23 ديسمبر، 2024 3:04 ص

آخر إحصائية موثقة لعدد سكان بغداد تشير إلى أن أكثر من سبعة ملايين مواطن يسكنون في العاصمة بشكل ثابت.. ومايقرب من مليون نازح توزعوا بين كرخها ورصافتها.. وتُبين الأرقام أن أكثر من نصف مليون مواطن عراقي يدخل بغداد ويخرج منها في اليوم نفسه! والسبب معروف لأن بغداد المقر الثابت للوزارات وكبرى الدوائر والجامعات والأندية الرياضية والمنتديات الثقافية والفنية والمؤسسات الأمنية والعسكرية والتبادل التجاري والمؤسسات الصحية الكبرى والسفارات وأكبر مطار مدني في العراق ومعظم القنوات الفضائية العراقية.. وأشارت الإحصائية بإستغراب إلى موضوع يلفت الإنتباه كثيرا وهو عدم أو إختفاء وتلاشي تواجد البغداديين أو البغادّة في الصفوف الأولى من الدولة والحكومة مع بعض الاستثناءات غير المؤثرة في هذا المجال.. فرئيس الجمهورية وأغلب الوزراء والوكلاء والمدراء العامين ليسوا من أهل بغداد.. وهؤلاء يضافون إلى رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الرسمية والأهلية فمعظمهم من محافظات أخرى.. أما القادة العسكريين والأمنيين فجميعهم بدون إستثناء من محافظات العراق الوسطى والجنوبية.. ليس هذا فحسب وإنما أجزاء من مدن كاملة داخل بغداد يقطنها مواطنون من محافظات أخرى كمناطق العامرية والشرطة واليرموك والدورة والشعلة والمنصور ومدينة الصدر ليسوا من البغداديين.. هذه التقسيمات وتواجد عدد كبير من العاملين الأجانب في بغداد أضاع تماما الهوية الحقيقية لسكان بغداد،وأوضح التقرير أن سكان مناطق محيط بغداد هم ليسوا أيضا منها بل من المحافظات القريبة من حدود بغداد.. وأظهر التقرير بصورة لاتقبل الشك تعمد إستمرار أجهزة الدولة بأوامر عليا من الحكومة العراقية لفسح المجال أمام مواطنين من دول مجاورة تأتي إيران في مقدمتها تليها سوريا للسكن في بغداد بلا شروط ومنحهم حق التمليك المقنع لجميع المناطق التي تقع ضمن خارطة المدينة! أما أهل بغداد الأصليين فهم لاحول لهم ولاقوة وذابوا في محيط من الفوضى والتناقضات والتخطيط المتعمد من أحزاب لإستبدال هوية سكنة بغداد بسكان من محافظات ودول أخرى.. وللتذكير فقد سعت قوانين الدولة قبل عام ٢٠٠٣ للحد من هذه الظاهرة والسماح بتمليك الدور والأراضي السكنية لمن حصل على هوية الأحوال المدنية حتى عام ١٩٥٧ .. مجمل القول.. بغداد تتعرض إلى مؤامرة بطيئة لكنها خطيرة جدا وأفقها بدأ يلوح قريبا من سماء الفوضى والإضطراب والمعاناة المتكررة والمستمرة لمواطني بغداد الأصليين.. فبين ضياع الهوية وإنحسار المطالبة بوضع شروط للتمليك في العاصمة وضواحيها للحد من تدفق سيول المهاجرين إلى بغداد لابد من التساؤل عما ستقوم به الحكومة عن قريب في التمييز بين الساكنين في بغداد أو البقاء مكتوفة الأيدي كي يصبح الانتقال من الكرخ إلى الرصافة بموافقات أمنية كما هو الحال في بزيبز سابقاً ومناطق أخرى..