23 ديسمبر، 2024 8:49 م

أيام الحسرة …متوالية

أيام الحسرة …متوالية

تمر السنوات سريعا ونطوي المسافات بأرجلنا لنقترب نحو النهاية الأبدية ولا زالت ذكريات طابور البنزين مرارتها عالقة في الذهن رغم مرور أكثر عقد من الزمن لشدتها تمر حسرات تتلمسها الذاكرة فمنذ الخامسة صباحا نقف على مسافة بضع كيلومترات من المحطة لنتزود بالوقود .. وجوه كالحة وأخرى متعبة زادتها التعرجات حزنا .. البعض يحسبها مع صديقته السكاره والآخر يقضيها بالسوالف الفارغة والثالث يعد الوقت بعدد حبات السبحة بسير بطيء ندفع السيارة باليد لشحت الوقود ومحدودية الحركة .. حقا تصل فيه قبلنا السلحفاة ..!! لان من يخرق {السرة } الكثير ولا أخبركم عن قسوة الطقس .. الصيف والحرارة القاتلة ..وبعد كل هذا الشكل الذي نرتضيه نصل لاستلام الجائزة بالقرب من بوابة الدخول الى المحطة في الساعة الخامسة عصرا لتسد بقسوة في وجوهنا المتعبة {خلصة الكمية} نعود بعدها خائبين مشيا على الأقدام بخطوات متثاقلة ونترك السيارة واقفة في مكانها للجولة القادمة للاماكن القريبة رغم المجازفة لاحتمال السرقة تعادلها اغراء فرحة الحصول على البنزين .. والبعض يتمتم بكلمات ويصب جام غضبه على الزمن ويسحب سيارته أو ينام فيها ..في الأيام والشهور الأولى للتغير كان البنزين متوفر بفضل {التنكرات }المتروكة في الشوارع وماتبقى في خزانات المحطات وما نهب !!..كانت حقا أياما ثقيلة مشهودة بلحظاتها وساعاتها محبطة كئيبة وشعرنا بأننا مواطنين غير صالحين وغير مؤهلين ان نستقبل التغيير وحكاما جدد وبناء مستقبل جديد لبلدنا ..ضحكات مرة ..وبشيء من القناعة سلمنا بسذاجة هذه الدنيا وحالها .

أعطينا للبلد كل ما في العمر وخرجنا منحني الظهر والأمراض عسكرة فينا ..الضغط يلاحقنا والسكر عشش في دمائنا .. والتخبط والتنهد سبيلنا .. عندما داهمتنا سنوات العمر والحياة لا نعرف أين نتجه في هذا الوقت الضار والعسير ..نحتج مع أنفسنا على وطن لم نأخذ فرصتنا فيه ..ومشكلتي الكبيرة إني لا اعرف السكون..واشعر اني خسرت جولة مع الحياة وفي هذا الزمن بالذات لا يحل ربيع في حياتك وتمارس هواية وتقعد في مقهى وترتاد مجلس ادبي أو تلتقي بمن تحب ..لا ترسم علامة استفهام والواقع يجيبك :-

نحن نعيش شرنقة حصار كدائرة محيطة بنا ولم تعد تنزل الى الشارع وتسلم من موت يدور حولك وعليك .. بينما تتواتر في جنباتك الأقاويل والنصائح بتحقق الإصلاحات في البلاد ويصلح حال الجميع ..والامر من أين نبدأ .. بتنفيذ أحكام الإعدام المعطلة لعصابات التكفير التي مارست أبشع أنواع الجرائم ..أم قضايا الفســـــــاد..أم اصلاح البرلمان..أم القضاء وما عليه من اعتراضات ومواطن خلل ؟أم عمل أمانة بغداد السيء..أم دائرة المرور التي لا تحرك ساكن أمام المخالفات وسوء استخدام الطريق !! أم أمام نهب شركات النقال ..وآمال العاطلين ؟..واذا نستمر نعدد نصل الى متاهات وتأتي النتائج عكس التوقعات !!

نحن لا نملك وسيلة لتنفيذ هذه المطاليب وانما افتراض قيام الحكومة بالتفكير في حل هذه المعضلات وتحتاج في هذا المجال الى جهود فردية أو جماعية من اختصاصين تساعد الحكومة على اداء جيد بالتحليل والبحث والطريقة الصحيحة بدلا من نقاشات البرلمان السقيمة والتافهة في تحديد مسار البلد !! والحل الذي ننشده ستجده في :-

الفرار من المحاصصة ومحاسبة السراق وإعادة الأموال المنهوبة ومواصلة برنامج الإصلاح الجدي لبرلمان الأحزاب والتيارات ..وتنفيذ الخدمات ..واستعادة الأراضي من حاضنة داعش كلها مدخل وسند للحكومة والضمانة الأكيدة لحماية النظام الديمقراطي وأسس لنجاح لإنقاذ العملية السياسية من أعدائها في الداخل والتدخل الخارجي .