تنشيط الفكر من خلال ادوات المعرفة زائدا الحوارات المستمرة. لدينا نموذجان مهمان هما المعلومات وتحليلها فتصبح المعادلة كالتالي / ( أدوات المعرفة = المعلومات ) + ( الحوار = التحليل )
النتيجة رؤية أكثر تصويبا للواقع وقراءة المستقبل. الآن أطرح السؤال أين موقعنا من العالم الجديد ؟ وهل حقا هناك عالم جديد؟ نعم نحن في الولايات المتحدة نشهد حوارات متعددة الاتجاهات عن الهوية العالمية الجديدة. ليس من المعقول بقاء الجيل الجديد أسير مصادر معلوماتية محدودة مقارنة ما بامكانهمالوصول الى المعلومات وتبادلها في ثواني معدودات تطالعنا وسائل الاعلام التقليدية بنفس المعلومات بعد عدة ساعات. هنا الجيل الجديد تغيرت قناعاته حتى فيما يتعلق بموروثه الاجتماعي والديني فأصبح يبحث عن هويته التي يسعى للوصول اليها. نحن نتعلّم من طلبتنا في استخدام التكنولوجيا فهم أذكى منّا عملياً.في هذه المقدمة التمهيدية دعونا نخوض في جدليّات كانت دولنا وشعوبنا ضحية العالم القديم الذي تشكّل بعد الثورة الصناعية. هم تقدّموا علينا باستخدام ادوات تجهيلنا وتمزيقنا بناء على موروثات مذهبية لايمكن التفريط بها كما زعموا ولو كلّفنا الأرواح والبلاد. بعد تشكيل الأحزاب الاسلامية طرحت الاسلام السياسي كاحياء لما عُرف في عهد النبي بقيادة الامة قيادة دينية وسياسية حتى أن للخطبة في صلاة الجمعة يكون لها فصلين او خطبتين خطبة دينية وأخرى سياسية. من أقدم الحركات الاسلامية في تاريخنا الحديث حركة الاخوان المسلمين. منه تفرّعت أحزاب وحركات اسلامية كثيرة في دول عربية كتونس ، الجزائر ، مصر، العراق ، سوريا ، فلسطين ، السودان ، الأردن ، اليمن . كانت احداث دموية عصفت بتلك الدول بالاضافة الى المملكة العربية السعودية حيث امتد لها التأثير الاخواني الذي يروّج للسلفيّة عملا أن توافقا في المصالح بينهم وبين الاسلام السياسي الشيعي الذي تقوده ايران من خلال أدواتها في المنطقة. أهم نتاجات التجارب المؤلمة أن جيلا جديدا وعى حقيقة وخطورة الاسلام السياسي شأنه شان الجيل الجديد في اوربا وامريكا وبقية دول العالم وعى حقيقة الصهيونية العالمية التي يمثلها اليوم بنيامين نتنياهو المتطرّف. أذكر مثالا هي السياسة السعودية وكيف تعاملت مع مفهوم الحداثة، المراجعة الفكرية او النقدية للاسلام السياسي ، وربطها بموضوع التنمية الوطنية والمصالح الدولية الجديدة وفق النظام العالمي الجديد. في مقال سابق كنتُ قد أشرتُ الى الاحداث التي عاصرها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وهو يكّون له الأفكار التي قد تساعده في قيادة المملكة ومثله مثل أي رجل في عنفوان قدرته العقلية والجسدية على العمل أن يكون لديه طموح في القيادة العالمية فهو يرى أمامه الامكانيات الاقتصادية ، الطاقات البشرية والمملكة من الدول الاولى في البعثات الدراسية الى الجامعات العالميةبالاضافة الى المكانة الروحية للمملكة عند المسلمين في العالم ، في نفس الوقت يرى اكذوبة الاسلام السياسي كيف انكشفت من خلال قتل مواطنين سعوديين داخل المملكة او تجنيد شباب سعوديين للقتال في دول مثل سوريا والعراق وكانوا نقمة على شعوب تلك الدولتين شانهم شان المغرر بهم من الشباب المسلمين تحت عنوان الجهاد. لا أحد يبقى أسير ماضي مدمّر. تعالوا الى قيادات العراق بعد العام 2003 والذين سبقوا الامير محمد بن سلمان في قيادة الدولة مثل العراق. أغرقوا العراق في دماء وسرقة اموال العراقيين وأنتجوا نماذج ممسوخة من قيادات شابة لايفهمون معنى القيادة الوطنية و المساهمة مع قيادات دول العالم الغني في وضع أسس النظام العالمي الجديد علما أن الكثير منهم كانوا قد عاشوا في دول متقدمة مثل بريطانيا والولايات المتحدة وكندا ولديهم كوادر ممن ينتسبون الى أحزابهم. كان بامكان العراق أن يكون أغنى من دول عربية كالسعودية والامارات ، لكنه لا ولن ينجح. لماذا؟ لأن الاسلام السياسي هو الحاكم ولا حظوا خطورة المرحلة التالية وانتبهوا لما أقول محذراً. المشروع الايراني طريقه الى الفشل ومزبلة التاريخ ونحتاج الى مرحلة جديدة يُلغى فيها تأثير الاسلام السياسي وهذا يحتاج الى تشريعات بعد مرحلة التغيير الثوري في العراق مثلا. إيران وذيولها يدركون ما هو قادم ليس لصالح مشروعهم ، فأنتجوا اليوم وروّجوا له ما يُعرف بالتيّار الوطني الشيعي لمقتدى الصدر، يتحالف معه الفاشل ، الانتهازي ، المأزوم والمؤدلج ، ولانجاحمشروعهم هذا يتّم تسخير بعض الأشخاص من خارج العراق ليسوا بالضرورة عراقيين. لن أدخل في تفاصيل ما يقومون به لكني ادعوا الى مراقبة نشاطهم في مواقع التواصل الاجتماعي والذي جاء مواكبا مع حركة مقتدى الصدر. كذلك تسريب معلومات مضللة عن خلاف بين محمد شياع السوداني ونوري الملكي. وان السوداني يسعى الى تحجيم المليشيات واعطاء دور اكثر للدولة. لديهم عناصر من المرتزقة يعملون في واشنطن للتنسيق حول هذه الامور تحت عناوين شراكات اقتصادية واستثمارات بالتنسيق مع مكتب مرجعية السيستاني في واشنطن ولندن. أنا هنا لا أدخل في عمق التحليل ولذلك وجّهت ندائي قبل يومين بفضح الأدوار القذرة لمقتدى الصدر. ماهو الربط بين طرح موضوع المملكة العربية السعودية والعراق؟ مع الفارق بين كاريزما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبين من يقودون العراق؟ أقول أن دورنا كمعارضة او شخصيات وطنيّة مستقلّة لابد أن يكون لنا حضور او بصمات فكرية او رؤية مشتركة وفق توافق وتوازن المصالح بين العراق والمملكة العربية السعودية بعيدا عن منظومة العملية السياسية سواء في المرحلة الحالية او اللاحقة. الشراكة او التوافق ضمن خارطة العالم الجديد ، لا اسلام سياسي والأصح لا دين سياسي ، لا مليشيات، لا تبعية للسياسة الايرانية ، لا منظومة فاسدة . المعالجة ضمن القوانين الرادعة . رؤيتي هذه يتوافق عليها حتى ترامب إن راجعتم خطاباته. وكذلك التوجه الاوربي الذي لابد له من الرضوخ وفرض الامر الواقع على إيران وادواتها في المنطقة. لنا حديث مكمّل.