8 أبريل، 2024 10:09 م
Search
Close this search box.

أيران والشيعة وموقفهم الثابت من رجس التطبيع

Facebook
Twitter
LinkedIn

سعت وسائل الدعاية والاعلام الجوكرية البعثية والعلمانية والطائفية وبكل قوة ودعم مطلق ومفتوح من قبل سفارة الشر الامريكية ودول الخليج والتي تمتلك جلها السلطات الداعمة للإرهاب الفكري والدموي ومنذ وقت ليس بالقليل على بث مخططات اعلامية خبيثه وشيطانية منها اشاعة رأي عام ضد الجمهورية الاسلامية في ايران على وجه العموم والشيعة على وجه الخصوص غايتها هو الطعن بموقف المذهب الشيعي من قضية ما يسمى بال ( التطبيع ) مع الكيان الصهيوني الغاصب للارض العربية الفلسطينية مسرى الرسول الكريم محمد ( ص واله ) فراحت تلك الوسائل الاعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الفتنة البعثيه الجوكرية تركز الحديث على ان الشيعة يؤججون الوضع الامني ويؤثرون على منطقة الشرق الاوسط والعراق امنيا وربما اقتصاديا بمعاداة الكيان الصهيوني ورفع الشعارات المناهضة له ومواجهته عسكريا كما يحصل في جنوب لبنان وابطال حزب الله ومجاهدي المقاومة في سوريا .

بلور الاعلام الجوكري البعثي الطائفي صورة لدى الراي العام وقام بصناعة رؤيا مخالفة للاسلام والدين المحمدي الاصيل وتعاليمه السماوية والتي تحرم وتكفر فتح العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب وتعده خروج عن الملة فقام هذا الاعلام ينسج الحكايات والتخاريف الزائفة والسخيفه والكاذبة من اجل تلميع ما يسمى بفكرة التطبيع والتقليل من المفردات التي تجرمه وتحرم ذكره اصلا من اجل هدف شيطاني معروف وهو الضغط باتجاه تطبيع العراق مع الكيان الغاصب حاله حال دول الخليج وتركيا ومصر والمغرب وغيرها من الدول .

ولكن تناسى هذا الاعلام القذر ان موقف المذهب الشيعي وعلمائه الافذاذ وقادته الابطال هو صلب لا يلين وراسخ في جنبات التاريخ وصفحاته الخالدة ولم يهتز او يجامل يوما من الايام على حساب المبدأ والعقيدة والانسانية والدين .

جاءت الثورة الاسلامية في ايران وبقائدها روح الله الامام الخميني ( رض) لتبدد كل الامال العميلة والصهيوامريكية والبعثية التي كانت تتشبث بادنى فرصة لتغيير موقف الشيعة من الكيان الصهيوني الغاصب ورؤاهم الصلبة والحقة اتجاه ذلك العدو .

بينت السنون والايام وكشفت بوضوح تام عن مخرجات معادلة واضحة المعالم لدى العقلاء هي وجود تحالف سري تاريخي بين بعض اطراف السنة واليهود ضد المسلمين عموما والشيعة خصوصا ومنذ زمن بعيد وبحس طائفي مقيت .

تمكنت الحملات الدعائية الجوكرية البعثية الطائفية المركزة والمنظمة وخاصة في العراق من خلق جو وراي وظاهرة نفسية ضاغطة على المستويين الاجتماعي والسياسي عنوانها ( ثقافة الاديان ) و ( الدين الابراهيمي ) وعلى الرغم من أن جذور هذه الظاهرة النفسية الاجتماعية تعود الى حكم النظام البعثي البائد والعميل إلا أنها تطورت بعد تطور ظروف العراق السلبية وظهور الجماعات الملحدة والجوكرية والعلمانية والتي رفعت فيها شعارات الالحاد وسب الذات الاهلية والفساد الاخلاقي والتجاوز على العلماء والقادة الشيعة وغيرها من الموبقات والتي هي تاتي ضمن مشروع الصهيوامريكي المعادي للدين والمذهب وتبلورت كنظرية شبه متكاملة على يد منظري محاربة الفساد ورافعي الشعارات الطائفية المقيته ثم تحولت بالتدريج الى الصناعة السياسية والإعلامية الأكثر تأثير في الراي العام ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق حتى أخذ القصف الإعلامي والمالي الامريكي والخليجي الهائل ينجح بالتدريج في تحويل الأنظار عن دول المطبعة مع الصهاينة صوب ايران والشيعة بل وإقناع كثير من شرائح المجتمع ومعها أساطيل من المثقفين ووسائل إعلامهم ومراكزهم البحثية لتبني منهجية كون العدو الحقيقي للعراقيين هو ليس الاحتلال الامريكي او الكيان الصهيوني والدول المطبعة بل هو ايران !!! ورسم مفهوم لابد لحكومة العراق من التطبيع مع الكيان الصهيوني .

ربما يعتبر الكثيرون بان هذا الكلام او الرأي هو محض اراء واطروحات غير واقعية او ربما غير موجودة على ارض الواقع او تستخف بالعقل العراقي ولكن سياسة وافكار النظام البعثي البائد العميل وما تعمل من اجله السفارة الامريكية ودول الخليج الطائفية وشعاراتهم القذرة والقنوات العلمانية أنتجت ثقافة خبيثه وشيطانية هي ضد الدين والمذهب والانسانية وتدعو الى كل عناصر الانحلال والفساد الاخلاقي وبالتالي تهيئة الافكار والرؤى نحو قضية التطبيع وتسهيل طرحه اعلاميا .

لا تزال وسائل الإعلام البعثية الجوكرية الطائفية تلوك وتعتاش على بث روح التفرقة والطائفية والتسقيط وبكل صوره وتضيف عليه وبقيت تؤثر في توجيه العقل العراقي والراي العام فيه ولهذا فنحن بحاجة الى اعلام مضاد مؤمن وصلب العقيدة وسمو الاهداف ومقاوم وصاحب فكر ديني واخلاقي ودعمه بكل الوسائل للوقوف بوجه هذه المنهجية القذرة والتي تدعو الى التطبيع او تروج له او حتى تلمح للعمل به وبعمل واقعي وبتجرد عن الإنتماء المذهبي.

إن من الخطأ بكل تاكيد ان نضع او نتكلم بلغة الجمع ونتهم الجميع بالتامر او نضعه في خانة التحالف مع الصهاينة أو اليهود لان لكل قاعدة شواذ ونحن عندما نتكلم نصف الامور باوصافها العملية البينه والواضحة والمعلومة دون الطعن بالمذاهب الاخرى او طبقات المجتمع فنحن لسنا كلخطاب الديني الوهابي السعودي على سبيل المثال والذي يكيل التهم ليلا نهارا ضد الشيعة وايران او الخطاب القومي العربي والعراقي من اتهام للإيرانيين فكل اناء بالذي فيه ينضح .

وهنا يكمن السر في توجه الاعلام البعثي الجوكري الامريكي فالموضوع ليس موضوع ايران والشيعة والراي من التطبيع وإنما هو موضوع ( الشيعة ) تحدبدا ومذهبهم الحق ومواقفهم البطولية المجاهدة والصلبة فالمستهدَف ليس الإيراني أو العراقي بصفته القومية بل المستهدف هو الشيعي قبل كل معيار آخر.

ولنحوِّل المعادلة باتجاه السعودية او تركيا التي يعدهما الاعلام الجوكري البعثي أنموذجاً يحتذى به في عملية أسلمة الدولة والحكومة ويعدهما القوميون العرب نصيرتهما في قضاياهم على عكس ذلك نرى ان هاتان الدوليتان هما اساس الشر الطائفي المطلق وهما صاحبتا اي مؤامرة خبيثه واصلا تحتفظان سريا بعلاقات وتحالفات استراتيجية غير معلنة مع الصهاينة والعدو الاسرائيلي واليهود في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية .

ولكن لم نسمع يوماً من الإعلام الجوكري البعثي الطائفي في العراق وقنوات الفتنة او الحكومات العربية أي اتهام للسعودية ودول الخليج وتركيا بالتحالف مع الكيان الصهيوني او حتى استنكار ذلك ولا أحد يعترض على تصريحات بن سلمان التي وصف بها العلاقة مع اليهود بانها من سنن وتوصيات رموز وقادة الاسلام والخلفاء الراشدين وهي سنة نبوية عمل بها مع يهود المدينة !! وضرورة العودة الى الجذور كما يقول بن سلمان او مثلا رئيس جمهورية تركيا ورئيس وزرائها وهم يعانقون بحرارة بالغة المسؤولين الإسرائيليين. ؟!

كل ما في الامر وباختصار هو لان السعودية ودول الخليج وتركيا والمطبعين هم دول من المذهب السني وحكوماتها حكومات سنية.

والسؤال هو ماذا لو تحولت هذه الدول يوماً ما الى دول شيعية معادية لإسرائيل والصهيونية؟ اكيدا في حينها سيقوم الاعلام الجوكري البعثي الطائفي العربي بتحويل هذه الدول تلقائيا الى أعداء للعراق والى حلفاء لليهود والصهاينة وإن أصبحوا أشد المعادين لهم.

واذا عملنا على سبيل المثال مقارنة سريعة بين الأنظمة السنية من جهة وايران والشيعية ومحور المقاومة من جهة أخرى في طبيعة العلاقة مع الكيان الصهوني فسنجد أن كثيراً من الأنظمة السنية اعترفت بوجود مايسمى بـ(دولة إسرائيل) وطبعت معه سريعا وبكل قوة وعلانية وأن لدى بعضها علاقات ديبلوماسية علنية والأخرى علاقات اقتصادية أو ثقافية أو تحالفات أمنية أو تنسيق أمني ستراتيجي أو اتصالات خاصة ومنها: مصر، الأردن، الإمارات المتحدة، البحرين، السودان، قطر، السعودية، المغرب، تركيا، مالي، النيجر، باكستان، اندونيسيا، باكستان إندونيسيا، مالي، جيبوتي، موريتانيا، جزر القمر، بروناي، بنغلادش والمالديف. هذا عدا عن مئات الأحزاب السياسية والمؤسسات العامة والخاصة ومنظمات المجتمع المدني في البلدان الإسلامية السنية التي تمتلك علاقات علنية أو خاصة مع الكيان الصهيوني ومؤسساته وهي حقيقة مدعاة للشعور بالخجل والعار والنفور. والقادم أفظع.

اما في المقابل فنرى العكس تماماً عند ايران والشيعية ومحور المقاومة من الكيان الصهوني والتطبيع معه فضلاً عن الأحزاب الشيعية برمتها ودون أي استثناء كحركة أمل وحزب الله في لبنان وحزب الدعوة ومنظمة بدر والتيار الصدري وفصائل الحشد الشعبي المقدس وغيرها في العراق وجماعة أنصار الله في اليمن وجميع الأحزاب في إيران وحركة الوفاق وغيرها في البحرين وهكذا جميع الأحزاب والجماعات الشيعية الأخرى في باكستان وأفغانستان والهند ونيجيريا وآذربيجان وتركيا وغيرها فجميعها لم ولن تطبع بكل تاكيد واقولها بكل ثقة ان الشيعة ومذهبهم وعلمائهم وقادتهم واحزابهم وتوجهاتهم هم ابطال واصحاب مبدأ حق ولهم اهداف دينية وانسانية ساميه وضد قوى الكفر والالحاد والارهاب والاحتلال والصهيونية الى يوم القيامة .

وينطبق الأمر كذلك على المؤسسات الدينية فالمرجعية الدينية الشيعية في النجف وقم وطهران وجميع المؤسسات الدينية الشيعية في كل دول العالم تعد أي اتصال وعلاقة علنية وسرية مع الكيان الصهيوني هو حرام شرعاً وخيانة للإسلام والتشيع وجريمة ضد الإنسانية وخروج عن الملة وأن إسرائيل دولة وهمية قائمة على أراضي دولة أخرى بأسلوب الاغتصاب الاستيطاني والاحتلال وأن مقاومتها وإزالتها واجب شرعي .

ولذلك كان ولا زال موقف ايران وقائدها الامام الخامنئي ( دام ظله ) واضح ومبدئي وجلي في موضوع ما يسمى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني فالموقف الخالد لا تهزه ريح او عواصف او ميوليات او حتى حصار اقتصادي او سياسي فعلي مع الحق والحق مع علي .

فالذي يحاول جعل هنالك مقارنة بين الجبهتين جبهة الشيعة وجبهة دول الانظمة السنية هو بمثابة الذي يؤسس لمفارقة تثير السخرية والتعجب أن نضع عدوين لدودين متضادين (الشيعة والصهاينة) في خانة واحدة ولا نضع الأغلبية الساحقة من الأنظمة السنية العربية وغير العربية في خانة التحالف مع إسرائيل والصهاينة وهم حلفاء بالفعل.

إن ايران والشيعة ومحور المقاومة والحشد الشعبي المقدس والاحزاب الشيعية الاسلامية اليوم هم عماد جبهة الممانعة والمقاومة في كل مكان في العالم وهم جبهة الحق ضد الباطل باتت تشكل ثقل كبير ومتجذر على صدور الاعلام الجوكري البعثي والانظمة العربية العميلة وطموحاتهم الخبيثة المعادية للاسلام والدين المحمدي الاصيل .
عرض ريادة الأعمال الإنسانية.docx. صفحة 1 من إجمالي 2

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب