أين حلفاء إيران؟ هل تتجه إيران إلى تغيير بوصلة سياساتها بعد الضربات الأمريكية؟

أين حلفاء إيران؟ هل تتجه إيران إلى تغيير بوصلة سياساتها بعد الضربات الأمريكية؟

لاشك ، إن في مجال (علم السياسة) المصلحة هي المفتاح والجوهر للعلاقات بين الدول. لذلك، المفهوم “الميكيافلي” للسياسة هو الوسائل والتوازنات التي تقاس بيها التحالفات داخل المنتظم الدولي أو الحياة السياسية الدولية، وحتى الدول الكبرى والتي تتمتع بحق الفيتو بمجلس الأمن، تتبع نفس المعيار في التحركات الدولية والأزمات الدولية.

من هذا المنطلق، والمفهوم الميكيافلي، نشير هنا إلى أن إيران في هذه الظرفية الحساسة، والتي تشهد فيها (بلاد فارس) حرب البقاء مع ” إسرائيل” المدعومة من أكبر قوى في العالم (الولايات المتحدة الأمريكية).

في الصورة، الظاهرة من المنظور العسكري، تبين إن إيران باتت وحيدة في مواجهة المجهول، بعد إن تخل عنها الحلفاء، كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية (الحلفاء التقليديين).

ليطرح السؤال: لماذا لم تهتم روسيا والصين بمساعدة إيران عسكريا واكتفت بالخطاب الدبلوماسي المحايد إلى حد الآن؟

_أولا: أين الحلفاء؟

من خلال الإجابة على مضمون السؤال المطروح  أعلاه، يتضح من الوهلة الأولى ،والتصريحات المتباينة ، لكل من روسيا والصين، أنها كانت تذهب بخطاب ذات طابع دبلوماسي ضعيف ،و بعيد كل البعد عن الدخول في الحرب أو مساعدة إيران في مواجهة كل التهديدات الصادرة من “إسرائيل ” وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية ،في الراجح من كل هذه الخطابات الروسية والصينية إن هناك توافق ،بالابتعاد عن الدخول في الحرب ومواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية ،رغم ان هاتين الدولتين تتمتعان مع ايران بمعاهدات استراتيجية خاصة في مجال الطاقة و البترول و وكذا مشروع الحرير بالنسبة للصين ،أما روسيا تجمعها مع طهران عدة اتفاقيات استراتيجية في المجال الأمني والعسكريوالاقتصادي، وحتى في مجال برنامجها النووي.

غير الحسابات السياسية للدولتين (روسيا والصين)، والتوازنات الدولية، قد كانت كفيلة بأن تتخل الدولتين عن إيران، بهذا الشكل، وفي هذه الظرفية الحساسة، في التوافقات الأمريكية والروسية حول الحرب في أوكرانيا، كان لها دور في هروب موسكو عن الدخول لمساعدة إيران، اما بخصوص موقف الصين الشعبية، برغم ان العقيدة العسكرية الصينية تبتعد كل البعد عن الدخول في الحروب الخارجية، لكن بكين تطمح الى عدم ازعاج البيت الأبيض في هذه الفترة من اجل توافقات اقتصادية وتكنولوجية مستقبلا.

_ثانيا: هل يتدخل الحلفاء الإيرانيين في الحرب؟

رغم إن الاحتمالات ضئيلة لدخول حلفاء إيران الحرب(روسيا والصين)، كما قلنا سابقا ،وذلك لدواعي استراتيجية ومصالح بين الدول الكبرى، غير إن إذا تغير مفهوم هذه الدول للواقع الذي يراد بيه إن يتجسد على أرض الشرق الأوسط ،وتحس هذه الدول بأن مواقعها الجيوسياسية وممرات صادراتها ومنتوجاتها باتت تحت السيطرة الامريكية ،ويمكن ان يكون اقتصادها ومصالحها الكبرى تحت المحك ،هنا يمكن القول، ان تغيير سياسات هذه الدول لمساعدة إيران في الحرب ستبدأ بعد ذلك .و يمكن، القول أننا امام حرب عالمية ستغير معالم العالم ،وليس الشرق الأوسط لأننا سنكون أمام مواجهة بين كبار العالم وهذا سيخفف العبء على إيران ويعطيها نفس جديد في الحرب .فهل يساندون الحلفاء هذا المعطى؟

_ثانيا: هل تغير إيران بوصلة سياساتها؟

  ولكن، في اعتقادي إن إيران سأتفهم جيداً، ولو متأخرة إن التوافقات والمصالح التي تجمع روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أقوى من التحالف القائم أو المصلحة التي جمع روسيا والصين مع إيران.

في ظل هذا الخذلان العسكري من طرف حلفاء إيران، لابدأ أن نرجع إلى مفهوم السياسية والمصالح من جديد، ونقول إن إيران ورغم أنها عرفت ما كانت تظن أنهم السند عند الأزمات متأخرة (روسيا -الصين)، غير أنها في نفس الوقت لن تتوقف عند هذا الحد، في المفاجئة القادمة هي إن إيران، يمكن بمفهوم السياسة إن تتبع نهجاً أخر في التعامل مع الحرب، وهي خلق توافق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى يمكن أن يكون تحالف فيما بينهم كما كان في عهد (الشاه).

في الأخير، يمكن القول، إن الحرب الدائرة الآن في الشرق الأوسط، هي بداية لمرحلة من التغيرات الجيوسياسية أو الجيوبوليتيك والتحالفات والخيارات الاستراتيجية لكل دولة. وبذلك، نحن أمام معالم شرق أوسط جديد يخالف ما تتمناه عواطف شعوب المنطقة وتطلعاتها المستقبلية. ليبقى السؤال مطروح: من سيكون عليه الدور مستقبلا؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات