23 ديسمبر، 2024 1:03 م

أين اختفى صاحب دكان ” الشرف”؟

أين اختفى صاحب دكان ” الشرف”؟

ظل نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي يهلّ علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات، ليسمح لنا جميعا بأن نتعاطى معه جرعاتٍ مسكنةً اطلق عليها وثيقة الشرف.
وبرغم كثافة الحضور الإعلامي للسيد الخزاعي، إلا أن واقع الأمر يثبت بالدليل القاطع أن أحدا في العراق لا يثق على الإطلاق بتصريحاته، والدليل أن معظم العراقيين ظلوا يسخرون ويضحكون كلما سمعوا أن هذا العام سيكون عام المصالحة ، وسيرفرف على ربوع الوطن شعار “سياسيون سنة وشيعة هذا الوطن من بيعة”، فالثابت أن الناس تعطي آذانها للمشككين في بيانات السياسيين واحاديثهم أكثر ممّا تعطيها للخزاعي وتابعته وثيقة الشرف، ولهذا ضحكت من كل قلبي ، وانا أرى رئيس البرلمان وهو يعلن انسحابه من وثيقة الشرف، وحين سُئل احد مساعدي اسامة النجيفي: لماذا لم ينسحب من البرلمان.. جاءت الاجابة على طريقة “عين في الجنة وعين في النار” بانه “فخامة” رئيس المجلس سيبقى في البرلمان للحفاظ على مصالح الشعب.
ولهذا مازلت اشفق على السيد نائب رئيس الجمهورية الذي كان ينتظر “بفارغ الصبر” تنفيذ بنود ما يسمى بوثيقة الشرف، متوهماً أن هناك صراعاً طائفيا بين العراقيين، ولهذا شاهدنا كيف انشغلت الفضائيات بحروب الوثائق بين الزعيمة حنان الفتلاوي والنائب حيدر الملا، وظلت الناس حيرى تصدِّق دموع النجيفي التي ذرفها في حب “مصالح الشعب”، أم تثق بتكشيرة صالح المطلك الذي اكتشفنا ان المنصب أقرب إليه من حبل الوريد؟ فيما أُصيب العراقيون بخيبة أمل بسبب امتناع البلبل الصداح عتاب الدوري عن التغريد منذ اشهر عقاباً لهذا الشعب الناكر للجميل الذي وقف حجرة عثرة أمام طموحها لتصبح وزيرة للدفاع، وخلال هذه المدة تعرض العراقيون بمختلف أطيافهم إلى قصف بالمدفعية الثقيلة من “البغدادي” حتى النخاع سعد المطلبي، ورأينا كيف اصر الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي محمد الصيهود ان الصهيونية والإمبريالية العالمية، لا تريد للسيد المالكي ولاية عاشرة، لأن في ذلك إجهاضا لمشاريعها التوسعية في المنطقة.
لم يتبق لنا ونحن نسمع أن المطلك قال للعم بايدن انه لايعترف بوثيقة الشرف، ولم يعد امامنا ونحن نكشف ان المالكي لم يعد يتذكر ماذا قال في اجتماعه مع النجيفي؟ وان عالية نصيف تعتبر الوثيقة اصبحت من الماضي، سوى أن نشكر كل الكومبارس من النواب والسياسيين الذين أدوا أدوارهم بكل مهنية وإخلاص وهم يساهمون في تقديم نهاية ممتعة لمسلسل درامي اسمه “وثيقة الشرف الوطني” الذي قوبل يوم 9/9/2013 بتصفيق حاد من العراقيين المساكين الذين أدهشتهم الأحداث حتى قبل رفع الستار! الم يخبرنا الخزاعي ان مسلسله – عفواً – أقصد دكانه ، سيعرض علينا بضاعة “تحل كل مشاكل البلاد وتسهم في بناء العراق الجديد”.. طبعا بعد ان ننتهي من شراء هذه البضاعة ، سننام مطمئنين هانئين على صوت المالكي وهو يقول لنا: لا تغادروا مقاعدكم ففي الطريق “دكان” جديد يعرض بضاعة أكثر تشويقا وإثارة.
لقد مضت سنوات على مسلسل الأزمات السياسية، وعقد أكثر من اجتماع مجاملة، وصدر أكثر من بيان تطمين وسمعنا أكثر من مسؤول يقول: إن القوى المتحاربة ستلقي السلاح أرضا، لكن الواقع يقول إننا ما زلنا نواجه سياسيين بلا رؤية، لا يعرضون أفكارا ولا يطرحون مشاريع بناءة، وان اجتماعاتهم لا تعطي أملا للناس ولا تبشر بفرص حقيقية، فهم منهمكون بطرح قدر مهول من التصريحات، التي دائما ما تنتهي بجمل وعبارات ملت الناس من سماعها، وسيقول لنا “علي الشلاه” احذروا “رافع العيساوي”.
والان بعد مرور 133 يوما بالتمام والكمال على وثيقة الشرف، نجد المواطن العراقي يتساءل وبحسرة: من يحمينا من كل هذه الالاعيب؟ ومتى نتخلص من هذه الوجوه الثقيلة التي تطل علينا من الفضائيات وتحاصرنا صباحا ومساء أينما نكون.. متى سنغلق الستار على هؤلاء الذين يخرجون علينا من دكاكين السياسة ليبيعوا لنا وثائق شرف مزورة.
السادة اصحاب دكاكين السياسة يا من تصرون على ممارسة اساليب اللصوص والقتلة، خطاباتكم الطائفية تقتلنا كل يوم.. أرجوكم : تحدثوا عن الشرف بعيدا عنا