بالبدء يجب ان نبين ان العملية السياسية المتهرئة في العراق اليوم مكانها منطقة وسط وجنوب العراق واشخاصها ساسة سلطة الشيعة لكون المثلث الغربي تحت سلطة داعش واقليم كردستان مستقل وينوي الانفصال والساسة الاكراد وجودهم في المنطقة الخضراء لا يتعدى مكاسبهم ومناصبهم وحلب المزيد من التخصيصات المالية لاقليمهم , وساسة السنة يريدون وضع العصا في عجلة العملية السياسية وارجاعها الى المربع الاول بدعوتهم انهم مهمشون ويقصدون بذلك راس السلطة وسنفونيتهم المشروخة يوميا بالخطاب الطائفي على كل الاصعدة رغم انهم بعيدين كل البعد عن مكونهم وهم تجار بدماء ابناءه ولم نجد اي واحد منهم لبس الملابس العسكرية او طوع ابناءه لمقاتلة داعش…او زار قوات الجيش والشرطة او حشد الجماهير ضد داعش الا النائب مشعان الجبوري ومحمود اللويزي وغازي الكعود والجربه وهؤلاء استثناء والقاعدة العامة لا تبنى على الاستثناء , ورغم ان العملية السياسية في العراق مريضة ومتهرئة وساسة الشيعة على راسها , ولكن اليوم اصبحت في خطر ان يضيع هؤلاء الساسة ويضعوا العراق معهم بعد ان دب الصراع الشيعي الشيعي لحد اصدار البيانات والتوعدات والتهديدات بسبب دعوة او لعبة الاصلاح السياسيي والاقتصادي ظاهرا في حين المخفي هو التنافس على المكاسب والمناصب واستقطاب الشارع للانتخابات المستقبلية فحتى كربلاء المقدسة التي اختاروها كمكان لاجتماعاهم لم تستطع ان ترطب الاجواء وتذوب الخلافات بينهم .ولغرص تسليط الضوء على مكامن الخلل وعلة الفشل بالعملية السياسية سنحدد ثلاثة عناصر لمناقشتها وهي : -المواطنونلقد شارك اغلب العراقيين في الانتخابات البرلمانية بعشرات الملايين لثلاث دورات وشاركوا في انتخاب مجالس المحافظات ومجالس البلديات رغم مخاطر السيارات المفخخة والعبوات الناسفة , كل هذا تحمله المواطنين تلبية لدعوة المرجعية بل الامر تعدى الى ابعد من ذلك وهو الجود بالنفس في فتوى الجهاد الكفائي بمئات الالاف من المتطوعين رغم سوء الخدمات والبطالة والفقر والتعوق والترمل والتيتم والتفكك الاسري وخاصة في مدينة البصرة التي تطفوا على بحر من النفط ويعاني اهلها من نقص الماء العذب اذن بالمصداق ان المواطنين ليس هم علة الفشل , ومن يقول خلاف ذلك عليه ان يعرض ما المطلوب من المواطنين اكثر من هذا ؟!-الاحزاب والكتل السياسية : من المعلوم اذا ما استثنينا شخصيات سياسية معروفة لنا جميعا فنسجد ان ساسة الشيعة متهمون بالفساد وسوء وسوء تقديم الخدمات وفاشلين لن يتنازلوا عن مناصبهم وساسة السنة متورطون باجندة اقليمية تدعم داعش الارهابية وساسة الاكراد تجار سياسية لا تهمهم الا مصالحهم الشخصية وتحقيق اكبر مبلغ من العوائد المالية لاقليمهم …. ساسة غائب عنهم المشروع الوطني الموحد بالكمال والتمام ولنستشهد بموقف واحد فقط لا غير فبعد كلمة الجعفري بالجامعة العربية بشان الحشد الشعبي والتي على اثرها خرج الوفد السعودي , انبرى اعضاء من البرلمان العراقي وكتلة سياسية من اتحاد القوى لزيارة السفير السعودي في بغداد وتقديم الاعتذار له عما بدر من الجعفري بشان وصف الحشد الشعبي مقاوم وليس ارهابي بل تعدى الامر ان رئيس مجلس النواب يذهب بزيارة مفاجئة الى الرياض بصحبة السفير المذكور , هل رايتم او سمعتم حصل مثل هذا التصرف في اي بلد في العالم ؟ اليس الجعفري الذي لم يدافع عن العراق والعراقيين الا بهذا الموقف الصحيح هو وزير خارجية العراق ويفترض ما يقوله يعبر عن وجهة نظر جميع العراقيين حتى وان كانوا مختلفين , الظاهر ساستنا امتهنوا الطائفية وحلت باعينهم فيريدون ان يكون لكل مكون او طائفة وزير خارجية يتحدث باسمهم ؟ لقد فعلها الاكراد اكثر من مرة على مستوى سفير ومرة طالب ماجستير في مصر …. هؤلاء ساستنا الذين يدعون ان العراق موحدا , قولوا لي بربكم ماذا فعل سياسيوا الشيعة لمكونهم غير الفقر والمرض والبطالة والرشوة والمحسوبية والموت بالاحزمة الناسفة والعبوات الناسفة وخلق جيش من الارامل واليتامى وماذا قدم السياسيون السنة لممثليهم ؟ سوى التلاعب بمصيرهم وتغريرهم بالخطابات الطائفية حتى اصبحت المناطق السنية غير صالحة للعيش وابناءها بين مهاجر ومهجر ومقتول واسير تحت رحمة داعش او مستعمل عندها… لقد اوصلنا هؤلاء السياسيون الى اننا شعب يسير في الأتجاه المعاكس, استبدلنا الوطن بالطوائف والمذاهب, ودين الله بعقائد الفساد لذلك كما يقول الكاتب سجاد تقي كاظم (( العيش مع الشيعة خسارة والعيش مع السنة هلاك والعيش مع كوردستان ابتزاز)) ان القابعين بالمنطقة الخضراء لم يبالوا بالاخطار التي تهدد المواطن من تفجيرات ومفخخات واليوم يقوم اقليم كردستان بحفر خندق في المناطق المتنازع عليها لم يبين السبب ولا الحكومة المركزية سائلت الاقليم عن هذا الاجراء هل هو لقضية امنية ام تمهيدا للانفصال ؟ ولذا بات واضحا ان مصلحة الوطن لا احد يفكر بها ويهتم بها ولكن يهتمون بالمخاطر التي تهدد النظام السياسي فقط ولهذا حصنت المنطقة الخضراء لكل برلماني ووزير بحمايات من نفس المكون في حين باقي الشعب تحرسه سيطرات بدائية تستخدم اجهزة مغشوشة استوردتها البطانة السياسية الفاسدة وساستنا اليوم لا ينامون الليل ولا يهدا لهم بال لان الاعتصامات بالقرب من مدينتهم الخضراء , ساسة يحرصون على الجنسية الاجنبية المكتسبة وهي عنوان ومصداق للارتباط المصيري بجهة اجنبية فاين تكمن عنوان المواطنة العراقية عندهم ؟ فنحن لدينا مسؤولون لكن عن مصالحهم الشخصية والحزبية لا مسؤولون عن واجباتهم الوطنية .- المرجعية الدينية : لا شك ان العملية السياسية ومنذ اليوم الاول للتغير في 9-4-2003 تم رعايتها من قبل المرجعية الدينية العليا رغم ان الاصل في الاحزاب السياسية هي منبثقة من رحمها حتى وان اختلفت مرجعيتها عن المرجعية الحالية في مسالة ولاية الفقيه وعليه فان كل ساسة التحالف الوطني باستثناء تيار الاحرار هم نتاج عباءة المرجعية الدينية ولولا الدعم المتواصل لهم في الانتخابات للقوائم 169 و555 لما انتخب الشعب هذه الوجوه بالمطلق وخاصة بالقائمة المغلقة والتي باركتها المرجعية في الانتخابات الاولى ولكن هذه الاحزاب الفائزة اقتربت من المرجعية بالاقوال وابتعدت عنها بالافعال فعلى مدى اكثر من عقد من الزمن لم تهتم بمصالح ناخبيها ولم تراعي حرمة لدم مواطنيها مما استوجب على المرجعية بتقديم النصح والتوجيه والتذكر بالمسؤولية الدينية والوطنية الملقاة على عاتق هؤلاء الساسة لكن الخطب لم تجدي نفعا مما استدعى بالمرجعية ان تغلق الباب في وجه السياسين ولمرتين واستخدمت منبر الجمعة من الصحن الحسيني الشريف لتقديم النصائح والمشورة حتى بحت الاصوات فلجات الى الاعتزال ولم تشر في الخطبة الثانية الا لرسائل الامام علي (ع) لولاته بشان الرعية , ولكن هناك تساءات تشغل الشارع العراقي ويتداولها في مجالسهم ومنها :- لماذا تعتمد المرجعية اسلوب التلميح لا التصريح مع هؤلاء الساسة الفاسدين؟ في حين اصبح كل عراقي يعرفهم بالاسم والانتماء لاي كتلة- اذا كان هؤلاء الفاسدون عصين على المرجعية ولا تستطيع ردعهم او اصلاحهم فمن يردعهم او يقومهم ؟- اذا هذه الكتل لا تلتزم براي المرجعية الدينية فبماذا تلتزم ؟- هل ترى هذه الكتل السياسية ان لها اثر وتاثير اكثر من المرجعية الدينية ولذلك تمردت ؟- ما سر قوة هذه الكتل السياسية ؟- اذا اصبحت المرجعية لم تستطع توحيد ساسة الشيعة وحل خلافاتهم , فكيف تستطيع تجمع مكونات الشعب العراقي الاخرى المتنافرة اصلا ؟- ويبقى السؤال الاهم متى ياتي الحل من المرجعية الدينية التي كل العراقيين يعولون ويثقون برايها بعد ان وضع الزيت على الحطب ولا يحتاج الحريق الا لقدح الشرارة ؟