17 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

أيــهــــــــــــا الدعاة  … كفى !

أيــهــــــــــــا الدعاة  … كفى !

قال ناصح ومضى : ايها المراؤون : توقفوا عن الدفاع عن الله  بقتل الانسان , ودافعوا عن الانسان .. كي يتمكن من التعرف الى الله ( جبران )
 
في  أجواء من فوضى  ..  لايبدوا ان لها نهاية ..  يطلق عليه جزافا  مفردة  ( الديمقراطية  )  ..  يقتحم اسماعنا صراخا  في كل جمعة .. من على منابر يعتليها ( خطباء )  ..  يدعون الى  كل  شيء .. عدا ما يوّحّد الكلمة ويحقن الدماء  ..  بشر من نوع غريب يدّعون انهم  .. رجال دين  .. وهم ابعد ما يكون البعد .. من قيم الدين وسماحته … يدعون  الى الكراهية والقتل واستباحة الحقوق … بحجج كاذبة  ..   همهم الاول والاخير ارضاء  .. شياطينهم .. الذين يغدقون عليهم عطايا السحت الحرام .. لكي تترجم خطبهم الى جيّف تتفجر في اوساط الابرياء  في الايام التالية  … في دوامة القتل اليومي منذ زوال حكم الطاغية اللعين صدام  .. وكم تمنيّت لهؤلاء الدعاة الجهلة , ان يطلّعّوا على ما جاء في نهج البلاغة لعلي (ع)  من اهمية للكلمة ومخاطرها ان كانت غير منضبطة  بمنظومة قيمية واخلاقية تكبح جماحها … وبان الكلمة مسؤولية عظيمة – قد يكون لها آثارا اجتماعية خطيرة تهدد حياة مجتمعا باسره .. حين تستهوي الكثير من الجهلة والمغامرين الناعقين مع كل ناعق حيث يصبح القول [ رب قول انفذ من صول ] , وهي مرآة صافية تنعكس على سطحها صورة قائلها جلية واضحة ,  فهي اما ان ترفع من شانه , معرفيا واخلاقيا , او تضعه في اسفل سافلين حيث [ تكلموا تعرفوا , فان المرىء مخبوء تحت لسانه ] … ولقد سأله احدهم : صف لنا العاقل ؟ فقال : [ الذي يضع الشيء موضعه ] , والجاهل ؟ قال : [ لقد فعلت ] – لهذا لا ادعي اني استطيع ان اضع القول المناسب في الموضع المناسب , ولكني احرص اشد الحرص ان لا اضع نفسي في وثاق الكلام الذي سوف اقول , حينئذ ينطبق عليّ القول [ الكلام في وثاقك مالم تتكلم به , فاذا تكلمت به صرت في وثاقه ] , ولكي اكون اكثر تحفظا وحيطة – الزمت نفسي دائما بقوله : [ لاتقل ما لا تعلم , بل لا تقل كل ما تعلم ] , او قوله الآخر: [ مقاربة الناس في اخلاقهم , امن من غوائلهم ] — لكنه طالما اذهلني بقوله : [ لا يستوحشنكم طريق الحق لقلة سالكيه ] —- فكيف يتسنى لي كتم قول الحق , الذي وصفه في موضع آخر بان : [ الحق ثقيل مريء , وان الباطل خفيف وبيء ] , ولقد انتابني شعور بالقوة والجراة وانا المح قوله : [ لا تظنن بكلمة خرجت من احد سوءا , وانت تجد لها في الخير محتملا ] — حيث اني لا اريد الاّ الخير لكل من يقرأ ما كتبت , ولهذا لا اطمح الاّ بحسن الظن منكم احبتي — وارجوا ان نكون في الوسط في الآراء والمواقف , اوليس نحن امة الوسط ؟ , ولهذا تذكرت قوله : [ احبب حبيبك هونا , عسى ان يكون بغيضك يوما ما , وابغض بغيضك هونا عسى ان يكون , حبيبك يوما ما ] , وعلى كل حال , قد يكون الذي سطرت من كلمات , كان في غير محله , ولكنه هو راي , وهو امرنا بالاستئناس باكثر من راي [ من استبد برايه هلك , ومن شاور الرجال , شاركها في عقولها ] , ومن ثم اسمعه كيف يحادث كميلا صاحبه : [ ياكميل , ان هذه القلوب اوعية , فخيرها اوعاها — ياكميل هلك خزان الاموال وهم احياء , والعلماء باقون ما بقي الدهر ] —- كان هدفي ان انقل لكم جواهر من سيد الحكماء , وهو القائل [ الحكمة ضالة المؤمن , فخذ الحكمة , ولو من اهل النفاق ] , ولقد حذرنا جميعا في قوله : [ من اسرع الى الناس بما يكرهون , قالوا فيه بما لايعلمون ] , ودعانا الى لين القول في كل حين , حيث يقول : {خالطوا الناس مخالطة , اذا متم معها بكوا عليكم , واذا عشتم , حنوا اليكم } واعجب من انه يحذرنا من الاسترسال في الكلام , ويحبب لنا الصمت بقوله : [ تلافيك ما فرط من صمتك , ايسر من ادراكك ما فات من منطقك ] , وهو القائل ايضا : [ واعلموا رحمكم الله – انكم في زمان , القائل فيه بالحق قليل .. ختاما : انه علي يعلّمنا آلّية جميلة لصوغ العبارة  ومواقف وتوقفات للكلام والسكوت – سلام الله عليكم .

أحدث المقالات