أيام الأفراح .. وأيام التعاسة

أيام الأفراح .. وأيام التعاسة

تكثر الأحاديث في اللقاءات مع الأصدقاء ، سواءً أكانت هذه اللقاءات في المنتديات الثقافية أوحتى في  المقاهي ، وكثيراً ما يدوربيننا موضوع المستقبل وماذا ينتظرنا ؟ 

     ماذا ننتظر من الزمن الذي نعيشه بالوقت الحاضر ؟ هل نريد أن يكون كله سعادة وأفراح  دائمة ؟ وهل نراهن دائماً على النجاح ، ونستبعد الفشل والخيبة ؟

    أقول ، إياكَ أن تضع دائماً في حياتك الجانب الإيجابي فقط .. فالحياة فيها أياماً سعيدة  وفيها أياماً مرة .. فيها ضحك وفيها بكاء  .. وإذا بقت على نمط واحد ، زال رونقها وصارت رتيبة .. فالفرح إذا استمر على وتيرة واحدة.. صار مضجراً .. ومملاً ..  وان السعادة لا تحلو إلا بعد ساعات قلق وحزن .

    الأيام السوداء يجب ان يتعودها الإنسان ليستحق وجوده ويختبر أعصابه .ومن الطبيعي ان الساعات الحلوة هي ثواب الجهد المبذول ، وأما الشقاء فهو يصهر الإنسان ويجعله انساناً محصناً ضد الضعف والإنهزام .

   وكما ان للأيام الحلوة في العمر أوقات ، كذلك يجب أن يكون في حساباتنا متسع للأيام السوداء ، لنتعودها ولا نشكو من مرارتها .. بل نعايشها ونتصدى لها بتصرفات عادية لا تفقدنا توازننا .

   ان نوائب الزمان هي وحدها الإمتحان والمحك .. وهي معيار قدراتنا على المواجهة وإلا انهزمنا وخارت عزائمنا .

    من هنا تظهر الحكمة في التعاطي مع الوجود على الأرض بلا إفراط بالانفعال ، فلا تذهلنا الأيام الحلوة ولا تصيبنا نكسة الإنهزام .. فالحياة علينا أن نعيشها بكل وجوهها ، أفراحها ومآسيها ،  سعادتها وكآبتها .. لإن وجود البشر ليس الربح دون الخسارة وليس الضحك دون الدموع.

نعم لتكن أيام الافراح هي كأيام الأتراح تلك هي المعايير التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان .

أحدث المقالات

أحدث المقالات