18 ديسمبر، 2024 6:23 م

أين ذكاء شعب يشرب ماء فضلاته

أين ذكاء شعب يشرب ماء فضلاته

بتاريخ 10/8/2023 كشفت وزارة البيئة العراقية عن تصريف أكثر من 6 مليون متر مكعب من المياه الملوثة بإتجاه نهري دجلة و الفرات يومياً، مما ينذر بكارثة بيئية حقيقية تهدد صحة و سلامة المواطنين.

إن سبب التلوث يعود لقلة الإطلاقات المائية، و خاصةً من دول المصب، و إستمرار الدوائر الحكومية برمي مخلفاتها في دجلة و الفرات.

المشاريع الصناعية المختلفة، مثل محطات توليد الكهرباء و مصافي النفط، ترمي مخلفاتها الصناعية مباشرة إلى نهري دجلة و الفرات، فضلاًعن الفضلات الناتجة من مياه الصرف الصحي الناتجة من الإستعمالات المنزلية، تكون مصدراً للأوبئة والأمراض.

إن العراق يعاني من عدم وجود مشاريع معالجة الصرف الصحي، حيث لا تتجاوز نسبة المعالجة أكثر من 38 بالمائة من الحاجة الفعلية للمعالجة اليومية لعمليات التصريف، و مع شحة المياه والجفاف الحاصل هناك كارثة بيئية و صحية حقيقية تهدد السكان.

و تعد العاصمة العراقية بغداد مصدر التلوث الأكبر لمياه دجلة، إذ توجد بها 18 محطة للصرف الصحي تصب مياهها دون معالجة في مجرى النهر بمعدل 700 ألف متر مكعب في اليوم، بينما تقوم المحطات بضخ مياه النهر إلى الأحياء السكنية. و مشاريع الصرف الصحي في بغداد صممت عند إنشائها لإستيعاب 3 ملايين شخص فقط، أما الآن فقد بلغ السكان قرابة 10 ملايين نسمة، و إن مشكلة التلوث تتفاقم سنوياً و لكن لا أحد يبالي، لا سياسيين و لا مواطنين.

في الإنتخابات البرلمانية يشارك 20% من الشعب لبيع أصواتهم للسياسيين المخضرمين مقابل بطانية أو حتى كارت موبايل فئة 5 ألاف دينارتحت شعار “شعرة من جلد خنزير“، و لكنهم لا يفكرون بأنهم تحت هذا الشعار يشربون ماء فضلاتهم و ماء فضلات السياسيين المخضرمين.

في الإنتخابات البرلمانية الغالبية من الشعب البالغة 80% لا تشارك في الإنتخابات بحجة أن جميع المرشحين في الإنتخابات هم حرامية و ليس من الذكاء المشاركة في الإنتخابات، و لكنهم لا يفكرون بأنهم تحت هذا الشعار يشربون ماء فضلاتهم و ماء فضلات السياسيين المخضرمين.

السياسيون المخضرمون الفرحون ببقائهم في السلطة لا يفكرون بأنهم يشربون ماء فضلاتهم و ماء فضلات الذين إشتروا أصواتهم و ماء فضلات الذين قاطعوا الإنتخابات.