8 أبريل، 2024 1:54 م
Search
Close this search box.

أين هي الحقيقة في الصين

Facebook
Twitter
LinkedIn

ماذا يقرأ الناس في الصين؟ ألا يزالون متعلقين بقراءة مفاهيم ماو؟
نحن نتحدث عن ثاني أكبر إقتصاد في العالم وربما بعد وقت قصير سيكون الأول. أكثر بلدان العالم تلويثا بثاني اوكسيد الكربون.
يا ترى ما هي طبيعة الحياة الفكرية لمثل هذا الشعب.

دار الادب في اوسلو
قامت الدار بتنظيم اسبوع الصين و عليه وجهت دعوة لعدد من الكتاب والمفكرين الصينيين والذين قاموا بالقاء محاضرات و كلمات. و ندوات تتناولت ولادة روح جديدة من رحم مجتمع بات يتسم بالمادية.
بداية نعلم أن عمر اللغة الصينية هو أكثر من 3000 عام. ولكن هل يمكن أن تبقى هذه اللغة تحتوي فعلا على قيمتها و تاريحها في بلد لا يحترم حرية التعبير عن الرأي, و الكتاب والمفكرين يغادرون الى المنافي مختارين حياة اللجوء أو جالسين خلف الاسوار في سجون ذات جدران لا تسمح لنا بسماع اصواتهم , أو يجبرون على كتابة أشياء لا يمتون لها بصلة فكرية .
هذه القصة من نيويورك تايمز في شهر تشرين الثاني و تتحدث عن الكاتب مورونغ اكسوسون حيث جاء لحضور مراسيم تسلمه جائزة أدبية في بكين, و كان يحمل في يده رسالة شكر مكتوبة لكي يلقيها عند تسلمه الجائزة, لكنها بقيت في يده ولم يتمكن من النطق بكلمة عن ما تحتويه رسالته على الحاضرين.
كان يفكر أن يبدأ كلمته بالشكل التالي:
((بدأت أعراض التشوش الفكري تظهر على الادب الصيني, هذه هي الكتابات المخصية. أنا مخصي مسبقا, أنا قمت بخصي نفسي قبل أن يتسنى للجراح رفع مشرطه)). المنظمين منعوه من إلقاء كلمته, على المسرح أغلق فمه بقفل و غادر المكان بدون أن يبس بأي كلمة إلا أنه نشر كلمته على الانترنيت لاحقا.
مورونغ اكسوسون كان أحد الحاضرين في دار الادب في اوسلو, بالرغم من أنه يصف نفسه بالجبان و مدمن على مراقبة نفسه , إلا أن شجاعته نادرة. شهرته في الصين باتت تشبه شهرة النحات آي وي ويس من حيث نشاطاته على الانترنيت  و طريقة نقده للرقابة الصينية على الفكر و من حيث اتساع شعبيته و التي قد تنعكس عليه كما معروف في مثل هذه الحالات بمكافئته إما بالاقامة الجبرية و تحديد الحركة و منع السفر أو الملاحقة القانونية لسبب ما.
إلا أن هذا النحات لا زال يتحدى الحدود ويحاول مسحها أو نقلها بعيدا لتوسيع مساحة الحركة الفكرية ويتحدث عن خبرته من الميدان الصيني. كتابه الاخير يتناول الواقع و اسمه زيارتي عند كين كوان جنك. يتحدث في هذا الكتاب عن محاولته للإتصال بهذا المحامي الاعمى و الناشط السياسي و كيف ضرب من الغوغائيين من تلك المنطقة, لذلك أصبحت زيارة المحامي الأعمى عمل تحف المخاطر.
مورونغ اكسوسون و اربعة متآمرين آخرين أرادوا القيام بهذه الزيارة الخطيرة, وقاموا بالتحضير لهذه الزيارة بشكل جيد, تركوا محفظاتهم و الكارتات البنكية عند الاصدقاء و أخذوا معهم بعض النقود مع هوية تعريف ووضعوا ستراتيجية خاصة بالشكل التالي:
(( لو ضربونا  علينا أن نتحمل الضرب, لو ضربنا ضربا مبرحا يمكن أن نركض مبتعدين عن المكان, لو لم نستطيع الهروب عندها سنترك الامر للقدر)) .
أليس غريبا أن نلتقي باناس لا نعرفهم و لا يمتون لشعوبنا العربية بصلة إلا أن سلوكهم يشبه سلوك الكثير من الناس اوالحكام الذين التقينا بهم أو سمعنا عنهم, الحقيقة أنني بت الآن على قناعة تامة بأن الصلة الوراثية ليس بين الصيني و العربي بل بين الجين التحكمي و الاستبداي للحاكم الصيني والعربي, حيث ان للأنظمة الدكتاتورية جينات مشتركة, جين للترهيب و آخر للقمع وثالت للإستبداد و البقية يحفظها القاريء العربي عن ظهر قلب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب