منذ أن أطلقت حكومة العبادي حزمة إصلاحاتها الشكلية التي تزامنت مع نقمة الشعب العراقي على الفساد و الإفساد للحكومات التي تعاقبت على حكم العراق طيلة (13) عاماً و التي تكللت بنزول الشعب في تظاهرات عارمة تطالب بالقضاء على آفة الفساد و الاقتصاص من الفاسدين و إصلاح الوضع العراقي بكافة مفاصله من خلال إعادة ترتيب الأوراق بالشكل الصحيح ولكي تمتص حكومة العبادي غضب الشارع العراقي فقد أخذت تنتهج سياسة المماطلة و التسويف من خلال تقديم إصلاحات شكلية فقط و لا وجود لها على ارض الواقع فقط و فقط في الإعلام غير المهني المتاجر بالأرواح و النفوس و مصير الشعب عبر نهجه القائم على الانبطاح لكل مَنْ يدفع أكثر فكانت تلك الإصلاحات الخاوية ألأداة المناسبة لدى تلك الحكومة و التي تعد الوجه الآخر لحكومة الدكتاتور المالكي لكن بثوب جديد كون حكومة المجرم المالكي عملت على تهجير و نزوح العوائل العراقية و تركها تواجه مصيرها المجهول و أما حكومة العبادي فعملت هي الأخرى على تفاقم معاناة و مآسي النازحين بتركهم في الصحاري الجرداء و عدم مد يد العون لهم أو الوقوف إلى جانبهم فضلاً عن قطع الغذاء و الماء و الدواء و الكهرباء عنهم حتى باتوا عرضةً للموت يحصد أرواحهم واحداً تلو الآخر و على مسامع و أنظار حكومة العبادي التي لا زالت تعامل النازحين و كأنهم غرباء في العراق بل ليسوا بعراقيين و ليس لهم حقوق و امتيازات كبقية العراقيين في وسط و جنوب العراق وهنا نقول للعبادي أين النازحين من حزمة إصلاحاتكم الشكلية الخاوية ؟؟؟
أليس من واجبكم معاملتهم كبقية العراقيين ؟؟؟ أليس من واجبكم إعادتهم إلى بيوتهم التي لم تسلم من جرائم مليشياتكم الإجرامية وما فعلته من سرقات و حرق و دمار للبيوت ناهيك عن جرائمها الدموية بحق العزل و الأبرياء لأهلنا المتمسكين بهويتهم و انتماءهم الوطني و الديني فقتلوهم و مثلوا بجثثهم و حكومة العبادي لم تحرك ساكناً و كأن الأمر لا يعنيها وهذا ما يؤكد للعراقيين أنه لا قيمة من حكومة العبادي و أنها غير قادرة على إدارة الأمور بشكل صحيح يلبي طموحات الشعب العراقي و يحقق جميع مطالب المتظاهرين المشروعة و أن تلك الحكومة لا جدوى من بقائها في قيادة العراق التي لا زالت تتستر على الفاسدين و يتنعمون بظلها و حمايتها دون حساب أو عقاب ولهذا نجد أن المرجعية العراقية قد رفضت تشكيل مجلس حكم مكون من قيادات سياسية و كتل و أحزاب إجرامية جاءت على ظهر الدبابة الأجنبية و الفارسية على حد سواء جاء ذلك في بيان المرجع الصرخي الحسني رقم (1) بتاريخ 6/7/2003 قائلاً : ((لقد رفضنا وشجبنا ولا زلنا نرفض ونشجب الإحتلال وما صدر ويصدر منها ، ورفضنا مجلس الحكم وما صدر عنه لأن المجلس قد عُيّنَ من قبل قوات الإحتلال الأمريكية )) وقد تجددت هذه الدعاوى للمرجع الصرخي المتضمنة مطالبته بحل الحكومة و البرلمان لما قدماه للعراق من دمار و هلاك و تهجير و سرقات و فساد و طائفية و بطالة و قتل للكفاءات العلمية وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي في مشرع الخلاص بتاريخ 8/6/2015 قائلاً : ((حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان) و مؤكداً على ضرورة إبعاد كل الفاسدين عن حكومة الخلاص المؤقتة اللذين فشلوا في ادارة البلاد بما يخدم مصالح الشعب و يلبي طموحاته في حياة حرة قائلاً : ((يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال )) .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1048973084#post1048973084
