23 ديسمبر، 2024 2:22 م

أين يكمن “نجاح” إيران في 5+1 شرط عودتها للحلف الأميركي ؟

أين يكمن “نجاح” إيران في 5+1 شرط عودتها للحلف الأميركي ؟

تتملّكني أحياناً رغبة لا تُقاوم من الضحك كلّما خطرت ببالي مقولة لأحد رؤساء الولايات المتّحدة الأميركيّة ليس مهمّاً أن يحضرني اسمه الان  , منتصف القرن التاسع أو الثامن عشر , لخّص فيها استراتيجيّة الولايات المتّحدة لغزو العالم بعبارته الشهيرة البليغة “احمل بيدك عصاً غليظة وامض بعيداً” ! الّذي يدفعني للضحك هو “رغم أنّ ما مقدمة عليه إيران من استراتيجيّة نوويّة في اعتقادها ستتجاوز بها النطاق الّذي ضرب حول برنامجها النووي في اتّفاق 5+1 , مشابهة من حيث المبدأ لتلك الاستراتيجيّة الكامنة بتلك المقولة للرئيس الأميركي” ؛ ذلك التآلف “المؤقّت” برأيي ما بين شخصيّة السكسوني الميّالة للدعّة عكس العربي الميّالة طبيعته للعنف وتمجيد السيف والخديعة “لذلك استوجب عدم امتلاك العرب السلاح النووي مهما كلّف الأمر!”, وما بين طبيعة ما عرف به الانجلو سكسون من برودة وهدوء وطيبة , وهو السبب برأيي الّذي يكمن خلف عدم هضم الغرب الدخول في الإسلام لاحتوائه على مبدأ القتال والدماء وضرب الأعناق ! < ثمّ يتضايق البعض لماذا “كمن” بنوا أميّة للرسالة الإسلاميّة وقتلوا الحسين “يوماً بيوم بدر” ! ذهبت أموالهم الطائلة “في سبيل الله” ولا تريدهم بعدها ألّا يحقدون أو ألّا يحتقنون ! > طبعا بما أنا أتوقّع .. عكس ما في المسيحيّة “اعطه خدّك الأيمن !” الّتي والمت طبيعة الفرد الغربي, ولربّما “المقولة” تلك الّتي أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق هي “انفجار” أو دعوة إلى تمرّد على الذات , وهو ما يدفعني للرغبة بالضحك ؟ سببها عدم هضمي لصورة السكسوني متصلّباً ! وما محاربته اللاهثة لكلّ شيء اسمه نووي يجيء من هواجس مقلقة عارمة تعيشها شعوب الغرب على خلفيّة “ورطة” تكمن في ضمير كلٍّ من هؤلاء القوم نتجت عن مآسي يعلمون أنّهم سببها أصابوا بها شعوباً بأكملها ؛ كأنّهم كانوا اقترفوها وأيديهم على ؛ يا إمّا على أعينهم يا إمّا وضعوها على أعينهم وأنوفهم معاً أثناء التنفيذ ولربّما سدّوا معهما آذانهم أيضاً ! , هم لا يرغبون , لكنّهم كانوا “يستخسرون” تلك الخامات المهمّة بالنسبة لنهضة صناعيّة كبرى قادمة ستغيّر معالم الحياة الكونيّة البشريّة ستضيع بين أقدام شعوب لا يقدّرون قيمتها أو لا يعلمون بوجودها تحت أقدامهم أصلاً ! , فمثل تلك الشعوب بنظر الغرب ليسوا أكثر من “أضرار جانبيّة” تخلّفت كثيراً فأصبحت في تلك القرون الّتي نشط فيها الاستعمار , وبعد أن تعبت تلك الشعوب من الغزوات والحروب الطاحنة والمعارك والفتن أقرب إلى السلوك الحيواني الأليف و”من الجائز شرعاً أكل لحومها” ! وما عودة ظاهرة الاستعمار قبل ثلاثة قرون تقريباً إلاّ لمجموعة أسباب يُجهد حاليّاً تعدادها ولكنّها برأيي أسباب أكيدة أبرزها “اكتشافات علميّة هائلة في تحضير طاقة لا حدود لدرجات حرارتها ولا حدود للقدرات الضخمة على تصريفها السريع” أغرت شعوب أوروبّا على تأكيد نظرتهم الفوقيّة على الشعوب الأخرى ؛ كُتب على الشرق والشرق الأقصى وأفريقيا أن تكون على أراضيهم تلك الخامات الّتي دخلت عالم المكتشف العلمي الغربي في وقت امتدّ الوهن واللّا أباليّة في أوصال شعوب هذه المناطق او لنقل “سبات” عام يغري الشعوب النشطة على استغلال ذلك , ومثل ما يُقال بالمثل المصريّ “المال السايب يعلّم السرقة” !..
 
الّذي أريد طرحه هنا أنّ تلك العبارة أو المقولة الّتي أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق تنطبق بشكل أو بآخر “مع اختلاف أدوات وأساليب التطبيق”  تنطبق وما تسعى إليه جارتنا الشقيقة إيران على المدى البعيد , فقد يبدو للعيان حاليّاً أنّ إيران لربّما تحدّدت أو “طُوّقت” ببنود تحدّ من طموحها التسليحي النووي , ولكنّها تعتبرها بمثابة “عصا غليظة” “ستمضي بها بعيداً” لا بدّ برأيها ستتحقّق مع تغييرات سياسيّة دوليّة قادمة قد تصبّ لصالحها على المدى البعيد “ذلك إن بقي النظام ومشاريعه الطموحة المخفيّة منها خاصّةً , على حالها , لم يجر عليهما التغيير أو هو النظام نفسه من سيمض بعيداً !” , لذلك نستطيع القول أنّ نجاح إيران , يكمن وفق “مُتوقِّعَيْن” اثنين : امتلاكها ل”العصا الغليظة” وأعني بها “خبرتها النووية” وكادرها العلمي الشامل الّذي أبقى عليه الاتّفاق النووي الأخير  لم يُهجّر أو يتمّ تصفيته أو اغتياله ! , وثانياً رغبتها المكبوتة في العودة إلى نشاطها “الأمني” للمنطقة بصفة “شرطيّ الخليج” فكثيراً ما يودّ القاتل تقمّص شخصيّة ضحيّته الّذي دفعه لقتلها حقده عليها لما كانت تمتلك ! وهذه لن تتحقّق إلاّ بالعودة بعد “ضلال” ! أي العودة إلى حلفها القديم مع أميركا والغرب  ! ..