23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

أين ما حققتي نصرا فنصرك عائد لنا

أين ما حققتي نصرا فنصرك عائد لنا

حدثنا التاريخ العربي عن ان الخليفة الخالد هارون الرشيد كان مستلقيا يتطلع الى السماء فشاهده غيمة تمر ضحك وقال  (اينما تمطري فخراجك عائد لي) . وبما ان قول الخليفة يندرج في ما نعتبره تراث مجيد لامتنا ولشعبنا في العراق وهو قول يدل على عنفوان وقوة وثقة عالية بالنفس فاننا نستحضر هذا القول اليوم لعله يعيننا على مانحن عليه في زمن التردي والانكسار والتراجع والزيف والخداع والمتاجرة بكل ماهو مقدس والذي نعيشه  والذي اخبرنا عنه رسولنا المصطفى صلوات الله عليه في حديثه عن (الرويبضة ) ، فالرويبضة الذين هم شذاذ الافاق يتحكمون اليوم ببغداد الرشيد.
ويحدثنا الحاضر عن ثوار حملوا ارواحهم فوق اكفهم ليحرروا بغداد التي ورثوها عن جدهم الرشيد من الرويبضة الذين حملتهم ( البساطيل) الامريكية ليجثمو على صدور ابناء العراق ، تحرك الثوار وهم يخاطبون ثورتهم بالقول (أين ما حققتي نصرا فنصرك عائد لنا) ، تحركوا بعيدا عن الضجيج والدعاية المبالغ بها ، فهم لن ولن يظهروا بالصورة ولانهم يعرفون جيدا ان خراج النصر عائدا لهم فهم وحدهم من يمثل العراق من شماله الى جنوبه وهم وحدهم من صمد على ثوابته الوطنية والقومية وهم وحدهم من امن بالعراق الواحد الذي ينتمي الى عمقه العربي وهم وحدهم من وضعوا مصلحة الوطن والشعب فوق مصالحهم .
ففي الوقت الذي يتحرك رجال الفعل بصمت نحو الهدف المنشود وهو كنس ماتبقى من بقايا الاحتلال الامريكي وتحرير الارض والعرض والمال نرى  البعض يصادر جهدهم لهذه الجهة او تلك معتمدا على خطاب طائفي مقيت او رايات ترفع هنا وهناك او صور استعراضية تتناقلها الفضائيات العالمية والقطرية ولكل من هذه الفضائيات اسبابه ، ولكون الاخوة هؤلاء سامحهم الله يمرون بمرحلة المراهقة السياسية او انهم كما يقول المثل العراقي (محرومين جاه) فانهم يتصرفون على طريقة (رامبو ) الامريكية الذي اوجدته هوليود ، نقول لهؤلاء اتقوا الله في انفسكم فانكم تسيرون باصرار وترصد نحو الانتحار.
ان زمن الخطاب الطائفي كما نعتقد قد ولى ولان المناعة لدى الشعب العراقي تعمل بفعالية الان جراء مامر به من ويلات والطائفية المقيتة لاوجود لها الا في العقول العفنة التي يحملها الطائفيون ، الذين يجيشون الجيوش لمقاتلة بعضهم البعض معتقدين ان الشعب العراقي الاصيل معهم فاذا كان هدفهم من وراء طائفيتهم هو تقسيم العراق استنادا الى ماروج له (بايدن) فهم واهمون لان العراق  عصي على التقسيم ولاسباب منها ان الثوار الذين يمثلون العراق من شماله الى جنوبه  والعسكريين في في سامراء والجوادين في الكاظمية والامام ابو حنيفة في الاعظمية والشيخ عبد القادر الكيلاني في شارع الكفاح والشيخ عمر السهروردي والامام الغزالي غير قابلين للتقسيم او النقل ، هذا اذا افترضنا بان  الطائفيون قادرين على تهجير الاهل في حي الشعلة والحرية والاعظمية والكاظمية وسامراء وبلد وابو صخير والمحمودية والزبير وابو الخصيب وابناء سامراء في محافظة ميسان والاكراد من المحافظات العراقية خارج حدود كردستان العراق  .
نعود الى العنوان ونقول ان العراق غير قابل للتقسيم وان القوى الثورية التي تمثل العراق هي من سيعود اليها خراج نصر الثورة العراقية الكبرى.