17 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

أيكفي أن تحاكموه.؟!

أيكفي أن تحاكموه.؟!

منذ تأسيس الدولة العراقية، عام 1920، الأغلبية تعاني التهميش والتغييب والاستهداف، لم تمنح أي فرصة للتعبير عن نفسها، وقدرتها وإمكاناتها، بسبب معادلة الحكم الظالمة التي وضعتها بريطانيا.

الأغلبية تنزف دماء لأجل الوطن وحمايته، سواء من جور الحاكم وانفراده وتسلطه، أو للدفاع عن نفسها وحقوقها، ذهب في طريق التضحيات مراجع عظام، علماء في مختلف الاختصاصات، شباب في عمر الزهور، نساء انتهكت حرماتهن، كل ذلك كان لأجل هدف واضح ومشروع، هو بناء دولة تستند إلى العدالة الإنسانية، للناس فيها كل الناس أن يأخذوا حقوقهم، بعد أن يؤدوا واجباتهم.

الحاكم ومن خلفه المستكبر يدرك بوضوح، أن تمكين الأغلبية من حقوقها، يعني منع الغرب من ثروات البلد، وتحريره من الهيمنة والتبعية الاقتصادية والسياسية، مثل العراق لا يمكن للغرب أن يتخلى عنه، لأنه فرس جموح أن ترك، سوف يقود الأمة إلى التمرد على التبعية، ونفض غبار الذل، الذي عاشت فيه.

بعد أن أدرك الغرب؛ أن نظامهم المتمثل بالبعث الدموي، بدأ يتهاوى تحت ضربات المجاهدين، وظهور بوادر التمرد الداخلي على سلطته في العراق، رغم كل العنف والقتل والتهجير، أصبح إلزاما، أن يتدخل الغرب لتغييره، بعملية جراحية، مضمونة النتائج.

احتل العراق عام 2003، وبدأت المواجهة بين المرجعية والقوى الإسلامية الوطنية التي تتبعها من جهة، وبين المحتل وأذنابه المخفيين والعلنيين، لحد عام 2004 تمكن المشروع الوطني؛ بقيادة المرجعية من الانتصار، جرت انتخابات، كتب الدستور من قبل لجنة منتخبة، صدرت عدة قرارات لصالح ضحايا النظام، لتعويض المظلومية والمحرومية.

جرت انتخابات ثانية، ليبدأ المشروع الأمريكي بالتنفس في الساحة العراقية، فقد تم ترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة، لتبدأ رحلة الانتكاسة، ويبدأ الحلم بالأفول، تملل الشهداء في قبورهم المعلومة والمجهولة، فقد عاد البعث المجرم بثوب جديد، وعاد هدام تحت انتماء لمذهب آخر.

استبدل “الكسيح عدي” بأحمد المالكي، وتغير اسم حسين وصدام كامل، أبو رحاب” حسين المالكي” وياسر عبد صخيل، استبدل لؤي خيرالله، بفائز الحلاق ابن أخت نوري، الذي كان يعمل في جهاز المخابرات العراقية آنذاك، وتم أرسالة لسوريا ليتجسس على المعارضين، تقاعدت منال يونس لتحل محلها حنان الفتلاوي وعاليه نصيف وعواطف النعمة.

استبدلت “العوجة بجنيجنة”، حقق علي الشلاه حلمه القديم الذي حرمه لؤي الشبلي منه، عاد الرفاق كما هم بالأمس قادة وسادة، يعذبون ضحاياهم تحت القانون الذي يقوم عليه حزب الدعوة الإسلامية! ليسلم الرفاق ثلثي البلد إلى حلفائهم الدواعش، ويدعموهم بمليارات الدولارات.

صادر نوري ابن جنيجنة التي يعرف أهل كربلاء وطويريج انتمائها ألبعثي، تضحيات الشعب العراقي، وضاع حلم الدولة التي يمكنها أن تكون خيمة تأوي الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته، لا تمييز بين احد منهم، إلا بمقدار العطاء، بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها نوري، هل يمكن لمحاكمته أن تشفي صدور الثكالى والأرامل والمهجرين والنازحين، هل لمحاكمته أن تعوض محرومية البصرة والناصرية والانبار.؟!

أحدث المقالات