شعور يمتلكنا في ساعات الشوق والحنين، نصبح كفقراء حظ نفكر في أي شيء
يجمعنا مع كل الغائبين عن أعيننا رائحتھم، أصواتھم أو حتى بقايا رسائلھم ألينا
كنا مجموعة من الأصدقاء، نقيم في احضان القاهرة
لم نتوقع يوماً أن نصبح غرباء حتى ونحن في عقر دارنا وبين أحضان أهلنا فالأماكن التي يرتاح فيها بالنا لم تعد تحدث شيئا حيالنا وحتى الأصدقاء الطيبون من كانوا الأقرب إلينا من حبل الوريد أضحوا اليوم أبعد عن أنظارنا تشتتنا في كل بقاع الارض فالحياة الساذجة فضلت غربتنا وإبعادنا،
غريب أمرها حقاً، تارة تبادر وتبتسم لجمعتنا وتارة أخرى تكشر أنيابها وتفرقنا، لن نستطيع أبداً فهمها من أيام تقسو علينا، كانت محطات لقائنا وذكرياتنا الجميلة،اليوم أمست مهجورة، تبكينا القاهرة لفرقتنا كل زاوية في عين المكان تشهد للحظات أخوة وصداقة ومحبة بين أعز ناسنا، يالها من فترات اعتبرناها أجمل شيء صادفناه في دروب عمرنا واليوم اكتفينا بنعتها بالذكريات التي تحكي قصتنا، قصة لعبنا أدوارها وعشنا مراحلها بحلوها ومرها واليوم أوشكنا من الوصول لخاتمتها.
فمهما أنحنى قلمي وأنحنت أوراقي تكرماُ لها ومهما رتبت أحرفي إجلال لن نتمكن من إحياء أجواء حلوة كان لنا شرف مشاركتها
لا أحد منا تنسى عمرا قضيناه بين أسوارها ربما هي محظ سنوات وذكريات مرت مرور الكرام لحالها،لكنها تبقى لنا الجزء الأجمل من أيام حياتنا، حتماً يكون إحساساُ يحمل في ثناياه لحظات فراق ووداع سبقت أوانها فالأيام أدركتنا بفرقتها ولكن ياقلبي
الصداقة الحقيقية ليست نزهة ممتعة لساعتين أو ثلاثة قضيناه معاً أومزحة
نستمتع بها مع من حولنا بل هي قوة سندركها في أصعب الأيام ولأوقات لتبقى
ذكرى نفرح بها في أحلى الأوقات.