23 ديسمبر، 2024 1:40 م

أين المشاكسات من المنافسات ؟!

أين المشاكسات من المنافسات ؟!

-1-
التنافس في ميادين النفع الانساني، من أهم الوسائل الحضارية للتطور والتقدم ..، ذلك أنه يدفع المتنافسين نحو الابتكار والتجديد وإحداث النقلة النوعية المتميزة في شتى الحقول والمجالات ، وكل ذلك له مردوداتُه الايجابية الكبيرة في حياة الامم والشعوب .

وما أجمل ان يكون التنافس بين السياسيين مثلا في مضمار خدمة الوطن والمواطنين :

أَيُّهم أكثر اهتماما باشاعة روح ” المواطنة” وابعاد شبح الطائفية عن المسرح الاجتماعي ؟

وأَيُّهم أكثر سعياً في إطفاء نائرة التكفيريين الأوباش من داعش ؟

وأَيُّهم أشد تحمسا للتنفيس عن كربات النازحين والمهجرين العراقيين ؟

وأيُّهم أبرع من زملائه في كشف ملفات الفساد الذي هو صنو الارهاب ؟

وأَيُّهم الأصلب في الاصرار على وجوب إحالة رؤوس الفساد والافساد للقضاء ؟

وأَيُّهم الأكثر عناية بالأيتام والأرامل ،وايجاد المشاريع التي تستوعب طاقاتهم وتؤمن لهم العيش الكريم ؟

وأَيُّهم الذي لا يفتر عن السعي الجاد لتشغيل العاطلين عن العمل ؟

وأَيُّهم الأكثر إلحاحا في قضية الافراج عن المعتقلين الأبرياء ؟

وأَيُّهم الأشد تفاعلاً مع عوائل الشهداء ؟

وأَيُّهم الأصدق في السعي لتأمين السكن المناسب لكل مواطن ؟

وأَيُّهم الأحرص على تحسين الخدمات الصحية للمواطنين ؟

وأَيُّهم الأشد متابعة لرفع المعاناة عن طلاب المدارس الطينية وعموم الطلبة ؟

وأَيُّهم الأصدق في سعيه لتذليل المصاعب التي يتكبدها ” المتقاعدون” للحصول على تقاعدهم ؟

وأَيُّهم أكثر احساسا بالمسؤولية عن الجائعين الذين هم تحت خط الفقر ؟

وأَيُّهم الأكثر توثباً لانقاذ مستقبل الأطفال العراقيين الذين تركوا المدارس لتأمين لقمة العيش ؟

وأَيُّهم الأشد عنايةً بالشريحة الكبرى من المجتمع ، شريحة الذين لم ينخرطوا في العمل الحزبي على الاطلاق ؟

وأَيُّهم الاكثر تمسكاً بالمبادئ من المصالح ؟

وأَيُّهم الأشد رفضاً للصفقات السياسية التي تطرح لحل المشكلات والأزمات ؟

وتستمر هذه الاسئلة بالتكاثر والتناسل دون انقطاع .

-3-

من المحزن حقاً ان تتوالى المشاكسات بين السياسيين المحترفين وتُبرز وجهها القبيح ، بدلاً من أنْ نشهد المنافسات النافعة بصورها الجميلة وألوانها الحلوة …

-4-

ان العراق اليوم يمّر بمنعطف تاريخي خطير يهدد كيانَه في الصميم ،

وهو في حرب ضارية مع اعداء الله والانسانية من عصابات داعش التي

أنست فظائع الجبابرة والفراعنة، بجرائمها المتكررة النكراء ،

ومع ذلك فهناك من يوّجه عنايتَه للطعن والتشكيك والتسقيط لرموز التغيير الناهضين بادارة دفة الأمور ..!!

وكأنهم نسوا أعداءهم الحقيقيين فانصرفوا الى ايجاد محاور كاذبة للصراع …!!

انهم يسمّون مَنْ حرمهم من الاستئثار بالامتيازات، التي مُنحت لهم من قبل المسؤول التنفيذي المباشر السابق، بالانبطاحيين …!!!

مع أنَّ الانبطاح الحقيقي هو تمكين ” داعش ” من احتلال ثلث الأراضي العراقية ..!!

إنّ الطعن والتشكيك برموز التغيير، لا يصب الاّ في مصلحة الأوباش من داعش ليس إلاّ .

واذا كان هذا ” الكادر ” المتفرغ للتسقيط، يعتقد انّ هناك فرصةً لعودة من تنحّى عن موقع (المسؤول التنفيذي المباشر ) فانه واهم ، وان قراءاته خاطئة …

فلا الوضع الداخلي ، وقد كان صاحبهم سرّ تدهوره وتفاقم أوضاعه ومشكلاته ،

ولا الوضع الاقليمي ، وقد ضجَّ مما حفلت به المرحلة السابقة من بؤر التوتر والتشنج …،

ولا الوضع الدولي – الذي حمّل المسؤول التنفيذي المباشر السابق مسؤولية دخول (داعش) الى نينوى وما رافق ذلك وما يتبعه من فظائع وأهوال – يمكنه ان يقبل بذلك على الاطلاق .

وباختصار :

انّ الفشل بامتياز هو عنوان المرحلة السابقة على التغيير ومع هذا

الفشل الواضح الخطير لا مكان للأطماع الأشعبية على الاطلاق .

اننا ننصح الضاربين على حديد بارد ، أنْ يؤوبوا الى رشدهم ، وأنْ يغلّبوا مصالح الشعب والوطن على مصالحهم الضيقة، والتي لم تنتج الاّ المشاكسات ولم تؤمن بلغة المنافسات .

[email protected]