شــربنا حُبَّنا ماءً زلالا
أيا بغدادُ فاختاري الدَّلالا
وغنّي بالعذوبة في مساءٍ
بألفِ لُلَيْلَةٍ وأقلي القتالا
فما عادت لنا الدنيا بأمسٍ
بمثلِ الأمسِ نوراً واشتعالا
بصيصُ النورِ لو ليلاً تراءى
به الأملُ المؤَمَّلُ قد تـِلالا
وقفنا دونما نرنــو لآتٍ
فأتْعَبْنا المرافئَ والتِـلالا
فلا صَبْرُ الجِمَالِ كما صبرنا
وأتعبنا من الجـري الجِمَالا
مواقدُ أهلِنــا نادت بنارٍ
سُراةَ الليل في عـوزٍ تعالا
ويغلي القِدْرُ يدعوهم : تعالوا
ولم يُقْصِ المُرَحِّبُ ذي الدِلالا
يفوحُ الهيلُ بالتراحبِ (أهلاً)
(هلا بالضيف) ..لم يطلبْ سؤالا
يشدُّ الرأيَ بالعُتبى عقالٌ
إذا ما الغير قد نحّى العِقالا
أضيعَ الأمس والتاريخ لمّا
أضاعَ البعضُ ذيّـاكَ الجَلالا
فيا بغدادُ .. يا مجـداً بدنيا
أضعتِ المَجْدَ فارقتِ الجَمَالا
فتحتِ البابَ والمحرابَ ليلاً
لغيرِ الأهلِ .. أويتِ الصِّلالا
نسيتِ الهدي َ.. أغوتكِ الخطايـا
فشئتِ الغيرَ .. آنستِ الضَّلالا
أما تدريـنَ ما يعني ((غريبٌ))
ـ على نأي ((المُقَرّبُ)) ـ لو توالى
أكلتِ السُّحْتَ يا بغدادُ جهلاً
سرى في القلبِ مُذْ رانَ اعتلالا
وطِئتِ الليلَ .. في ليلٍ بهيمٍ
فأنجبتِ الدواعشَ و العيالا
رأيتِ الأرضَ والدُّنيا خبالاً
لذا بغدادُ آنســتِ الخَبالا
شربتِ الحقدَ في الألفين خمراً
ألا فاصحي .. ألا فاقلي القتالا !
بغداد/ نيسان2015