23 ديسمبر، 2024 7:08 ص

أيران — الى التغيير او التدمير

أيران — الى التغيير او التدمير

كتبت في التاسع من هذا الشهر مدونة قلت فيها ( ( عملية البطون الرخوة ) لم تلغ بل طلبت الدولتان ( كوريا الشمالية و ايران ) التفاوض مقابل ضمان بقاء هذين النظامين و الموافقة على تسليم كوريا الشمالية ترسانتها ( النووية و الهدروجينية 180 رأسا نوويا و 5 رؤوس هدروجينية ) مقابل ضمان بقاء نظام ( الرئيس كيم ) و ( رفع كل أنواع الحصار و جميع العقوبات وال بدء بالشراكة التجارية ) — — اليوم تعهد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون للرئيس الصيني شي جين بينغ بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وذلك خلال اجتماع في بكين – – أما رفع العقوبات سوف يتزامن مع البدء في التخلص من الترسانة النووية و الهدروجينية الكروية الشمالية و هذا سيتم في لقاء ( ترامب كيم ) , و بضمان الصين و روسيا و الأتحاد الأوربي — هذا ما يخص كوريا الشمالية – – أما أيران و هي ليست دولة نووية و لا هدروجينية فمالذي ستفعله ؟ هل ستقاوم ؟ لا أعتقد مطلقا ! و الدليل أنها بدأت بتغيير سلوكها في الخليج العربي و لم تعد تعترض السفن الأمريكية او تعوق مسيرها بعد أن وصلت الأوامر صريحة و واضحة من ترامب بضرب أي زورق او سفينة أيرانية و أغراقها فورا اذا عرقلت او أقتربت من القطع البحرية الأمريكية – – زمن تردد أوباما قد ولّى و جاء زمن رعونة و أنفلات ترامب و هذا الشخص بطبعه عنيف و يمجد العنف و يبدو أن أيران ستستوعب الدرس الكوري الشمالي و تلتزم بتغيير سلوكها و تسليم ترسانتها الصاروخية – – ترامب جهّز حكومة حرب بكل ما تعنيه هذا الكلمة و أزاح أخر الحمائم ( تلرسون وزير الخارجية ) و قرب أقذر الصقور و على رأسهم ( بولتون ) العنصري أحد أركان حرب الأطاحة بالصنم المقبور في العراق – – بولتون العنصري قال ليلة أمس ( أي تعديل بالأتفاق النووي مع أيران غير مقبول و يجب ألغاؤه و تسليم ترسانتها الصاروخية أيضا ) و يبدو لي ان أيران مستعدة لهذا بأعلان قائد الحرس الثوري أن تسليم الصواريخ ليس بدون ثمن — و الكلام واضح أنها تبحث عن الثمن ! و قد يكون الثمن رفع جميع أنواع العقوبات و تعهد بضمان بقاء النظام الأيراني و عدم الأطاحة به من الداخل بعملية ( البطون الرخوة ) – – ما يهمني هنا هو مصلحة العراق قلت و أكرر يجب أستغلال ما ستوؤل أليه الأمور في أيران و التخلص من تبعات أتفاقية الجزائر و من تدخلها في الشأن العراقي الداخلي – – نعم أيران هي من تنصب قادة العراق ( سنة و شيعة و أكرادا ) وهذا وضع غير صحيح و غير مقبول – – أمس كنت في أتصال مع أحد محرري القسم السياسي في صحيفة نيويورك تامز و هو صديقي و قلت له : ( أليس من مصلحة أمريكا أستقرار العراق ؟ قال نعم بالتأكيد — قلت فلماذا لا يتضمن أيّ اتفاق محتمل جدا بين أمريكا و أيران يتضمن عدم التدخل في الشأن العراقي و ترك العراق لأهل هم من يقرر مصيره – – قال Mike الرئيس عازم على ذلك – – قلت سأرفع له القبعة أن فعل و سأصوت له رغم موقفي من الحزب الجمهوري ) و السؤال هنا : هل من المعقول أن يلتزم سياسيو العراق سنة وشيعة الصمت بينما سيطلب ترامب رسميا مثل هذا الشرط من الأيرانين ؟ هل أصبح ترامب أكثر وطنية من ساسة العراق ؟ هل أنتزعت النخوة من ضمائرهم ؟ و أصبح التفريط بمصلحة و أستقلال العراق مقابل ضمان بقائهم في السلطة مثل التفريط بأرواح و دماء الشيعة على يد عصابات مسعود مقابل ضمان دعمه في الأنتخابات القادمة ؟