23 ديسمبر، 2024 3:49 م

أيامنا الطويلة

أيامنا الطويلة

-1-
ان أيام العناء تعدلُ أعواماً في طُولها بخلاف أيام الأنس والرخاء فانها قِصار ..!!
ولقد أصبحت أيامنا – بفعل غياب الأمن والاستقرار – طويلةً للغاية …
ولا ندري متى سينتهي هذا الليل الطويل ؟
-2-
وللشعراء في هذا الباب حضورٌ مكثف يقول أحدهم :
ألا ان أيام البلاء طويلةٌ
                   ولكنَّ أيامَ السرور قِصارُ
ويقول ابن الرومي :
وأعوامٌ كَأَنَّالعامَ يومٌ
                   وأيامٌ كأنَّ اليومَ عامُ
-2-
واذا كانت (بغداد) الحبيبة تشهد في يوم واحد ، عشر مفخخات ، توقع العشرات من الشهداء والمصابين ، فما بالك بالحصيلة النهائية للشهر كله؟!!
ان المفخخات العشرة ضربت بغداد يوم الثلاثاء 13/5/2014، وفي العديد من مناطقها المهمة، في أول هجوم مكثف بعد الانتخابات النيابية التي جرت في الثلاثين من نيسان /2014 .
كيف لاتكون هذه الأيام السوداء طويلةً وهي مثقلة بالمصائب والفجائع ؟!!
ان الحياة في ظلّ الرعب الرهيب ،
صعبة للغاية وموحشة أشد الوحشة .
-3-
كنا أيام الدكتاتورية البائدة نخشى من إرهاب الدولة، التي أذلّت المواطنين وانتهكت كرامتهم وحياتهم وحقوقهم ، حتى اذا ما انزاح عنا ذلك الكابوس ، مُنِينا بارهاب التكفيريين والخوارج الجُدد الذين لايتلذذون الاّ بدمائنا ..!!
لم يتم القضاء على حواضنهم حتى الآن ، ولم يخفف مصادر تمويلهم …،
ولم ترتق الاستخبارات حتى الساعة، الى الحّد الذي تستطيع معه الحيلولة دون وقوع العديد من الكوارث المروعة المتكررة باستمرار …
انها فصول محنة مستمرة، لا ينتهي منها فصل حتى يبدأ آخر .
-4-
ومن نافلة القول التأكيد على أنَّ التعويل على أجهزةٍ ثَبَتَ فشلُها في كشف المتفرجات …،
وعلى عناصر لم تُتح لها فرصُ التأهيل الحقيقي لمهمات التصدي الفاعل للارهابيين ، لن يقود الى النتائج المنشودة .
ان المليارات من الدولارات التي خصَصْت لأغراض الأمن، بمقدورها ان تحقق الكثير، لو انها صرفت بأمانة في مظانها، ولكنها تسربت الى جيوب وحسابات مَنْ ارتضوا الإثراء على حساب الشعب والوطن ،
ولن تهتز ضمائرهم لما نلقاه من شقاء وعناء …
نعم ان الرابح الوحيد هم شياطين الانس، وهم سياسيو الصدفة ممن لاذمة لهم ولا ضمير .
وان الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي المظلوم، الذي انتُهبت ثرواتهُ ، وانتهكت حرماتُه ، وعُرّض للموت الزوأم ابناؤه وبناتُه ….
[email protected]
www.almnbair.com