22 مايو، 2024 12:04 ص
Search
Close this search box.

أين أهل يا ليتنا … كُنا معكم

Facebook
Twitter
LinkedIn

جرت واقعة عاشوراء ومضى عليها زمن طويل ولكن بقت حافزاً ومؤثراً للأجيال التي تعي وتحاكي هذه الحادثة الأليمة التي لم يسبق أن حدثت مثلها ..
كثيراً ما نقرأ في الزيارات لإبي عبد الله الحسين (عليه السلام ) وننطق بعبارة لطالما رددها الكثير وخاصة رواد المنابر “يــا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) يا ترى هل لدينا القدرة على دفع عقارب الزمن ومنع حدوث الكارثة حتى نكون معهم !!هل هذا هو المفهوم الصحيح لهذه الجملة التي لطالما نطق ويُنطق بها ,فعندما تضرب المأساة الإنسانية بقوة عندها تكون ردة الفعل قوية وهو إصلاح ما أفسده الدمار حين عصف بالإنسان وأغراه عن طريقه الصحيح هكذا فعل الحسين (عليه السلام ) بعد ان تغير مسار الطريق الإلهي وأبتعد الناس عن جادة الصواب ولجأ الانسان بنفسه الشيطانية محاولاً تبديد أُسس الخير والسلام الى أُسس بهيمية إستحواذية ياليتنا!! أُمنية مستحيلة الوقوع عندما تناغي بها قولاً وليس فعلاً فما أشبه الأمس باليوم بالأمس خرج الحسين من أجل تصحيح الفكر الإنساني فكانت ثورته أول ثورة فكرية ضد محاولات المفسدين لتغيير الدستور الإسلامي المتفق عليه ايامها الذي استهدف انتقال العرب من البداوة الى الحضارة. لا تختلف ثورة الحسين (عليه السلام ) عن ثورات الشعوب الأخرى في التأريخ ضد تسلط أسرة او مجموعة بشرية على زمام الحكم والإلتفاف حول قانون البلد ودستوره. لا أحد ينكر بإن حفيد الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) توجه نحو منطقة جغرافية أخرى قريبة من العدو للقيام بثورته وهذا ما يفعله الثوار عبر العصور. فشلت الثورة عسكرياً .و تم تصفية روادها وقادتها  بصورة وحشية تتناسب مع الوحشية البربرية وبأسلوب يكشف للجميع بان الأديان بمفردها لا تغير سلوك البشر والتحضر المدني يحتاج أكثر من لوائح دينية ,فكانت فاجعة كربلاء نقطة تحول في التأريخ الإسلامي فمن المؤسف جدًّا أن يتحول عاشوراء الحسين ونهضته الإصلاحية والفكرية العظيمة التي ضحى من أجلها بكل شيء لمجرد النواح والعويل واللطم على الصدور كما ينطقها رواد المنابر ومن يلوذ تحتهم ..يا ليتنا كنا معكم, ونحن نواجه مأساة تمزق إحشاء كل عربي يحمل هوية بشرية. ..يا ليتنا كنا معكم وقد أصبحنا مدمنين على مشاهدة قتل الإبرياء وسفك دمائهم وتشريد وتهجير وتطريد العوائل الآمنة وإنتهاك حرماتها بإسم الحسين وبإسم الإسلام كما وصفه المرجع الصرخي بقوله (يسحلون الجثث باسم الحسين يهجرون العوائل بإسم الحسين )https://www.youtube.com/watch?v=2h0RupANcy8
….يا ليتنا كنا معكم وأصبحت بلداننا العربية الاسلامية مرتعاً للظالمين يا ليتنا كنا معكم وقد شوه الاسلام المحمدي الأصيل بإسم الحسين والشعائر الحسينية التي أصبحت عادة لاعبادة…ياليتنا كنا معكم والشعب يريد التغيير ولا نرى من ملالي المنابر الحراك والخروج مع الشعب !!..يا ليتنا يا ليتنا حتى كادت هذه الكلمة تنفر من نفسها لكثرة ما يرددها اصحاب المنابر المستأكلة والفارغة من المضمون الفعلي والواقعي لشعائر لحسين (عليه السلام ) الإصلاحية التحررية من قبضة المستأكلين بإسم الحسين…ليصبح كذب وإفتراء من نادى بيا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً من المستأكلين والمنافقين ومدعي المرجعيات الداعمة لساسة الفساد والمؤيدة للمحتل الغاصب في وطن الحضارات والمقدسات والإصالة العراق الجريح واضحاً وجلياُ وكما بينه المرجع الصرخي ان (كل من يرفع شعار ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ..وكان صادقاً في دعواه فقد اصبح واضحاً عنده أن نصرة الامام الحسين ممكنة ومتوفرة يريد النصرة حقيقة فالنصرة تتحقق بالأخذ بالثأر وتحقيق الاهداف الحسينية )

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب