22 ديسمبر، 2024 2:34 م

أيها البعث حيرتنا ماذا تريد  ؟!!!

أيها البعث حيرتنا ماذا تريد  ؟!!!

استفزني بيان جديد صدر عن حزب البعث يهاجم فيه فكرة تشكيل إقليم في المحافظات السنية وكالعادة فهو يتهم مخالفيه بالخيانة والعمالة وكل  ما في قاموس السفاهة  الذي أنشأه.

وبعيدا عن سفاهة البعثيين أريد أن اعرف بالضبط ماذا يريدون لأني احترت في ذلك .

هذا الموقف الحدي وتخوين دعاة الإقليم ،وهم جمهرة من الناشطين في الحراك الشعبي والذي تصدوا لسياسات المالكي بكل جرأة وصلابة وواجهوا أجهزته الأمنية وتعرضوا للمطاردة ولا مجال للمقارنة بين نضالهم الميداني  ونضال البعث من القصور التي منحها لهم  حكام العرب أو عبر صفحات الفيس بوك ،هذا الموقف  يثير سؤال مهم ؟ لمصلحة من يعمل البعثيون ؟ ومن هي جبهة الرافضين للأقليم ؟ ، فهل يعلم البعثيون في أي خندق اصطفوا فيه ؟

إيران ترفض الإقليم فهل هم مع إيران ؟

المالكي وتحالفه الشيعي يرفض الإقليم فهل هم مع المالكي ؟

هل سألوا أنفسهم لماذا يرفض التحالف الشيعي الإقليم السني بعد أن كان تقسيم العراق إلى أقاليم قناعة  راسخة لديه في  عام ٢٠٠٣- ٢٠٠٥ ؟

في الحقيقة لم أكن مستوعبا ذلك إلا أخيرا بعد أن شاعت مقولة منسوبة إلى احد القادة الكبار في التحالف الوطني إذ قال عقيدتنا هي الحق وعقيدة السنة باطلة والواجب الشرعي أن نهدي السنة إلى العقيدة الحقة والإقليم  حاجز بيننا وبين ذلك .

أتمنى أن يكون ذلك غاية سعي طائفيو الشيعة وليس هناك ما بعده والسنة ومن مقتضى حرية العقيدة أحرار في ان يبقوا على مذهبهم ام يغيروه ، ولكن ماذا إذا تمسك السنة بمذهبهم وابدوا صلابة في الدفاع عنه  فهل يعلم البعثيون الذين يخدمون الطائفيين  الشيعة من خلال موقفهم ماذا يعني ذلك؟

اليوم هناك حملة تهجير للسنة من بغداد ومن ديالى تمارسها عصابات الخزعلي والعامري والبطاط وغيرهم وتوسع الأمر إلى سامراء فمن يحمي السنة من هذا الاستئصال  إذا لم يكن هناك ارض تؤويهم وعسكر يحميهم فهل تستكثرون على السنة حقهم في حماية أنفسهم وان يعيشوا بكرامة وامن في دورهم؟

اعلم أن الأمر لا يعنيكم كثيرا لان انتهازيتكم السياسية جعلتكم تركبون في كل المراكب …

انتم مع المالكي قادة  لجيشه وغطاء لفساده فحميتم أنفسكم من بطشه  ، وتسلطتم على كل صوت حر شريف تصدى للمالكي .

وانتم مع داعش جعلتم من انفسكم جواسيس وعملاء لها وارتكبتم المجازر بحق ابناء الوطن ممن خالف داعش فكرا وديانة فذبح المسيحيون والايزيديون على أيديكم . وتغطية لجريمتكم أصدرتم بيانا يستنكر تلك الجرائم ولكن داعش لم تطلب منكم توبة أو تتعرض لأحد من رجالكم وكيف تفعل وضباطكم أعطوا البيعة “لاميرالخارجين “عن دين الله .

سوف تنكرون علي ذلك فدعوني أسألكم من بين ثلاثين ألف عراقي معتقل في سجون المالكي كم سجين  لديكم ؟ ومن بين نصف مليون شهيد عراقي فكم شهيد منكم ؟ ومن بين خيرة رجال العراق الذين تمت تصفيتهم كم لكم من حظ فيهم .

وقضيتكم لا تقف هنا ويا ريت.

فاتصالاتكم لم تتوقف مع الأمريكان تعلنون لهم الولاء إذا ما أعادوكم الى السلطة وما وجودكم في العواصم التي تديرها المخابرات الأمريكية إلا لهذا الغرض !

أما صلاتكم مع إيران عبر النظام السوري وتقديم الخدمات المطلوبة فلم يعد أمراً خافيا وما موقفكم من الإقليم إلا واحدة من هذه الخدمات الحقيرة !

اشهد إنكم بارعون في الانتهازية السياسية بما لم يصل لها أي حزب على الكرة الأرضية ولكن دعوني أصارحكم إنكم لم تجنوا إلا احتقار الجميع فهنيئا لكم هذه المكانة التي لا نتمناها إلا لكم !