .
والسؤال الملح هنا هل بامكان كل هذه الجوقة من الاحزاب ان تغير من واقع العراقيين وبلادهم شيئا نحو الافضل وتسير بهم الى بر الاعمار والامان – عمي ملازم كل العراقيين وﻻ حتى ربعهم – هل بأستطاعة كل حزب تأسس على اسس قومية او مذهبية او دينية او علمانية ان يكون على قدر المسؤولية ليغير من واقع حال اتباعه فحسب وينطلق بهم الى أفق أرحب – لو نفس الطاس ونفس الحمام ؟ – ان كان الجواب ﻻ ، فلماذا تأسيس كل هذه الاحزاب الجديدة اذن ، وان كان الجواب نعم – فالله ينعم ضلوعك، هو انت شنو اللي سويته خلال 14 عاما حتى هسه جاي مثل القط تنط من جديد وتريد تصلح اللي خربته ؟ !
السؤال الثاني الملح – هل سيفي الناخبون بعهودهم ويأنفون عن انتخاب الفاسدين والمفسدين وهم يعرفونهم بأسمائهم واحزابهم وكتلهم ، بقبعاتهم وعمائمهم وعقلهم – انا شخصيا ﻻ اشك فقط ﻻﻻﻻ – الشك قليل جدا – بل اكاد ابصم بالعشرة بأن معظم الناخبين سيعيدون انتخاب من شتموهم على الملأبل وتظاهروا ضدهم ايضا – اتعلمون لماذا ؟ ﻷن التوليتارية داخل المذهب الواحد ، القومية الواحدة ، العصبية العشائرية والحزبية والفئوية الواحدة ، ستفعل فعلها من جديد – صحيح ان الطبق كشري طماطقراطي ظاهريا ..اﻻ انه فول اسود دامس مدمس ومن صنف واحد على خطى من سبقهم في واقع الحال ..وﻻ دكول سمسم الى ان تلهم، هم هم ومادام بيت الطين والتنك موجود ..كل نفط العراق وووو القصور تهون اغاتي.اودعناكم