في لعبة المصالح والنفوذ وتبادل الادوار وماإليها والتي هي من إختصاص الدول صاحبة السيادة والقرار، لامکان للذين يمارسون دور أيادي ومخالب لهذه الدول، إذ لم يحدث أن سمعنا بأن عميل أو تنظيم عميل قد إتخذ قرار حرب نيابة عن دولة، ولکن يبدو إنه وبعد مجئ جمهورية الشر الايرانية قد أصبح ذلك ممکنا وصارت بذلك لهذه القاعدة إستثناءا!
في صيف عام 2006، وعندما شن حزب الله اللبناني”والله من هذا الحزب الشيطاني برئ” حربه المجنونة والطائشة على إسرائيل، وقد دفع الثمن الباهض جدا لهذه المغامرة التعيسة الشعب اللبناني حيث لايزال يعاني من آثارها وتداعياتها السلبية لحد يومنا هذا، تلك الحرب المجنونة والطائشة التي تم شنها بعد ذلك القرار الاخرق لحزب حسن نصرالله، قام النظام الايراني بتسويقه کإنجاز نوعي من أجل التشميت بالنظام العربي الرسمي الذي ليس بمستوى هذا الحزب العميل، والمثير للسخرية والتهکم إن هناك من إنخدع بهذه الحرب المجنونة التي دمرت لبنان وإعتبرها نصرا على إسرائيل في حين إنها على العکس من ذلك تماما.
النظام الايراني الذي کان ولايزال ومنذ اليوم الاسود الذي تأسس فيه سبب لأغلب المشاکل والاوضاع السلبية التي تعاني منها بلدان المنطقة خصوصا بعد أن أسس أحزابا وميليشيات هي في الاحرى بمثابة إمتداد لجهاز حرسه الثوري الضليع والمتخصص في الاعمال والنشاطات الارهابية، وهي تسعى من أجل إستنساخ النموذج القمعي الکريه والفاشل لنظام ولاية الفقيه في بلدانها. ولذلك فإن کل مايبدر عن هذه الاحزاب والميليشيات هو مشبوه ومعادي لأمن وإستقرار ومصلحة شعوب وبلدان المنطقة ولايمکن الوثوق به والاطمئنان إليه أبدا.
التواجد المشبوه للنظام الايراني في سوريا والمرفوض من ألفه الى يائه، ومايتعرض له هناك هو شأن خاص به ولايجب أبدا إقحام أية دولة في المنطقة بها ومن أراد غير ذلك فإنه ينطبق عليه القول المأثور للأمام علي أبن أبي طالب(کلمة حق يراد بها باطل)، فهذا النظام الذي أدخل نفسه في معمعة ومخمصة لايعرف کيف يخرج منها يتلقى ضربات موجعة من جانب إسرائيل ولايعلن عن حجم خسائره الفادحة لأنه لايتمکن من أن يرد بالمثل، ولکن الذي يثير السخرية أن هذا النظام وفي خضم عجزه عن الرد المباشر، يبادر الى تحريك ذيوله وعملائه المشبوهين والمکروهين، وهاهو حسن سالم، النائب عن الجناح السياسي لمليشيا العصائب، صاحبة الباع في مجال فرض الاتاوات على تجارة الخمور والملاهي والبارات وتهريب الخمور وعمليات الابتزاز وغيرها، يٶکد بأن”الحشد الشعبي لن يقف مكتوف الايدي أمام الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على القوات الايرانية في سوريا واكيد سنوجه صواريخنا البالستية الى العمق الاسرائيلي بامر من قاسم سليماني قريبا”!!!! تصوروا هذا التصريح الاخرق والمثير للقرف والاشمئزاز وکأن العراق ليست لديه أية مشاکل حتى يتم إقحامه في إحدى الورط الغبية والحمقاء الاخرى للنظام الايراني، وکأن هذا التصريح الذي يأتي بعد الزيارة المشبوهة والخبيثة الاخيرة لوزير الخارجية الايراني للعراق، بمثابة تأکيد على إن العراق قد صار على خط النظام الايراني!
أين هي السيادة الوطنية العراقية المستباحة من هذا التصريح الاحمق وهل إن الشعب العراقي بحاجة الى سلام وأمن وإستقرار وخبز وبناء أم بحاجة الى حرب مدمرة بالنيابة عن النظام الايراني بحيث لاناقة له فيها ولاجمل!