يكاد يكون ما يحدث بالعراق أشبه فيلم بسيناريو أعد مسبقا من قبل مخرج متمرس عاش في العراق وعرف طباع شعبه وأمزجته وما يمكن ان يقهره او يزعجه او يصرعه او يصفق له… فراح يرسم الخطوط العريضة للقصة بفبركة تضاد الاختلافات التي تفزع من يقطن على أرضه، حيث النزاع السني السني، الشيعي الشيعي، والسني الشيعي تلك الفجوة بل الهوة التي لم يحاول جميع المسلمين ومنذ 1500 عام من رتقها او محاولة ردمها، بل من خلال اصحاب الفرقة والجهات المستفيدة على شعار مصائب قوم عند قوم فوائد نسخت الصورة الكربونية بحداثة المواقع التصويرية والتَصورية الى استحداث ممثلين هم في الأصل قادة لدول استعبدوا كونهم متخلفين الى جانب الضعف الذي يتأطر شخصياتهم وحكمهم المتسلط الاستبدادي مع نزعة الأنا التي يتخذونها إرثا أب عن جد…
إن التضارب في صورة المسلمين واختلافهم في توحد رؤيتهم او حلحلة الخلافات البينية والواضحة عبر لغة الحوار المتحضر والخالي من التطرف في انتقاد او فرض سيطرة الرأي على الرأي الآخر هي من شقت عصا الطاعة بينهم، جعلت من خلافاتهم مادة سهلة البيع والشراء، لأن ثمنها بخس لدي الانسان العربي ايا كان فقط كونه يحمل عنوان مسلم اما بقية الافكار وتنوعها ومدى نزعتها وتطرفها فتعتمد على الحاضنات لمثل هكذا مادة… إننا في زمن القضاء على الاسلام كفكر وفكرة، بعد ان ارتبط اسمه بالإرهاب المزعوم امريكيا خاصة وقد سلط عليه الضوء بقوة الاعلام التكنلوجي والمستشرى الغربي والعربي دعما من شخصوص لابد لهم من حمل افكار التطرف الممزوج بالصهيونية، وهذه حقيقة، فالاسلام المتطرف يمكنه ان يتعايش مع اليهود والصهاينة وقطاع الطرق والقتلة والمارقين بسهوله كونه لا يحمل إلا ان الحياة هي ملك لهم لا للآخرين، واما الدين فهو وسيلة السيطرة على رقاب العالم بوسائل الوحشية مستمدة من عمق تأريخي اعتلى خلفائه او ملوكه على جماجم المعارضين او المخالفين لهم..
إن ما يحدث في العراق اليوم هو استخدام ضعف بيضة العراق من الداخل اي قوته حيث استغل موضوع المحاصصة والنزعة لإنشاء دولة بداخل دولة من قوميات كردية وعراقية شيعية وسنية الى جانب ولاء وحقد من طارت السلطة من بين ايديهم في لحظة سقوط اعتبروها سوداء في تأريخيهم، فأرخو الستار على انفسهم ودلسوا ينتهزون الفرص من خلال قلقلة الوضع الامني وسحق الاقتصاد العراقي، العمل على قتل الحياة الانسانية العراقية بالفساد الاداري السعي على شراء الذمم الضعيفة العراقية الشيعية وغير الشيعية بسهولة فطرزوا اطر بقائهم ثم امتدوا داخل السلطة العراقية بمسميات وزراء وبرلمانيون وقادة ووكلاء وقادة امنيين واصحاب سلطة ( مافيات ) ساعدتهم للتوسع ورسم الخطط لإعادة تلك المملكة الغبراء الى الحياة بنهج مختلف مستخدمين قذارة ودناءة الكثير من الساسة المشترات ضمائرهم وسلوكياتهم كونهم دعاة نفاق مبرمج بجنسيات غير عراقية وحتى عراقية لبسوا الورع والوطنية وجها مستعارا للعمل السياسي…مرت السنة تلوها السنين حتى عاد الحلم القديم في السيطرة على السلطة مع سحق كل الاتفاقات التي ابرمت مع ما يسمون انفسهم شركاء ولكن فرقاء …ازعج ذلك عش بعض الدبابير النائمة، كانت من بينها مصالح دول اجنبية وإقليمية ومن ضمنها امريكا وتركيا الى جانب كردستان العراق وبعض الاحزاب والتيارات والكتل السياسية الشيعية والسنية… فكانت طبخة الفيلم الذي وزع المخرج الادوار وانتظر ساعة الصفر بوجوه شريرة حاقدة كالحة مشتراة من قبل بمسمى اسلامي نسخة عن الصورة القديمة بإختلاط اجناسها المليئة عفونة وحقدا على مسمى الشيعي، وكون المسألة ئارا ازليا لابد لإعادتها ولكن… هل القوة العراقية هي تلك التي تحمل نفس الوحدة الوطنية برمتها دفاعا عن العراق المستهدف خليجيا وعربيا وغربيا…
أم انه مستهدف فقط لكون حكومته شيعية وتفسر بالطائفية… الغريب ان تلك العقول التي تطلق مثل هذه التسمية متى ما كان الحكم شيعيا اسلاميا… في حين لا تطلقه على نفسها حين تكون هي في محل السلطة اي حكم سنيا، ربما تعتبره استحقاقا منذ عهد امية او ما كان تحت السقيفة وكأن البقية كانوا بمعزل… إننا اليوم والعراق في مفصل الموت او الحياة يقف على رأس ذلك الجبل وينظر كل الخطوط التي دخلت منها ما يسمى دواعش والمؤدية الى زعزعة الوضع فيه وتكوين دولة مارقة، ما هية إلا مكيدة تشبه العديد من المكائد الى جانب الخيانية وضعف الولاء للعراق والى مسمى الحكومة التي فقدت الثقة من أقرب الناس إليها من الكتل
التي شاركت في ادارة الدولة العراقية ، لقد كانت تجربة الولايات وتعددها مع بقاء نفس العملة المستخدمة اضجرت الكثير وأثارات من راموها واحدة … فأعطوا مواثيق وعهود حتى جاءت الثانية مخيبة للآمال فزاد من الغل مصحوب بعواقب وكثرة قلق وانفلات امني وسياسي وحدودي وازاد في تشريد وذبح وقتل وتهجير المئات بل مئات الآلاف ممن ينتمون الى مذهب المكون الشيعي المحسوب للسلطة …و المحسوب أن السلطة عونا لهم، بيد انهم اشد تعاسة واشد مظلومية من غيرهم من المكونات من الشعب العراقي، شعب خاب ظنه في مرؤسيه وحكامه الفُسّاد قلبا وقالبا…
ان الهجمة على العراق ارضا وشعب لا يعرف الكثير ان مفادها انقلاب على الحكومة الشيعية من قبل السنة السنية والشيعة الشيعية والسنة الشيعية، كونهم لا يريدون تكرار تجربة الامر في القائد الاوحد، ناهيك عن الكثير من السلبيات وهتك استقرار البلد ونكسته اقتصاديا، تكنلوجيا، ثقافيا وحضاريا … فبلد غني مثل العراق تُنكسه وتجعله يفتقد الى خزينه بسبب النهب والسلب بسبب قادة وزعماء ووزراء وبرلمانيون يعرف بعضهم البعض والاغرب تعرف بهم السلطة الحاكمة لكنها تراهن على بقاء ولاءهم لبقاءها مدة أطول والنتيجة موت الشعب وابادة على حساب كرسي السلطان والسلطان….
ان الجيش العراقي الذي فشل في اجهاض تلك الزوبعة التي ادت الى احتلال بعض من محافظاته كالموصل سببها التخاذل والخيانة وبيع الذمم، بسبب فقدان مصالح في المحاصصة.. كما ان الذي يدفع الثمن هو المواطن سواء السني او الشيعي او الاشوري او غيره ماعدا الكردي الذي استوطنت حكومته واستغلت هذا الامر لصالحها رغم أنف الجميع …والحقيقة أقول ان ضعف وفشل اداء الحكومة العراقية هو من جعل تلك الاطراف ان تقتلع عفة ووحدة العراق بسبب الانتفاء والانتقائية بالتفرد بالسلطة بأسم الحكومة الاغلبية..
قد لا يكون الان وقت طرحها ممن هم على تهديد مباشر على العراق فالمعركة ليست ضد شخص او مسمى بل هي على العراق وتربته ومقدساته واهله… فعلى الجميع ان يهب كما فعل الشعب بتلبية نداء الجهاد الكفائي الواجب المقدس الذي أطلقه المرجع الاعلى السيد السيستاني دام ظله، أما ممن يقود او يجب فعل كذا أو تنحي هذا عن تلك … ليس موضوع جدل ونقاش الآن، فالامر يحتم على الجميع ان يقتحم ساحة المعركة وابادة تلك الحركات عن بكرة ابيها، كونها تهدد أمن العراق وترابه وشعبه ووحدته، فالمسألة اكبر من المناصب او العصبية ، او حتى استعراض العضلات، ان داعش ومن معها هم يحتاجون الى مقاتلين يماثلونهم ممارسة في قتال شوارع سواء كانوا من العراق او من دول مَرِسَت هذا النوع، فحين استعين بعدو عدوي ليكون صديقي لا مانع مادام يؤدي الغرض وهو اسقاط تلك الهجمة الداعشية الممهورة بجهاد النكاح بفتاوى السعودية وبمعونة قطر الصهيونية الصغرى وبعض دول الخليج والعربي ودول الجوار كالاردن وتركيا وسوريا…
على العراق فيما إذا اراد ان ينتهي من هذا السيناريو ان يطلب بتغيير الكثير من حلقات المسلسل ولكن ليس على حساب البنية القصصية ووحدة العراق بل على جميع الممثلين التكاتف وإن كانت الايدي بعيدة عن المصافحة حتى الخروج بنص يرضي الجميع غير مكرر، وإن كنت لا أغرب بقول هذا ولكن ارى أن هناك تجزئة وتقسيم ستقتل العراق بطلا شهيدا مقطع الاوصال بيد من تنازعوا على جعله كبش فداء لحركاتهم ومسمياتهم السياسية والمراهنة على البقاء حيا في عالم اللاشرف الى الزج بمئات وربما الآلاف من شبابه ورجاله الى ساحات الحرب الجهادية لأغراض واطماع شخصية، والتي أرجو أن تنتهي بعد ان تعمل الايدي المساعدة على قطع اطراف الأخطبوط القادم بمسمى ديني متطرف تحت شعار لا إله ألا الله.