18 ديسمبر، 2024 6:41 م

أين وصلت معركة الرمادي ؟

أين وصلت معركة الرمادي ؟

في الوقت الحاضر وفي العراق تقول التجرية أنه عندما يشارك الأمريكيون مشاركة حقيقة في معركة ما فإن النتيجة غالبًا تأتي للحسم لصالح الكفة العراقية الأمريكية، فعندما شاركت القوات الأمريكية في معركة سنجار القريبة من معقل الخلافة وقدّمت الدعم الجوي والمعلومات الاستخبارية الدقيقة فإن النتائج كانت سريعه وفعّاله في تحرير مدينة سنجار.

والآن أتى الدور على الانبارفهي تحوز على اهتمام أمريكي كبير بسبب وجود قوات جوّية وبرية فيها وكذلك الأنبار هي ذات غالبية سنية ويدور فيها حديث عن الأقاليم والفدرله وهذه يصب في مصلحة الامريكيين.

شارك الأمريكان في معارك الأنبار بقوة لا بأس بها بطلعات جوية ودعم لوجستي واستخباراتي لدعم للقوات العراقية المشاركة في عملية دخول الرمادي ..

وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”،أعلنت أمس الجمعه ، ان طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة كثفت غاراته الجوية ضد “داعش” في الرمادي

وعلى لسان المتحدث باسم عمليات العزم الصلب في العراق ستيف وارن، في تصريح صحفي،قال:إن “الطائرات الأمريكية شنت 9 غارات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في الرمادي”، مشيرا الى ان “الغارات جاءت بعد يوم واحد من إسقاط المقاتلات الأمريكية 50 قنبلة في الرمادي في 6 ضربات جوية، فيما كانت العمليات في اليومين الماضيين الأكثر كثافة وقوة منذ أن بدأت القوات العراقية بمحاصرة مدينة الرمادي أواخر تشرين الثاني الماضي.

هذه المعركة صعبة بطبيعة الزمان والمكان، فمن حيث الزمان فصل الشتاء وهو غير مناسب عند القتال خصوصًا وأن الجنود هناك احتاجوا الى التعامل مع نهر الفرات ونصب الجسور العائمة بعد أن فجر مسلحو داعش الجسور الرابطة بين مدينة الرمادي على نهر الفرات، ومن حيث المكان فحرب الشوارع صعبة جداً للجيوش النظامية، فالمدينة تعيق حركتها التي تكون دائماً بالسيارات والدبابات وناقالات الجنود، بينما العصابات المتخفية داخل المدينة فهي مستعدة مسبقًا للمعركة

وإذا علمنا أن داعش عمل على تفخيخ المنازل والشوارع والمؤسسات وكل ما يستطيع تفخيخه فهنا المهمة تزداد صعوبة، فهذه سياسية متبعة منذ كان تنظيم القاعدة عندما يسيطرون على مدينة او حي فهم لا يجلسون متفرجين بل يعملون دائماً في نصب العبوات الناسفة وتفخيخ المنازل والشوارع، أضف الى ذلك محاصرته للكثير من المدنيين ومنعهم من الخروج من المدينة، ولكن رغم المعوقات كان هناك تقدم واضح وتحرير عدد من الأحياء والمدن فقد قال نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي، في تصريح صحفي: إن أغلب أحياء مدينة الرمادي تم تحريرها ، اذ تم تحرير أحياء الضباط والبجابر والبكر وشارع 60 والارامل والجربشي، التي باتت تحت سيطرة القوات الامنية وابناء العشائر .

وخلال الأيام الماضية كانت الأخبار تتوالى من مدينة الرمادي وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تمارس دوراً كبيراً في نشر الأخبار والمعلومات عن سير المعارك من خلال الصور والفيديوات التي تتحدث عن انتصارات، ولكن لنعلم أن هذه انتصارات مرحلية وليس نهائية، فبرغم تكرار مسؤولين عراقيين، تصريحاتهم بأن حسم معركة الرمادي تماما سيتم خلال ساعات، لكن خبراء عسكريون يرجحون أن استعادة كامل الرمادي يحتاج لأيام على الأقل، بسبب كثرة التفخيخ وحرب الشوارع التي تخوضها قوات الأمن مع داعش إضافة إلى انسحاب عناصر التنظيم من داخل المدينة إلى البساتين المجاورة في الشمال الشرقي، وعودتهم من جديد لتنفيذ هجمات انتحارية تستهدف القوات المشتركة، ولكن هذه العناصر بدأت بالتناقص والتقهقر وهروب كثير من العناصر العراقية الى أماكن مختلفة وتشير المعلومات الى أن العناصر الأجنبية هم الأكثر بقاءً وبحسب تصريح “وارن” فإن عدد عناصر داعش الباقين في الرمادي بدأ ينخفض، إذ يوجد حاليا من 100- 150 عنصرا حتى، مساء أمس، مقابل 250 و350 عنصرا أوائل الأسبوع الماضي، ما يصل إلى ألف قبل أكثر من أسبوعين .

وعلى ذلك فالمعركة تحتاج الى جديّة حقيقية من الحكومة العراقية والقوات المتحالفة معها وتخطيط مناسب لحجم المعركة وطبيعتها، وبعداً عن التصريحات التي تشنج المواقف وعمل واضح لتسهيل عودة المهجرين الى مدنهم بعد تحريرها .