23 ديسمبر، 2024 6:28 م

أيها البدريون عودوا الى أنفسكم وعاتبوها

أيها البدريون عودوا الى أنفسكم وعاتبوها

قصة يحكيها أحد رجال الدين أنه طلب منه شخص أن يلتقي بأخيه ليلقنه الشهادتين حيث كان أخوه على فراش الموت، فأستجاب له وذهب الى المستشفى، حيا المريض فرد التحية، سأله من ربك فقال: الله، من نبيك قال: محمد، دينك، الأئمة، المعاد…الخ، وكان يجيبه كل مرة، فطلب منه قول الشهادتين فأمتنع! تعجب رجل الدين! أعاد الطلب فأمتنع! وظل يحاول…والاخر يمتنع ونظر بغضب الى رجل الدين وقال : يهودي..يهودي..يهودي، الى أن وافته المنية، ظل رجل الدين يفكر ويسأل عن هذا الأمر المحير ويبحث في الكتب…الى أن وجد جوابا من امامه الصادق سلام الله عليه في حديث عنه مفاده… أن من أستطاع الذهاب للحج- (استطاع:كناية عن توفر المال والصحة وعدم وجود عائق أو سلطان يمنعه)- ولم يذهب فليمت ان شاء يهوديا أو نصرانيا، ففهم رجل الدين بأن الرجل كانت صحته جيدة وكان وفير المال ولم يمنعه سلطان ولم يذهب الى الحج فأختار أن يموت يهوديا، انها سوء العاقبة,اللهم انا نسألك حسن العاقبة.

ممكن أن يكون الشخص ذو أخلاق طوال حياته ولكن في النهاية يختار طريق يؤدي به الى سوء العاقبة.

حزب الدعوة قدم مئات الشهداء وله تأريخه الجهادي، حدثت انشقاقات فيه وهذا طبيعي وكان جزء من المعارضة التي شاركت في مجلس الحكم، فالانتخابات، وأخيرا وليس أخرا، جزء من القوى السياسية في البرلمان المتمثلة بثقل معين في مجلس النواب.

حزب الدعوة أختزله شخص واحد هو المالكي، الذي حول الدولة العراقية الى ملك لحزبه -ليس حرصا منه على حزبه بل من باب عدو عدوي..صديقي- مما سيؤدي بالنهاية بحزب الدعوة الى مصير مشابه لمصير الاخوان المسلمين في مصر (وهم أعرق جودا وأكثر تمثيلا)، وذلك حين حول مرسي مصر الى ملك عضوضا لجماعة الاخوان وسيطرو على مقومات الدولة، فألغوا البرلمان، سيطروا على القضاء..فحكموا بتلفيقات على معارضيهم وكأنه كتاب قد باعه مؤلفه الى الزعيم مرسي والزعيم المالكي، مع تعيدل طفيف أن الجيش في مصر هيئة مستقلة لم يسيطر عليها مرسي، ومالكي العراقي قد ملك الجيش وحوله الى طوق له حول الخضراء ضد الشعب بقيادة ابنه.

انها سوء العاقبة، لأن الباطل كان زهوقا، فارجعوا الى انفسكم وعاتبوها أيها البدريون…فأنتم أخترتم طريق الشهادة لمقارعة صدام ونظامه من باب “ياليتنا كنا معكم لنفوز فوزا عظيما”، فهل يذهب هذا التأريخ من أجل وزارة نقل؟ الأخ العامري أختار الوزارة فهنيئا له ولكن هل أنتم مؤمنون بأنكم يجب ن تعينوا المالكي وحزبه ثمان سنوات أخرى على الشعب المظلوم وتعينوه على الفشل وأخذ البلاد الى الهاوية والوقوف ضد المرجعية ؟ ان كان كلامي غير صحيح فليذهب السيد العامري أو المالكي للقاء المرجعية.

أدعوا الله أن يفكر الأخ المجاهد هادي العامري بسوء العاقبة ولايجد في الله لومة لائم ولاتأخذه العزة بالاثم، وشراء وزارة النقل ببيع المجلس الأعلى!! فالمجلس الأعلى هو تأريخكم المشترك وبيتكم الطبيعي، فلقد نجح المالكي في خلق الفتنه وأستطاع بوزارة النقل التفريق بين “أخوة” ربع قرن من الجهاد والعمل المشترك والتضحيات وخط المرجعية الذي يمثل امتداد لخط أهل البيت، تلك المرجعية غير راضية يا أخواني..غير راضية! اذا أصر العامري على رأيه في الوقوف مع المالكي وحزبه واسخاط المرجعية فأنتم غير ملزمين بالوقوف ضدالمرجعية…ضد الشعب…ضد تأريخكم الجهادي…فأن العهد كان مسؤولا، فكروا قبل أن يكون البنفسج أول من يشهد عليكم أمام الله وأمام الشعب وأمام التأريخ.