18 ديسمبر، 2024 8:04 م

أيران تتجاوز الخطوط الحمراء في الدبلوماسية الدولية تمهيداً لتقديم اوراق تفاوض جديدة

أيران تتجاوز الخطوط الحمراء في الدبلوماسية الدولية تمهيداً لتقديم اوراق تفاوض جديدة

لاشك أن علاقات الدول تعتمد على قاعدة اساسية في التعامل الدولي وهي قاعدة (المعاملة بالمثل) بموجب الاتفاقات والبروتوكولات الدولية التي اصبحت عرف . ان علاقة حسن الجوار وعدم التدخل بالشأن الداخلي احد اهم قواعد حسن النية في هذه التعامل وتبادل المصالح التجارية والاقتصادية وهي مصالح عالية المستوى بين الشعوب لترسيخ العلاقات السياسية والاقتصادية على أن لا تشكل استغلال او مدخل لتدخلات غير مرغوب بها من قبل مصالح النفوذ او السياسة البينية بين الدول والتي تمس بالوحدة الوطنية .

أن تصريحات اي شخصية سياسية نافذة او مسؤولة هي تصريحات تؤخذ بعين الاعتبار وتشكل مس بالسيادة الوطنية عندما تتعارض مع مصالح الشعوب او تدخل بالشأن الداخلي ,عندما تشكل اساءة بحق الدولة واهانتها ,تصريحات مستشار علي خامنئي – علي أكبر ولايتي ضد القوى الوطنية العراقية الداخلة بالعملية السياسية هو اساءة بالغة بحق كل وطني عندما وصف الليبراليين والمدنيين بمجموعة لا يسمح لها بالصعود للسلطة لأنها غير مفصلة على المقاس الايراني . كلام فض وغير مقبول وينم عن تدخل واضح بالسياسة الداخلية بعد فشل الاسلاميين بحكم الدولة العراقية . جاءت هذا التصريحات وهي تحمل دلالة سياسية ذات اتجاهات متباينة في تقدير الموقف الايراني :-

اولاً: جاءت هذه التصريحات لأثارة القوى السياسية من المدنيين والعلمانيين والليبراليين باعتبارهم خط وتيار بعيد عن توجهات السياسية الايرانية وغرضها اثارة الحراك من اجل تقديم تفاهمات ما وراء الكواليس غير المرئية لضمان عدم التقرب للمصالح الايرانية في العراق اذا صعدوا وشكلوا تحالف مدني وتيار اصلاحي لأنه يزعزع هذه المصالح دون وجود هذه التفاهمات المسبقة والإيرانيين معروف عنهم ضمان المصالح ضمان للسياسات القائمة في منطقة ترزح تحت نيران التقلبات الداخلية والخارجية .

وثانياً: والاتجاه الاخر حث القوى والاحزاب على المشاركة على الانتخابات القادمة بعد ورود مؤشرات قوية على المقاطعة للانتخابات القادمة بسبب اليأس من الاصلاح والترقيع للعملية السياسية وهي مثلت انحراف بمصالح الشعب العراقي على مصالح دول الجوار والقوى الاقليمية وفشل العملية السياسية برغم من التجميل والضخ الاعلامي على ان العملية تسير وفق مصالح ورغبة الشعب العراقي والدولة العراقية ,وأن مصالح دول الجوار مهدد بالتغير واول المتضررين هم الايرانيين عند فشل العملية السياسية وتغير قواعد اللعبة وهذه التركيبة السياسية والنظام الانتخابي الذي يمثل تكريس للطائفية السياسية والمحاصصة بتقاسم المنافع في ظل وجود النفوذ وانتزاع اكبر قدر ممكن من موارد الدولة لصالح القوى والاحزاب السياسية والدول الساندة لها من اجل تمويل انشطتها الحزبية على حساب الشعب العراقي .

ثالثاً : أو رسالة للمحيط الاقليمي وإيصال رسالة الى الدول المناوئة للتوجهات الايرانية ان اللعبة السياسية في العراق هي بيد الايرانيين وهي من تقرر ما تشاء وما يخدم مصالحها وهي مستعدة للتفاوض على ما تملك من أوراق للعب في سوريا واليمن ولبنان ولكن الاهم هو جمجمة العرب (العراق). لان العراق حبل النجاة للإيرانيين بعد انتهاء مهلة التي حددها الرئيس الامريكي دونالد ترامب كمهلة اخيرة لتوقيع الاتفاق وتجديده من اجل الاستمرار في الاتفاق النووي الغير العادل لدولة كإيران في محيط اقليمي يخوض اعادة ترتيب جغرافية الدول والمنطقة ضمن ما يسمى الشرق الاوسط الجديد .

ان سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي اوضح رؤيته بشكل صريح وهو التمرد على السياسة الامريكية السابقة (سياسة الديمقراطيين ) ضمن تغير مستمر في فكر ونهج جديد والتفرد بالقوة والنفوذ والتلويح بخيار القوة عند الضرورة ,وعلى ايران ان تكوم أكثر استعداداً لتعديل الاتفاق النووي والا يصبح الاتفاق لاغياً ,وتصبح كل الاحتمالات واردة الخيارات مفتوحة بوضع جديد في المنطقة والعالم . وهذه التصريحات جاءت متناغمة مع المطالب الجديدة للسوريين حول فاتورة حماية النظام وضرورة الاستفادة لخمسين سنة القادمة مثلما فعلت روسيا ضمن تفاهمات لضمان قواعد بحرية وجوية وبرية وهي اوراق تفاوض اخرى تمهيد للأشهر القادمة الحاسمة في الملف النووي الايراني ننتظر ونرى ما تسفر عنه ردود الافعال واختبار الصبر الامريكي .