لن أحترم العالم وفي الأرض طفل منكسر العينين
حسين مردان
العالم خارطة حبلى
ترسم دائرة البحر
من دم ورماد أسود
وقرابين أوصالنا
تتوزعها بين المشرق والمغرب
وخطوط الطول
وخطوب العرض
ومن مجمع الثقلين
ومدار الأضداد
تحددها أودية الموت .. … .
علاماتها مهاجرون
ونازحون عن أرضهم
هاربون من جحيم أحتراقاتهم
حين تكتض في وهجهم
قارعة القهر…
….
ايها السادرون في غيكم
انتظرونا عند تخوم البحر
وانتبهوا لأتجاهات رعدكم
فثمة أطفال منفيون
يعبرون الليلة من غبش الفجر
ونساء مسبيات
يرددن أغاني الأسر
وارتال من قلق الموت
تخب شظايا العنف
يحاصرها تيار جارف
لمرايا الزيف
وخلايا الفتنة والقتل …
…..
حدودهم غربة تتجاهلها الطرقات
ويحدوهم أمل لأمان عائم
وظلالهم وطن تتقاسمه الحيتان
وحكامهم لهاث وزمام
لحروب وحروق ….
وبروق من زبد الدهر ….
…..
أسألكم بالله
أي بكاء يستوعب هذا الطفل النائم
وأي خواء يتماوج في وهج القهر
وأي نداء يتقمص صخب الليل القاتم
بين ثنايا الموت وخبايا الدهر
وأية أمواج تلتف بأحلام الغرقى
كي يرسون الى البر
فما زلوا في وسط اليم
والبحر سماء يعصفها التيه
واشرعة الموت تلوح بمركبهم
وتحاصر مرساهم
والغيم يجلجلهم مطرا أسودا
والريح صفراء والرعود محاذير
والقوارب بين كر وفر
آيتهم طفل قذفته الأموج
وأيتنا محنتة الأنتظار
زهرة بحجم المسافة والغدر
تورق داخل صاعقة العمر
ومرافيء لحظته….
فغاياتهم غارت في ليل قاهر
وغاباتهم مقابر أمنيات
وأغنياتهم أشجان شواطيء
وقصتهم أتعبها الصبر….
