23 نوفمبر، 2024 1:36 ص
Search
Close this search box.

أين صاحب ربٌ الراقصات؟

أين صاحب ربٌ الراقصات؟

منذ فترة غير قصيرة حرمنا مقتدى الصدر من تغريداته المضحكة التي كانت تبعث في قلوبنا الفرحة، وترسم على شفاهنا الإبتسامة، سيما ان الكثير من الناس في العراق وخارجة هم حبيسو البيوت بسبب فيروس الكورونا اللعين، الذي أصيب به السيد مقتدى وتعالج منه في بيروت، والناس في أمس الحاجة الى ما يمحو عنهم الملل والسأم الذي عاشه السيد في المشفى، لقد ظلم مقتدى المحبين لتغريداته وليس شخصه بالطبع، فمقتدى الذي شبهه فريق الإعلامي ابن جدة في لقاء تلفازي عبر الجزيرة الفضائية بأنه اشبه بفقمة، لكن رائحته الزفرة أشد بكثير من رائحة الفقمة، لا يحق له أن يحرم شعبه من خيرات تغريداته، والا جررنا له إذنه!!! وهو يعرف معنى عبارة (جرة إذن).
ربما تعتبر تغريدة مقتدى حول رب الراقصات برأينا المتواضع من أهم التغريدات العالمية، وقد استغرب البعض هذا القسم الغريب، صحيح ان الله عزٌ وجل ربٌ جميع البشر ومن جملتهم الراقصات وغيرهن، ولكن من أين إستمد هذا الجاهل والأمعي هذه العبارة الغريبة؟
هذا ما لا يعرفة إلا المتبحرين في الأدب والتراث العربي، او ذوي الإختصاص في الأدب القديم. ولأني مختصة بالأدب العربي وأمارس تدريسه، سأكشف لكم الحقيقة.
الحلف برب الراقصات قسم أول من ذكره ابو مالك، وهو الأخطل التغلبي، والأخطل كما هو معروف ولد في الحيرة، التي كان معظم سكانها من اليهود والنصارى، وسكن دمشق، وكان الأخطل نصرانيا، ويعتبر من ابرز شعراء الأمويين، وعرف بالهجاء مع نظرائه جرير والفرزدق، وبرع في وصف الخمرة، وهذا يعنى ان الصدر استشهد هو ـ او من كتب له التغريدة على الأرجح ـ بشاعر نصراني، أموي التوجه، عرف بالهجاء والخمر، وهذه حالة تثير الحيرة والتساؤل.
شواهدنا تتمثل بقول الأخطل:
إني حَلَفْتُ بِرَبِّ الراقصاتِ، وما أضْحى بِمَكّةَ من حُجْب وَأَسْتَارِ
وَبِالهدايا، إذا احمرّتْ مَدَارِعُها في يوم ذَبْحٍ وَتَشريقٍ وَتَنْحارِ
وَمَا بِزَمْزَمَ مِنْ شَمطا مُحَلِّقةٍ وَمَا بِيَثْرِبَ مِن عُونٍ وَأَبكارِ
(جمهرة أشعار العرب/727).
كما ذكر ابن السكيت، قال أبو الزخف:
هذا ورب الراقصات الرسم … شعري ولا أحسن أكل السلجم
(الكنز اللغوي/125).
وأخذ الشاعر العثماني محمد بن محمد بن حزب الله الكاتب بالدار السلطانية نفس العبارة بقوله:
وأيام أنس قد نعمنا بقربها وقد نام عنا حاسد وعذول
حلفت برب الراقصات إلى من لهن إلى البيت العتيق ذميل
( الكتيبة الكامنة/282)
من المعروف ان جهل وغباء وتفاهة مقتدى بحجم جسمه وأجزم اكبر. وهو غير مطلع على التراث العربي، وله من الشعر الهزيل ـ وما هو بشعرـ ما يثير السخرية والتهكم، ويكشف عن تفاهة القائد المفدى من قبل الخراف والنعاج الصدرية، ولأنه إستعان بعبارة من التراث العربي القديم، لذا سنجاريه في أدبه الجم، ونداعبه بعبارات على نفس مستوى رب الراقصات، عسى ان يتعرف على معانيها، ان كان فعلا له إلمام باللغة العربية والتراث الأدبي، تقول لمقتدى، برب الراقصات هل تفهم هذه المقولة” ايها الهلباج اراك يوما بعد يوم اكثر هلبوتا وهوكا، كأنك تهلس في باطنك شيئا، لا انت هود علينا، ولا انت هاع، تغريداتك اشبه بالتهوع، لا هيد لك ولاهاد، كأنك يا هاع ولاع، ُيَيْجة لا تكف عن المهايطة. وخواخ ووززاز، اعوذ بالله من حمية الأوقاب والوقس. كأنك الذئب مغبوط بذي بطنه رجلٌ خنذيانٌ، متزبع، عتريف متترع، تمشي كالحَبَطَقْطَقْ لا تمشِ إلا بالوطث، بهلك الله بهلا. جئت لنا بالقنطروالضئبل والنطئل والسلتم والعنقفير والخنفقيق والخويخية والصّيلم، وأمّ اللهيم، والذربيا والبائقة والبائجة، والمصمئلة والدهاريس والدّهيم والطّلاطلة، ستبقى ايها السعف مقززا”. حاول عسى ان تجدي المحاولة، ويمكن ان تستعين بالموسوعات والقواميس العربية القديمة!
في الخاتمة: نحلفك يا مقتدى بربٌ الراقصات ان تعاود القاء الغازات في بطنك على شكل تغريدات، تصاحبها هلاهل رعدية تزيل عنا غم الكورونا، وسأم الجلوس في البيت.
ضحى عبد الرحمن

أحدث المقالات

أحدث المقالات