18 نوفمبر، 2024 12:51 ص
Search
Close this search box.

أيها الإنسان: إستمر بالمحاولة ولا تيأس!

أيها الإنسان: إستمر بالمحاولة ولا تيأس!

هناك رأي يقول: إن الأسد لا ينجح بالصيد إلا في ربع محاولاته، أي أنه يفشل في (75%) منها، ولكنه لا ييأس من المطاردة والإستمرار في الصيد، والسبب بذلك ليس الجوع كما قد يظن بعضنا، إنما هو إستيعاب الحيوانات لقانون (الجهود المهدورة)، وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها، فنصف بيوض الأسماك يتم إلتهامها، من قبل حيوانات أخرى، ونصف مواليد الدببة تموت قبل بلوغها، ومعظم الأمطار تهطل في المحيطات والبحار بعيداً عن اليابسة، ومعظم بذور النباتات تأكلها العصافير.
الإنسان هذا الكائن الذي ميزه رب العزة عن باقي المخلوقات، هو مَنْ يرفض قانون الطبيعة، ويعتبر أن عدم نجاحه في بضع محاولات، يجعل منه إنساناً فاشلاً، لكن الحقيقة أن الفشل الوحيد، هو التوقف عن المحاولة والإستسلام لليأس.
النجاح لن يكون سهل المنال، فهو نتاج جهد صادق وحثيث، ولنضع نصب أعيننا، بأنه لا يأتي بسيرة حياة خالية من العثرات والسقطات، بل النجاح هو أن تمشي فوق أخطائك، وتتخطى كل مرحلة ذهبت فيها جهودك هدراً، وتتطلع الى مرحلة مقبلة، ولو كان هناك من كلمة تلخص هذا الحديث، فستكون بكل بساطة (إستمر بالمحاولة ولا تيأس).
حرب بين الصورة والكلمة يعيشها الإنسان العراقي، تجعل قضاياه شديدة الوضوح، وهو أن فترة ما بعد (2003)، أفرزت كثير من الموضوعات تغافلها المجتمع، ليس لأنه يريد نسيانها قسراً، لكن السبب هو كثرة التقاطعات، والالتزامات الحياتية الجديدة والطارئة، التي فرضت نظام حياة إجباري مليء بالتعقيدات، وسيزول دون شك، وإلا ما الذي يريده المواطن العراقي من حكومته الجديدة، بعد رحيل زمن القمع والظلم؟
الجواب على ذلك، إن مقدار العزة والكرامة، التي يستحقها المواطن العراقي، مرهونة بمقدار البذل والعطاء، وبما أن البناء صعب، لذا فنحن نحتاج الى إعادة منظومة القيم الإجتماعية، التي إكتسبت من خلال مبادئ ديننا الحنيف، وتقاليد وأعراف مجتمعنا الأصيل، وهذا ما يجب أن لا نغفله لتحقيق السلم الاجتماعي، والمصالحة المجتمعية، عندها ستكون الكلمات الصحيحة، في المواقف الصحيحة.
المثابر، الصادق، النقي، الناجح، عندما يرفض الفشل، لا بد أن يزرع بداخله، بذور الثقة بالبارئ (عز وجل)، في انه سينال ما يريد بالعزم والإصرار، ويفكر ملياً بأن الحياة اقصر من قضائها بالعداوة، والحقد وتوافه الأمور، لذا وجبت علينا خدمة الناس والمجتمع، ولتكن من أولوياتنا، وإذا كان همنا الوطن وغايتنا المواطن، فلنطرح، ونبادر، ونستمر بالمطالبة، حتى يتم الظفر بما يستحق شعبنا الكريم.
ختاماً: نحن متأكدون في هذا الوقت، بأن قانون الجهود المهدورة، قد تنطلي على الحيوانات بغية البقاء على قيد الحياة، أما الإنسان فهو الكائن العاقل الوحيد، الذي يجب أن لا يقف بطريقه شيء لتحقيق أحلامه، لذا استمر بالمحاولة ولا تيأس، لأن خالقك سبحانه وتعالى يقول لك:” ولا تقنطوا من رحمة الله”.

أحدث المقالات