20 ديسمبر، 2024 8:07 ص

أيقونات الغيوم على ثوب فيروز نانا

أيقونات الغيوم على ثوب فيروز نانا

تحتفي الأوجاع في النهار ثم تنام هادئة في الليل ،أقتنعُ بوجود تماس معدني مابين سريري وأسلاك أحلامي حين أرمي من يدي قفازات جني العسل من الشِّباك الفضية وأنا بين لحظة وأخرى تتسلل عيناي اليهن وهن تحت الشلالات تطوي رموشهن المياه العذبة وتمر فوق أثداءهن خفافيش الرغبة فينتصب الجسد ويشهق كما تشهق الأشجار ،أخمن تلك شجرة يوكالبتوس وتلك شجرة رمان عتيقة وتلك شجيرات ظل تنام السواقي بظلال فيئها وببطء تدق دقاتها الساعةُ في عربة بائع الذرة وتحت أقواس أخلمند بعد أن تقص البغالُ أحلامَها على الأنهر الصغيرة والطيور المالحة العينين ، تكثر المشاهد ثم تتوزعُ ثم تقيم سجالاتها بفطنة العقل او بتذكر الهوامش السود تحت أوراق الروزنامة ،ثمة مفارقة تطيح بالإفتراض المقدس وثمة نحول في رؤيا ملعقة الشاي وأيقونات الغيوم على ثوب فيروز نانا ، قالت امرأة
الروستورانت بعد أن تطلب الرز سيضاء رأس الشاهنامة ،
وبعد أن أطلب السّمكَ ..؟
ستقودك أجنحتها الى أرخبيل النجوم
إنتظرت .. كي يأتي محمود بصحن الشوربة ، ثم بصحن السمك ،
ظل محمود يمازح عبد الله وظلت امرأة الروستورانت تحدق بي ، تحدق بي وأنا أحدق بالسماء ربما شاهنامة أخرى تأتي من كرمنشاه بخيوط حريرية وتلفها حول جسدي وأشرح لها غايتي بعد أن أكتب فصلا عن ديار نهاوند وفصلا آخر عن عمرالخيام النيسابوري صاحب الإبريق وهو في لوحه الزجاجي وأنا عند مدرجات ضريحه أبتسم للأيام التي لاتقع فريسة أقدارها .. و.. الى :
أفق خفيف الظل هذا السحر – نادى من الغيب رفات البشر ،
كان الوقت قد إقترب من أواني النحاس وطرق بــ إبهامه صور المعبودات فوق الأواني والأباريق لكن البائع لم يبتسم لي حين حدقتُ بـ (أفلان سيان ) وهي تطلى أظفار أصابع أقدامها وتشرح للسائحات طريقة جني الرجال من خلال القدمين ، في ذلك التوقيت
المجهول إمتلأ ماء البئر وتحدث الساقي للواتي يمسكن بقوارير الأعراس ثم إتجه بهن الى الدار المقدسة كي يختم على ظهورهن بسدادات القناني ،
أخبرني محمود أن مابقي من السمك لن يكفي كي يحملك جناحا الشاهنامة نحو أرخبيل النجوم ..حدَّقت بي من جديد بغير ماكانت تحدق امرأة الروستورانت وأرتني من تحت ملاءتها أقراطها الضوئية ، ناديتُ على محمود ، لاحاجة لي بالشوربة أو السمك ، إبتسمت لي ..
ونادت على الشاهنامة أن تضع مجسم الكرة الأرضية بين فخذيها الى أن أعود مرة ثانية وأعيد جسدي إليّ من المدينة المائية في قاسم آباد وأنتظر الليلَ في كوه سنكي وأجني العسلَ من الشباك الذهبية ورموشهن من المياه المعدنية أن أضيء رأس الشهنامة أو أبقي جسدها معتما على رغباته بعد أن حان الوقت كي أعيد على محمود أن لاحاجة لي بالسمك والرز ولا باللبن المطعم بالزعفران ،
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات