23 ديسمبر، 2024 6:53 ص

أيها الأحزاب اتركوا لنا القليل من الحياة

أيها الأحزاب اتركوا لنا القليل من الحياة

أحزاب تلد أحزاب، وأحزاب تتناسل من أحزاب، وتحالفات تتشظى إلى أحزاب، وأسماء ومسميات صارت أحزاب، وتمر الأيام ونفس الطاسة والحمام.
و ياليت كان عندنا حزب للمتقاعدين أو للعاطلين او حزب يجمع الأرامل واليتامى او حتى تجمع المتسولين.
وهكذا أصبحت هذه الأحزاب كل بما لديها فرحون، واجتمعت في المطبخ السياسي كأواني الطبخ التي يتفنن الطاهي بإبراز جماليتها وهو يعد العدة لطبخ (اكلة) ينقلها بين آنية وأخرى.
أحزاب لا تعرف ماذا تريد ولا تريد أن تعرف ماذا تريد. هي عناوين او دكاكين يقاس عليها مقدار الربح او الخسارة.
هي دكاكين تتحالف فيما بينها وتتآلف ثم تختلف وتتخالف دون أن ندري لمن أو ضد من أو لماذا تم التحالف ولم تم الاختلاف.
فاللهم لا تجعل مصيبتنا في أحزابنا. وبين هذا وذاك يعيش المواطن البسيط الباحث عن الخبزة السمراء في الليلة الظلماء على امل ان يغيثه من يقول انا المغيث.
دوامة من الفوضى وتقلبات في الأمزجة وردود أفعال ممزوجة بتخبط يدركه حتى فاقد العقل وغد مجهول لنا نخاف حين نتذكره ونحن نرى أيامنا تسير ببطء ممل يخضع لارادة بعض الاشخاص الذين يتحكمون بمصيرنا من حيث نعلم ولا ندري. نحن لا نطلب منكم أن تعطونا القمر في يميننا والشمس في يسارنا نريد فقط أن نعيش في سلام وان تتوفر لدينا قطعة خبز وشربة ماء نظيف ومستقبل آمن. نريد أن نحيا حياة طبيعية كالتي يحياها بنو البشر ونموت موتة سوية.
خذوا أيها الأحزاب الهبات والمناصب، خذوا كل شيء واتركوا لنا قليل من الحياة، ودعونا لا نلعن اليوم الذي ولدنا فيه.. فهل هذا ممكن؟!!.