5 نوفمبر، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

أية قاعدة إرهابية يقصدون ، القاعدة الوهابية أم القاعدة البعثية ؟

أية قاعدة إرهابية يقصدون ، القاعدة الوهابية أم القاعدة البعثية ؟

في كل مرة يحدث فيها عمل إرهابي في بغداد أو محافظاتها يذهب فيه الضحايا من العراقيين يظهر مسؤول أمني ليخبرنا بأن منظمة القاعدة الإرهابية هي المسؤولة عن هذا العمل. أية منظمة إرهابية يعنون ويقصدون؟ قبل سنوات؛ ثلاثة أو أربعة كنا نفهم ان المقصود بمنظمة القاعدة تلك المنظمة الإرهابية الوهابية الوافدة من خارج العراق ونشك بتعاون واشتراك البعثيين الصداميين معها في تنفيذ العمليات الإرهابية. وقبل ذلك، بعد نيسان 2003 كانت المنظمة الإرهابية الوهابية هي المتسيدة في العمليات الإرهابية ولا يشاركها فيه احد، بل ان بعض البعثيين الصداميين كانوا يعملون تحت إمرتهم وينقادون لهم في تنفيذ بعض العمليات الإرهابية غير الإنتحارية؛ بالسيارات والأحزمة الناسفة. ولما رأى اليعثيون عامة والبعثيون الصداميون خاصة ان منظمة القاعدة الإرهابية الوهابية في عملياتها الإجرامية لا تفرق بين محافظة وأخرى من محافظات بغداد ولا بين سني او شيعي، وأنها تقتل من أهلهم وأقاربهم وعشائرهم دون مراعاة لهم أو لتعاطفهم وتأييدهم وإشتراكهم معهم في عملياتهم الإرهابية، وأنها تعاملهم معاملة التابع والمتبوع والعبد والمعبود … بدأ البعثيون، خاصة في المناطق الغربية التي وجد الإرهابيون الوهابيون فيها حواضن لهم وملاجيء ومنطلقات لعملياتهم الإرهابية … ينقلبون على منظمة القاعدة الإرهابية الوهابية الوافدة من خارج العراق، وراحوا شيئا فشيئا، يوما بعد يوم يعملون على مواجهتهم بالسلاح ويطردونهم من مناطفهم. ولم يكن هذا يعني أنهم يقفون إلى جانب القوات الأمنية من الشرطة والجيش الحكومي في محاربة هذه المنظمة الإرهابية ولكن ليكون لهم هم القيادة في مواجهة الحكومة بالسلاح. وقد بدأ نفوذ منظمة القاعدة الوهابية بالإنحسار والضعف ليس بسبب جهود الحكومة في التصدي لها ولكن، أيضا، بسبب مقاومة البعثيين والبعثيين الصداميين لهم ومحاربتهم في مناطقهم. وكان لدور الصحوات، وهم من البعثيين غير الصداميين، الأثر الكبير في هذا الإنحسار والضعف الذي اصاب هذه المنظمة الإرهابية الوهابية. ولا نستطيع القول ان هذه المنظمة الإرهابية قد إنتهى نفوذها الآن في العراق، ولكن فلولها المتبقية اصبحت تأتمر وتخضع وتُوجه من قبل البعثيين الصداميين الذي أمسكوا بزمام الأمور والقيادة الآن. لقد أصبحوا هم القاعدة البعثية في العراق، وهم الذين ينفذون العمليات الإرهابية الإنتحارية في السيارات والأحزمة الناسفة ولم يعد لمنظمة القاعدة الإرهابية الوهابية ذلك الدور القيادي منذ نيسان 2003 وحتى أربع أو خمس سنوات لاحقة، وامسوا هم التابع لا المتبوع والعبد لا المعبود، يوجَهون وتُعطى لهم التعليمات ولا يوجهون ويعطون التعليمات في تنفيذ العمليات الإرهابية، ولايحق لفلولهم الباقية الآن تنفيذ أية عملية إرهابية من أي نوع قبل موافقة (منظمة القاعدة البعثية في العراق)
خلاصة القول، ان (منظمة القاعدة البعثية في العراق) هي التي تقوم بالعمليات الإنتحارية، بالسيارات والأحزمة الناسفة، تلك التي لم يكن يجرأ البعثيون الصداميون في بداية الأمر على القيام بها! ان تجاهل هذه الحقيقة، عن قصد أو غير قصد، يساهم إلى درجة كبيرة في إستمرارالعمليات الأرهابية الإنتحارية، لأنك إذا لم تعرف وتحدد هوية عدوك، كيف تواجهه وتتصدى له وتقضي عليه في النهاية؟ على مسؤولي الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش الكف عن ترديد: هذا العمل من تنفيذ منظمة القاعدة الإرهابية. عليهم ان يحددوا أية منظمة قاعدة إرهابية يقصدون، منظمة القاعدة الوهابية أم (منظمة القاعدة البعثية العراقية.) فإذا لم ينتهوا، في كل مرة تحدث فيها عمليات إرهابية كبيرة، إنتحارية وتخريبية، من تكرار وترديد، بوعي أو بدون وعي: إن هذا العمل من تنفيذ منظمة القاعدة، دون تسمية الأشياء بأسمائها، فإن العمليات الإرهابية لن تنتهي قبل زمن طويل، لأنه، كما قلنا، كيف تواجه عدوك وتتصدى له وتقضي عليه دون ان تحدد وتعرف هويته؟ إن أكثر العمليات الإرهابية الكبيرة، الإنتحارية، بالسيارات والآحزمة الناسفة، يقوم بها البعثيون الصداميون المتشددون، في بغداد ومحافظاتها، إلى جانب منظمات مسلحة صغيرة، معروفة ومجهولة، من داخل العراق وخارجه تقوم بعمليات خاصة بها بين حين وآخر!
أيها المسؤولون الأمنيون من شرطة وجيش في الحكومة العراقية تنظيم القاعدة الوهابي لم يعد له وجود في العراق، وإذا كان له وجود فهو وجود يقتصر على فلول قليلة باقية وهذه الفلول الباقية تعمل وتأتمر بأمر (تنظيم القاعدة البعثي في العراق.) هذه هي الحقيقة كما نراها من جانبنا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات