12 أبريل، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

أين يجب أن نكون؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أطراف عدة تدفع لتكتلات ومحاور ستراتيجية في منطقتنا, فطرف يسعى لغايات تصب بعض منها بمصلحة إسرائيل وحلفائها. وأطراف أخرى تسعى لمصلحة العرب والمسلمين وشعوب الشرق الأوسط.
هما مثلثان .الأول خطط له ولقيَّ الدعم والتمويل من قوى دولية عظمى تقودها الولايات المتحدة ويتكون من إسرائيل التي تحاول جرَّ تركيا إليه وبعض الدول العربية ونجحت بجر مصربعد توقيع السادات معاهدة السلام مع إسرائيل وإقامة علاقات خفية وعلنية مع دول الخليج.
يقابل هذا المثلث مثلث آخر يسعى له من يريد مصلحة العرب والمسلمين هو مثلث جسده أمة المسلمين وقلبه العرب والترك وإيران.وهما الأقطاب في المنطقة..وفي تعاونهم إقتصادياً ينتج نمواً وإزدهاراً وهيبةً للأمة. ودحراً للقوى المعادية لها.وهذا المثلث تحاول قوى المحور الأول المعادية له تدميره بأي شكل من الأشكال ومنعه.فهيَّ تخَوِف العرب من خطورة نشر إيران المذهب الشيعي في الأقطار العربية والأسلامية.وقد نجحت هذه القوى بعض الشي في مأربها هذا. حتى إن مصر سنت في دستورها الجديد إن دستور مصر يستند على مذهب السنة والجماعة. أي إنه إستبعد مذهب الأمام جعفر الصادق. وهو من أهم المذاهب الأسلامية .وإن إستبعاد هذا المذهب فيه من الطائفية التي لا تصب بمصلحة الأمة, ونرى إن حزب النور السلفي يحذر من إقامة علاقات مع إيران لأن هذا كما يدعون يساهم في نشر التشيع في مصر وتمدده. وإن دل هذا على شيء فإنه دلالة كون هذه الأحزاب طائفية. والطائفية تفرق المسلمين ولا تجمعهم .
إن العلاقات بين الدول لا تبنى على الأسس الطائفية والعرقية بل على المصالح المتبادلة والمنافع, لا على الحقد والضغينة. كما إن التخويف من العلاقات مع إيران يدل على ضعف الثقافة الدينية الإسلامية عند هذه القوى والأحزلب  وضعف حجتها .فهل هذا ذنب إيران وشعبها عند ما يطرحون معتقاداتهم على الآخرين. و تروج لهذا التخويف دول الخليج القبلية,وبخاصة قطر والسعودية,التي يخاف حكامها على عروشهم من الضياع. ومن المفارقات إن السعودية ودول خليج أخرى كانت لها أقوى العلاقات مع إيران إبان حكم الشاه عنما كان حليفاً للغرب وتربطه بإسرائيل علاقات متينة. ولم تكن تلك الدول تتخوف من نشر إيران للتشيع في بلدانها. ولكن بعد قيام الثورة الأسلامية في إيران ووقوف إيران بوجه السياسات الأمريكية والأسرائيلية تغيرت مواقف دول الخليج وإنقلبت الأمور.
تُخَوِف الأحزاب السلفية الدولَ من إقامة علاقات مع إيران والتحالف معها لأنها دولة شيعية. ولكنها لا مشكلة عندها من علاقات مع دول بوذية كاليابان وهندوسيية وسيخية كالهند ,أو ملحدة كالصين .وكأن الشيعة ليسوا عرباً وليسوا مسلمين.فهل هذا من الأسلام بشيء.أم إن الدفع الأمريكي ومصلحة إسرائيل هيَّ الأهم.
كما إن  إيران سنت في دستورها إن إيران دولة إسلامية بالمذهب الجعفري وهذا أيضاً خَوفَ العرب السنة منهم. وهيَّ صورة من صور الطائفية التي تفرق ولا توحد.ومانعاً قوياً يُنفر الأخوة السنة من أي تقارب مع إيران.
تسعى تركيا لرفع مستوى التبادل التجاري مع إيران من 8 ملياردولار سنويا الى 12 مليار لأنها تتصرف بحكمة لمصلحتها. بينما التبادل التجاري بين مصر وإيران لا يتجاوز نصف مليار.لأبتعاد مصر عن التبادل التجاري مع إيران, في حين ترهن إقتصادها للبنك الدولي. فتدهور إقتصادها وتعاظمت مشاكلها الأقتصادية.  وما سياسة إبعاد مصرعن إيران إلا  بدفع أمريكي,وتشجيع خليجي, وقد إعتُمِدت  منذ أيام  السادات وحسني مبارك . وإستمر عليها الأخوان المسلمون اليوم ولكن بتوجهٍ وفكرٍ طائفي.
لو تصفحنا التأريخ وتعمقنا فيه لرأينا أن جمهرة غفيرة من علماء المسلمين الذين أغنوا الحضارة الأنسانية بالعلوم هم من أصول فارسية أوتركية. وأسماء كالبخاري والترمذي وإبن سينا وسيبويه والفارابي وغيرهم هم إما فرس أو من شعوب أواسط آسيا.فكيف لنا اليوم نعادي ونبتعد عن شعوب نشترك معها بدين وتأريخ حضاري وإنساني. ولمصلحة منْ هذا الإبتعاد والأرتماء باحضان من يريد لنا الفرقة والتقسيم والأنكسار؟
إن تعاون وتكامل شعوب كالعرب والترك والفرس يخلق تكتلاً عظيماً يُحسب له ألف حساب.لأنه سيرفع من شأن هذه الشعوب ويجعلها كتلة إقتصادية وبشرية هائلة.وربما تكون أقوى قوى الأرض إقتصاديا ً وثقافياً.وإن أبصر هذا المثلث النور ستتمكن أمتنا العربية والأسلامية من تجاوز الصعاب والأزمات وتتمكن من تسوية خلافات كثيرة ومثيرة وسيسود بلادنا السلام وتبدأ حركة النمو بالأزدهار.
هناك من يخوفنا من مطامع فارسية إيرانية أو تركية عثمانية في بلادنا وهذا خطأ فادح, فكل الدول لها مطامح ومطامع ولكن العلاقات المتوازنة تحد من هذا ,وتمنعه. ويمكن التصدي لهذا الأمر بشفافية العلاقة ووضوحها.
نحون نتخوف من علاقات مع تركيا وإيران ولكن لا نتخوف من علاقات مع قوى عظمى لها إبتلعتنا ولها مطامع أكبر وأهداف أخطر لا تتفق مع ما نصبوا له ونتمناه.
فمع أي مثلث يجب أن نكون وأين المصلحة العليا لأمتنا؟ هل في مثلث إسرائيل تركيا والدول العربية السائرة بركب إسرائيل ؟ أم مع تركيا وإيران؟ ولكن أنّى لنا هذا وكيف سنكون بمثلث  فيه خيرنا؟؟ وحكام العرب والمسلمين سائرون بركاب من لا يريد إلا فُرقة هذه الأمة وإضعافها. ليسهل عليه إبتلاعها ونهب خيراتها. فأين يجب أن نكون؟

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب