23 ديسمبر، 2024 10:24 م

أين يكمن جوهر الويلات العراقية؟!!

أين يكمن جوهر الويلات العراقية؟!!

الذي يتصور بأن تغيير الأشخاص فقط هو الحل فأنه يعيش في وهم وسراب , وتضليل وخداع , لأنه يتجاوز أصل العلة ومنبعها والمسبب الأول بها.

فلا فرق بين فلان وعلان , ولا بين مَن كان ومَن سيكون , لأن منطق الكرسي ثابت , وأبجديات خطابه لن تتغير!!

العلة الحقيقية تكمن في الدستور الذي كُتِبَ بعقلية المحاصصة , وما كُتِبَ وفقا لرؤية وطنية جامعة تراعي مصالح البلاد والعباد.

الدستور هو الذي تسبب بما أصاب العراقيين على مدى أكثر من عقدٍ شديد, وأية خطوة قادمة لا تتضمن إعادة كتابة الدستور وتنقيحه , وتطهيره من الأفكار الفئوية والطائفية , فأنها لن تفلح ولن تتغير الأحوال إلى ما هو إيجابي ومعاصر.

الدستور هو الخطيئة الكبرى , التي أرتكبت بحق العراق والعراقيين , ولا بد من إعادة النظر بجميع مواده وفقراته ولغته ومفرداته.

ومنذ البداية تناول المشكلة الأخوة الكتاب والمفكرون , وما سمعهم أحد , وما تمت مراجعة مواد الدستور وتصويبها , بل العمل بما جاء به من مواد لا صلة لها بالوطن والمواطنة.

وكأن العراقيين لا يمتلكون العقول والقدرات والكفاءات لكتابة عقدهم الإجتماعي , بل على الآخرين أن يكتبونه لهم , والدستور الحالي لم يُكتبه العراقيون , بل كُتِبَ للأحزاب المعارضة التي وافقت عليه , وأذاقت أحزابها والبلاد والعباد الويلات بسببه , وحسبته عقدها الفريد وخيارها المصيري الذي لا تتنازل عنه أو تنظره.

والعجيب في الذين كتبوا الدستور , أنهم وضعوا فيه مواد لا توجد في بلدانهم الديمقراطية , فهل سمعتم بكلمة محاصصة في الدساتير الأوربية أو الدستور الأمريكي , وهل وجدتم دستورا في الدول الديمقراطية , فيه مواد تفريقية وتدميرية للمصالح الوطنية.

إن الدستور أثبت أنه السم القاتل والعلقم الزقوم , الذي تسبب بكل ما آلت إليه الأمور وأحاق بالبلاد والناس أجمعين.

فالدساتير جامعة لا مانعة , ولا تُعلي أية صفة على الوطن والمصالح الوطنية , فكيف يُقبَل بدستور لتمزيق العراق , وسبي العباد , ويُحسب ديمقراطيا ومعاصرا , وما إلى ذلك من المسميات الخدّاعة.

إن الحل يكون بطي الصفحات وفتح صفحة وطنية ناصعة , يُكتب عليها خارطة الطموحات والآمال , بحبر المحبة الوطنية والتفاعل الإنساني الإيجابي , الذي يتعهد مصالح البلاد والناس بالرعاية والحماية والنماء.

وأن يتحرر الناس من أصفاد الحاجات والحكم بالكهرباء والحرمان من الخدمات بأنواعها.

نعم إن الحل في معالجة الأسباب الأساسية , وليس الضياع في النتائج والتداعيات الناجمة عنها!!

فهل عندنا بقية عقل لكي نتبصر ونتعقل ونكون؟!!