23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

أيام .. قبل الأغتيال.. (الذكرى السنوية لاغتيال المرجع الصدر).

أيام .. قبل الأغتيال.. (الذكرى السنوية لاغتيال المرجع الصدر).

يمكن القول: ما هي الدوافع وراء أغتيال السيد محمد الصدر (رض) .. ؟
ولا يفوت القاريء الكريم ان المجرم – أي كان – شعر بالخطر من نشاط الصدر وحركيته.. ويمكن توجيه الاتهام الى:
المتهم الاول: الديكتاتور البعثي المقبور .. لأن الصدر قاد حراكا جماهيريا، تحدى فيه الحزب الحاكم وسلطته، تحديا واضحا واكيدا.. الى درجة ان حالة (الانذار القصوى) اصبحت دائمية في الاجهزة الامنية والحزب، بسبب الفعاليات الصدرية اليومية والاسبوعية وغيرها..
المتهم الثاني: هو امريكا، لانها وجدت في الصدر عائقا واضحا واكيدا تجاه مشروع الشرق الاوسط الجديد، الذي جعلت من العراق مركزا له..
المتهم الثالث: المعارضة العراقية في الخارج، لان الصدر سحب البساط منها في الداخل، وصارت تعيش على الحدود، فضلا عما حصل من مبايعة فصائل منها (في ايران) للصدر، قبل مدة قليلة من اغتياله..
وفي الاحوال كلها، فان الدلائل والشواهد كثيرة على ان المعارضة العراقية في الخارج ، حرضت صدام وامريكا على اغتيال السيد محمد الصدر. وقد صرحت قياداتها بذلك بصورة مباشرة او تلميحية، فقد صرح قيادي من المجلس الاعلى ، لاكثر من مرة ضد الصدر، وضد الانتفاضة الشعبانية التي قادها الصدر..
واعتقد ان المتهمين الثلاثة اتفقوا على اغتيال الصدر للاسباب التالية:
اولا: ان الصدر حاول ايجاد ثورة شعبية، ضد الديكتاتور، بعيدا عن الاحتلال وربيبته المعارضة العميلة.
وهذا لا يخدم الاطراف المجرمة الثلاثة .. اكيدا..
ثانيا: ان الصدر لم يفتح باب التفاوض امامهم جميعا، بل كان حديا ضدهم، جميعا.
ثالثا: ان مشروع الصدر ديني عقائدي، بعيدا عن السياسة، لم يترك احتمال التلاقي مع الاطراف المجرمة التي اتفقت ضمنيا على اغتياله وتصفية قواعده وافكاره ..
ولا يخفى على القاريء اللبيب .. ان الاطراف الثلاث لم تحقق اهدافها ، لان المنهج الصدري مد جذوره في الساحة العراقية، وتوسعت القواعد الشعبية.. بل ان المؤشرات تشير الى حصول ثورة شعبية كبرى، تزيح ما تبقى من مشروع المعارضة العميلة وواحزابها المجرمة..