لانختلف مطلقاً في أنّ نبش أي قبر لإنسان مهما كان، هو انتهاك لحرمة ميّت، وهو أمر غير جائز مهما كانت صفة أو دين صاحب القبر، فكيف بتهديم قبر أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الذين أبلوا بلاءا عظيما في معركة القادسية وتحرير العراق؟.. فاهانة قبر صحابيّ هي جريمة ليس بحق الاسلام بل بحق الانسانية جمعاء أيما كان الصحابي !!؟؟
والملفت للنظر اليوم انه في العراق الجديد، هبّ كافة السياسيين أو بالاحرى أبرزهم، لاستنكار هذا الفعل الشنيع بدءاً من رئيس الجمهورية وكالة الذي لا يظهر الا في المناسبات مروراً باللجان البرلمانية التي لم تقشعر اجسادهم من جريمة الحويجة البشعة، وقتل الأبرياء العزل على يد جيش المالكي، فاخذوا يتاجرون بقضية القبر حتى وصل بالحوزة العلمية بأن تعلن يوم السبت عطلة وحداد. كما أعلن مراجع الدين في النجف الاشرف، عن تعطيل الدوام في الحوزوية العلمية احتجاجاً على التعدي على المراقد المقدسة واستنكاراً لنبش قبر الصحابي حجر بن عدي ‘رض’. وقال مصدر في الحوزة العلمية: ان الحوزة العلمية اعلنت عن تعطيل الدوام لجميع الدروس الحوزوية ليوم السبت، احتجاجا على التعدي على المراقد المقدسة واستنكاراً لما قام به اعداء الاسلام من الاعتداء على قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي رض!!.
ان الاسلام يرفض نبش قبر اي انسان، فكيف اذا كان قبر صحابي جليل؟ . ولكن القصة هي من هو الذي قام بهذا الفعل الخسيس الجبان؟ ولماذا هبت كل هذه الهبّة الاعلامية الغيورة مرة واحدة للتحريض على الفتنة الطائفية؟ وإثارة المشاعر دون أن تفكر لحظة لمصلحة من كل هذا التأجيج ومن الذي يقف وراء عملية النبش الإجرامية؟
في تقرير لشبكة سوريا المجد من (ريف دمشق عدرا) جاء فيه أن شبيحة من نظام بشار الأسد بمساندة عصابات حسن نصر الله قامت مؤخرا بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي فاتح المدائن وهازم رستم وكاسر شوكة الفرس في القادسية. وقبره موجود في منطقة مرج عدرا المسماة حاليا عدرا في منطقة الغوطة في ريف دمشق، وأن الشبيحة نقلوا الجثمان الشريف الى مكان مجهول
علما أن جبهة النصرة السلفية لم تصدر أي بيان بإدعاء هذا العمل.
بينما تدعي بيانات اجهزة الاعلام العراقية، التي أرادتها فرصة لحرف الأنظار عن جريمة الحويجة، واعتبرت ان هذه الجريمة لجرائم التصدي لمقدسات المسلمين التي ابتدأها التكفيريون بهدم ضريحي الامامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء، وقد تلاقت البيانات الاعلامية على ضرورة نبذ أفعال التكفيريين هذه.
وكان يجب أن تشمل حملة التنديد من قبل الجميع التنديد بتفجير المساجد بالعراق مؤخرا وهي بيوت الله وقتل المصلين وأئمتها وهم ضيوف الله في بيته . لا بل كنا نأمل ان يتم القبض على أحد المجرمين ويتم شنقه في باب المسجد الذي فجره لا أن يكون الصمت سائداً إزاء هذه الجريمة وكأنه تطبيقا للمقولة السكوت علامة الرضا !!.. وهو نفس الشيء إزاء قرار الحكومة بجعل أئمة وقادة الانتفاضة الانبارية مجرمين وخصصت مكافأة لمن يقبض عليهم ليعطوا صورة سيئة عن اهالي الانبار الذين أبكوا الغزاة من أنهم يبيعون مبادئهم بحفنة من الدنانير . لكن ظهور من اصدرت الحكومة عليهم اوامر القبض من قادة الحراك على منصة التظاهر يوم الجمعة الأخيرة، اكد ان اهل الانبار لايبيعون رجالهم.
نحن ندين ونستنكر نبش أي قبر مهما كان.. فكيف لصحابي جليل من صحابة رسول الله الأجلاء، ومن أبطال غزوة القادسية وساهم في تحرير العراق.. وإن المطلوب إجراء تحقيق عربي ودولي محايد في الموضوع للتوصل للمجرمين.
جامعة بغداد